ذكرت الرئاسة في بيانها أن القمة، التي تحمل عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام"، تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق إنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وهو الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية–قطرية–أميركية بعد مفاوضات معقدة استمرت عدة أشهر.
ويشمل الاتفاق المرتقب وقفاً شاملاً لإطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والرهائن بين الجانبين، إضافة إلى ترتيبات لإعادة الإعمار وعودة الحياة المدنية إلى القطاع بعد حرب مدمّرة استمرت عامين.
وأكد البيان أن القمة ستشهد مشاركة أكثر من عشرين قائداً وزعيماً دولياً، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي أعلن مكتبه أنه سيصل إلى مصر مساء اليوم للمشاركة في أعمال القمة قبل أن يعود إلى نيويورك الأربعاء.
كما أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مشاركته في القمة، موضحاً أنه سيحضر مراسم توقيع اتفاق السلام بين إسرائيل وحماس، واصفاً الحدث بأنه “نقطة تحول تاريخية للمنطقة بعد عامين من النزاع وإراقة الدماء”.
وجاء في بيان الرئاسة المصرية أن القمة تهدف إلى “تعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن الإقليمي الدائم”، مؤكدة أن انعقادها في شرم الشيخ يأتي “ضمن الرؤية المشتركة بين القاهرة وواشنطن لتحقيق تسوية شاملة وعادلة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.
وأشار البيان إلى أن الرئيس ترامب يرى في هذه القمة “خطوة حاسمة لإنهاء الحروب والنزاعات في الشرق الأوسط”، وأن وقف إطلاق النار في غزة “يمهّد لسلام أوسع يشمل المنطقة بأسرها”.
وكان وزيرا الخارجية المصري بدر عبد العاطي والأميركي ماركو روبيو قد ناقشا في اتصال هاتفي، مساء الجمعة، الترتيبات النهائية لعقد القمة وتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة، بما يشمل الإجراءات الميدانية لتثبيت وقف إطلاق النار وضمان التزام الأطراف ببنود الاتفاق.
وتأتي قمة شرم الشيخ بعد جولة دبلوماسية مكثفة للرئيس الأميركي في الشرق الأوسط، شملت زيارة لإسرائيل ألقى خلالها خطاباً أمام الكنيست، أكد فيه أن واشنطن “تسعى لسلام شامل ومستدام في المنطقة”، مضيفاً أن “البؤر المتوترة المتبقية في الشرق الأوسط صغيرة، ويمكن احتواؤها سريعاً”.
ومن المقرر أن تشهد القمة، وفق مصادر دبلوماسية، إعلاناً رسمياً لاتفاق غزة للسلام وتوقيعاً مشتركاً بين ممثلي إسرائيل وحركة حماس بحضور الرعاة الدوليين، ما قد يشكّل نقطة انعطاف مفصلية في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويعيد رسم ملامح المشهد السياسي في الشرق الأوسط بعد عامين من الحرب.