تلقت شركة "ستارلينك"، خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التابعة للملياردير إيلون ماسك، تحذيرًا رسميًا من هيئة الاتصالات والإعلام الأسترالية (ACMA)، بسبب عدم التزامها بتقديم تقارير الشكاوى الفصلية المطلوبة في الوقت المحدد.
ووفقًا للهيئة، فإن "ستارلينك" أخلّت بالتزاماتها التنظيمية بعد أن فشلت في تسليم أربعة تقارير فصلية بين أكتوبر 2023 ويوليو 2024، ما أعاق قدرة الهيئة على مراقبة مدى التزام الشركة بحقوق المستهلكين.
وقالت سامانثا يورك، عضو في هيئة الاتصالات، إن "تأخر ستارلينك في تقديم تقارير الشكاوى المطلوبة أثر على قدرة الهيئة في التحقق مما إذا كانت الشركة تفي بالتزاماتها تجاه المستهلكين"، مشيرة إلى أن هذه البيانات تعد ضرورية لمراقبة مستوى الخدمة وضمان الامتثال للقوانين المحلية.
وتُلزم القوانين الأسترالية جميع مزودي خدمات الاتصالات الذين يملكون أكثر من 30 ألف اشتراك نشط، بتقديم تقارير شكاوى فصلية في غضون 30 يومًا من نهاية كل ربع سنوي. لكن "ستارلينك" تأخرت في تقديم هذه البيانات على مدى أربعة أرباع متتالية.
من جهتها، تعاونت الشركة لاحقًا مع التحقيق وقدمت التقارير المتأخرة، بحسب ما أكدته الهيئة.
وتشهد خدمة "ستارلينك" انتشارًا متزايدًا في المناطق الإقليمية الأسترالية، حيث تعاني هذه المناطق من بطء الإنترنت بسبب الاعتماد على شبكات النحاس القديمة بدلًا من الألياف البصرية.
وقد اعتبر البعض أن "ستارلينك" تمثل بديلًا فعّالًا لمشروع الشبكة الوطنية للإنترنت (NBN) في أستراليا، مع استخدام آلاف المنازل لها بالفعل.
ورغم هذا النمو، تظل هناك مخاوف متزايدة بشأن تبعية البنية التحتية للاتصالات لشركات أجنبية. ففي مراجعة حكومية نُشرت في ديسمبر الماضي، أثيرت تساؤلات حول أمن البيانات والمخاطر السيادية المرتبطة بامتلاك كيانات أجنبية لأنظمة اتصال حيوية مثل "ستارلينك".
وبينما تواصل الهيئة مراقبة التزام الشركة، يُعد هذا التحذير تذكيرًا بأهمية الالتزام بالأنظمة المحلية، حتى بالنسبة للشركات التقنية العالمية ذات النفوذ الواسع.