سفير إيران في أستراليا يحذر: أي محاولة لإسقاط خامنئي ستُقابل برد "كارثي" لا يُتخيّل

حذر سفير إيران لدى أستراليا، أحمد صادقي، من أن أي محاولة يقودها الغرب للإطاحة بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي ستواجه برد فعل "كارثي" لدرجة أنه "لا يرغب حتى في الحديث عنها".

A man sitting on a chair, behind Australian and Iranian flags.

قال السفير الإيراني في أستراليا، أحمد صادقي، لـ SBS News إنه سيكون هناك «رد فعل كارثي» إذا حاول الغرب تغيير النظام في إيران. Source: SBS

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

بعد أن طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية «تغيير النظام» في إيران، حذر سفير إيران في أستراليا، أحمد صادقي، من أن أي محاولة يقودها الغرب للإطاحة بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي ستكون شديدة لدرجة أنه «لا يريد حتى الحديث عنها».

وفي مقابلة موسعة مع شبكة SBS، وصف صادقي إيران بأنها « دولة مسالمة» ولها «الحق في تخصيب اليورانيوم»، في حين أشار إلى الضربات الأمريكية على ثلاث منشآت نووية إيرانية بأنها «غير مبررة ومخالفة للقانون الدولي».

لا تفكروا حتى في تغيير النظام

ردًا على سؤال بشأن تداعيات أي محاولة لتغيير النظام، سواء عبر تدخل خارجي أو انتفاضة داخلية، قال صادقي بشكل قاطع؛ إنه ينصح خصوم إيران بعدم التفكير في الأمر مطلقًا"، وأضاف: "سيكون الرد كارثيًا بكل تأكيد، موضحًا على لسانه: "لا أستطيع حتى أن أتخيل ذلك، ولا أريد الحديث عنه".. وعند سؤاله عمّا إذا كان يقصد ردًا عسكريًا، أجاب بعدم رغبته حتى التفكير في أن الولايات المتحدة أو إسرائيل قد تجرؤ على ذلك.
وفيما يتعلق بالانتفاضة المدنية، قال إن الشعب الإيراني احتشد حول خامنئي. وأوضح أنه «بعد هذه الهجمات غير القانونية ضد إيران، تعزز التضامن والوحدة بين الشعب الإيراني من مختلف الفئات والأعمار [العرقية]».

في المقابل، رفضت رنا دادبور من منظمة التضامن الأسترالية المتحدة من أجل إيران هذا الادعاء، مشيرة إلى أن الشعب الإيراني «متحد في النجاة من الوحشية». وقالت: «في الوقت الذي يتم فيه اعتقال الإيرانيين وإعدامهم وإسكاتهم في ظروف الحرب، فمن المضلل الإيحاء بأن الشعب متحد وراء النظام».

وأضافت رنا دادبور: « الشعب هناك قلقون على حياتهم، فيما يتم تسريع محاكمة السجناء السياسيين وإعدامهم، مع قطع شبكات الإنترنت، ليس فقط لإخفاء حجم القمع عن العالم، ولكن لمنع الإيرانيين من التنظيم أو الوصول إلى المعلومات أو ببساطة الوصول إلى أحبائهم."

إيران كانت منخرطة في الدبلوماسية

في الوقت الذي حثت فيه الحكومة الأسترالية إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات وأدانت ضرباتها الانتقامية على القواعد الأمريكية في قطر والعراق صباح الثلاثاء الماضي، رفض صادقي فكرة أن إيران هي الطرف المخطئ. وقال إن «إيران كانت منخرطة فعلًا في الطريق الدبلوماسي وعلى الطاولة، وأجرينا خمس جولات من المفاوضات، والسادسة كان من المفترض أن تتم في 30 حزيران/ يونيو».

فيما جاءت الضربات الأمريكية بعد يومين فقط من إعلان ترامب عن وجود نافذة مفاوضات لمدة أسبوعين، وخلال هذه الفترة ستقرر الولايات المتحدة مسار العمل.

كما أشار صادقي إلى قرار ترامب عام 2018 بإنهاء خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) مع إيران، التي توسطت فيها إدارة أوباما قبل عامين، والتي فرضت قيودًا على برنامج التخصيب النووي المدني الإيراني مقابل تخفيف العقوبات.

وأوضح السفير الإيراني في أستراليا قائلًا: «كما تتذكرون، في عام 2015، لم تترك إيران طاولة المفاوضات أو تلغي الاتفاق. فلقد نفذت إيران جميع الالتزامات بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، وبعدها أصبحت عمليات التفتيش على المنشآت النووية الإيرانية أكثر صعوبة منذ إلغاء الاتفاقية".

"إيران دولة مسالمة"

عندما سُئل السفير الإيراني في أستراليا عن شرعية الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، والتي أشار رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي حينها إل ضرورة «عدم امتلاك إيران لسلاح نووي أبدًا» ودعم النظام الإيراني لحركة حماس وحزب الله والحوثيين، والتي تعتبر كلها منظمات مصنفة إرهابية في أسترالياعبر تصريح لرئيس الوزراء لشبكة سكاي نيوز قال فيه: «الإيرانيون... كانوا قوة مدمرة للغاية في المنطقة.. ما نريد رؤيته هو السلام والأمن الإقليميين».

فيما عقَّب صادقي على كل ذلك بقوله" إن إيران من الواضح أنها دولة مسالمة».
وأضاف: «إذا عُدتم إلى التاريخ، فمنذ 500 عام وحتى الآن، لم تهاجم إيران أو تتعمد أو تشن ضربة استباقية ضد أي من جيرانها». وعندما سُئل عما اعتبره هجوم حركة حماس في 7 أتشرين الأول/ كتوبر على إسرائيل كأكبر خسارة في الأرواح اليهودية في يوم واحد منذ الهولوكوست، حيث أودى بحياة 1200 إسرائيلي وشهد احتجاز 250 إسرائيليًا كرهائن، قال صادقي: «إن 7تشرين الأول/أكتوبر لم يكن بداية العملية».
A man sitting on a chair, speaking, in front of an Iranian flag.
يقول صادقي إن إيران «من الواضح أنها أمة مسالمة». Source: SBS

الولايات المتحدة تشن عملاً حربيًا «بدون استفزاز»

وفي حين وصف صدقي الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية بأنها «حرب غير مبررة ومفروضة عليهم »، إلا أنه كان مترددًا في التفكير في مدى الضرر الذي لحق بالمنشأة النووية في فوردو، والتي ادعى ترامب أنها «تم القضاء عليها». وقال صادقي: «الطمس مصطلح جذري وخطير للغاية، استنادًا إلى تقرير وكالة الطاقة الذرية التابعة لإيران، لم يخرج أي إشعاع [من المنشأة]. ولا يوجد تقرير فني يتم التحقق منه حول أبعاد الضرر».

كما دافع صادقي عن «حق إيران في تخصيب» اليورانيوم، بينما تجنب الأسئلة حول تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تفيد بأن إيران خزنت اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وقال إن «نسبة التخصيب، هي أمر سيتم التفاوض عليه بين دولة موقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، التي وقعت عليها إيران، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بناءً على الحاجة على أرض الواقع، وإيران لديها استخدام طبي للنظائر الطبية والطاقة النووية».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن اليورانيوم المخصب بنسبة تتجاوز 20 % ة «عالي التخصيب». وبالنسبة للمفاعلات النووية المدنية، يتم تخصيب اليورانيوم عادة إلى مستوى يتراوح بين 3 و 5 % ، ومع ذلك، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أيضًا إن الوكالة لم تجد «أي دليل» على قيام إيران بتطوير سلاح نووي.

الأستراليون والإيرانيون «آمنون» في إيران

هناك أكثر من 3000 مواطن أسترالي في إيران سجلوا لدى وزارة الخارجية للمساعدة في المغادرة، وأكثر من 1200 في إسرائيل. فيما قال رئيس الورزاء أنتوني ألبانيزي «سلامة الأستراليين في المنطقة هي أولويتنا».
فيما قال صادقي إن إيران تدعم المرور الآمن للمواطنين مزدوجي الجنسية خارج إيران، بما في ذلك عبر الحدود الأذربيجانية الإيرانية، حيث وضعت وزارة الخارجية والتجارة موظفين قنصليين. وقال «لدينا معلومات تفيد بأنهم يمرون بأمان».


ونظرًا لفرض إيران انقطاع الإنترنت،قال عدد من الأستراليين ممن لديهم أقارب في إيران ل SBS أنه بالكاد يستطيعون الاتصال بأقاربهم، ما يشير إلى أنهم يخشون أيضًا الانتقام بسبب التحدث مع وسائل الإعلام الغربية. فيما نفى السفير الإيراني في أستراليا صادقي معرفته بهذا الأمر قائلًا: «لا أعرف أي شيء عن هذا القلق بين الناس، فأنا على اتصال مع عدد قليل من الإيرانيين الأستراليين في إيران...وهم أحرار فيما يقولنه ،وأن النقد في إيران هو مسألة حياة يومية".

يأتي ذلك فيما وصل لشبكة SBS مخاوفمن مواطني أستراليا مزدوجي الجنسية حول تدخل وترهيب من قبل فيلق الحرس الثوري الإسلامي داخل أستراليا، إذ ذكر أفراد المجتمع أن هناك «أدلة دامغة» عن وجود مضايقات وتهديدات.

وفقًا لـ هيومن رايتس ووتش، أدت حملة النظام على احتجاجات النساء والحياة والحرية عام 2022 التي اندلعت بسبب الموت الوحشي لمهسا أميني في حجز للشرطة إلى مقتل أكثر من 500 متظاهر، من بينهم 68 طفلاً. فيما أفادت المنظمة بأن «عشرات النشطاء، بمن فيهم المدافعون عن حقوق الإنسان وأفراد الأقليات العرقية والدينية والمعارضون، لا يزالون في السجن».

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

نشر في:

By Sara Tomevska , Anna Henderson
المصدر: SBS

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand