منذ أن بدأت إسرائيل ضرباتها الجوية على إيران في الثالث عشر من يونيو/حزيران، خلت الأجواء التي تمتد من إيران والعراق حتى البحر المتوسط من الطائرات التجارية، ما دفع العديد من شركات الطيران الدولية إلى إلغاء رحلاتها أو إعادة توجيهها نحو مراكز طيران كبرى مثل دبي والدوحة.
الأجواء السيادية ومعضلة التحليق الآمن
الخبير في شؤون الطيران، كيث تونكن، أوضح أنّ الأجواء فوق أي دولة تُعتبر "سيادية"، ما يعني أن قرار إغلاق المجال الجوي يعود إلى القيادة السياسية في تلك الدولة، وتقوم هيئة الطيران المدني بنشر هذا القرار لإبلاغ شركات الطيران.
وأضاف: "شركات الطيران تُخطط لمساراتها وفق المجال الجوي المتاح، وتسلك الطرق الأكثر كفاءة، لكن إذا أُغلق المجال الجوي، فعليها أن تبحث عن بدائل"، مشيراً إلى أن بعض الشركات قد تتجنب الطيران في مناطق التوتر حتى قبل إعلان الإغلاق الرسمي، كجزء من إدارة المخاطر.

Flights have been rereouted, redirected and cancelled to avoid Middle East airspace amid rising violence in the region.
آثار مباشرة على المسافرين الأستراليين
مع استمرار إغلاق المجالين الجويين الروسي والأوكراني بسبب الحرب المستمرة هناك، أصبحت منطقة الشرق الأوسط أكثر أهمية كطريق رئيسي للربط بين أوروبا وآسيا وأستراليا. وبحسب تونكن، فإن إغلاق الأجواء ينعكس سلباً على مدة الرحلات وكلفتها.
وقال: "كلما زادت مدة الطيران، زاد استهلاك الوقود، وبالتالي ارتفعت تكلفة التذاكر. ومن المرجّح أيضاً أن ترتفع أسعار الوقود نتيجة هذه النزاعات، وهو ما سينعكس على المسافرين".
من جهته، أكّد دين لونغ، الرئيس التنفيذي لجمعية صناعة السفر الأسترالية، أن بعض المسافرين الأستراليين تأثّروا فعلاً بإلغاء أو تغيير مسارات رحلاتهم، مشيراً إلى أن القلق المتزايد من احتمالية التعطل أو الاحتجاز في أوروبا أو الشرق الأوسط أصبح هاجساً لدى كثير من المسافرين.
ماذا يجب أن تفعل إن كنت تخطط للسفر؟
حثّت وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونغ، المسافرين الأستراليين على متابعة آخر التحديثات من شركات الطيران، والاطلاع على التحذيرات والنصائح عبر منصة "Smartraveller" الحكومية.
وأكد الخبير كيث تونكن أن شركات الطيران تتخذ قرارات مدروسة من حيث السلامة، لكن المسارات البديلة قد تؤدي إلى الازدحام الجوي وزيادة احتمالات التأخير.
وأوضح: "ينبغي على المسافرين أن يدركوا أن شركات الطيران الكبرى تعمل كل ما بوسعها للحفاظ على سلامة عملياتها، واختيار الطرق الجوية الآمنة. لكن عليهم أيضاً الاستعداد لاحتمالات التأخير والتغييرات المستمرة".
من جانبها، نصحت جمعية صناعة السفر الأسترالية بعدم إلغاء الرحلات من جانب المسافرين، لأن ذلك قد يؤدي إلى فقدان الحق في استرجاع التكاليف، مؤكدة أن الشركات ستتخذ القرارات اللازمة في حال وجود تهديدات فعلية.

أهمية التأمين والسفر عبر جهات موثوقة
أكد دين لونغ أن ما يحدث حالياً يسلّط الضوء على أهمية الحصول على تأمين سفر، والحجز من خلال شركات معروفة، وفهم شروط وثائق التأمين، موضحاً أن العديد من وثائق التأمين لا تغطي الحروب أو النزاعات المسلحة.
وختم بالقول: "نحن نشهد حالياً استثناء بعض الدول من التغطية التأمينية بسبب تصاعد النزاعات، لذا يجب على المسافرين توخي الحذر ومعرفة ما الذي تشملهم وثائق تأمينهم، خصوصاً إذا تعرّضوا لأي تعطيل أثناء الرحلة".