بعيدا عن السياسية وبخلاف المألوف في الزيارات الرئاسية الرسمية، اختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يبدأ زيارته إلى لبنان بالاجتماع برمز وطني يلتقي على اسمه اللبنانيون ولا يتفرقون وتجسده فيروز.
فيروز التي تعتبر أيقونة الفن اللبناني وسفيرته الى العالم، هي من الرموز القليلة التي يلتفّ اللبنانيون حولها بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم.
وأدرج قصر الإليزيه اسم الفنانة اللبنانية في صدارة برنامج الرئيس الفرنسي خلال زيارته الثانية لبيروت خلال أقل من شهر.
وكتب ماكرون في برنامجه عبارة ”موعد على فنجان قهوة مع فيروز في انطلياس مساء الاثنين“.
ويعود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل، كما وعد خلال زيارته الأخيرة بعد انفجار الرابع من آب/أغسطس المروّع، في محاولة ضغط جديدة لتشكيل "حكومة بمهمة محددة" تخرج البلاد من أزمتها العميقة، لكن محاولته تبدو بالنسبة الى كثيرين عقيمة.
وتأتي هذه الزيارة، وهي الثانية إلى بيروت بعد الانفجار الذي وقع في بيروت في الرابع من آب/أغسطس، بينما يبدأ الرئيس اللبناني ميشال عون صباح الاثنين استشارات مع الكتل النيابية لتكليف شخصية جديدة بتشكيل حكومة بعد ثلاثة أسابيع من استقالة حكومة حسان دياب تحت ضغط الشارع الذي حملها مسؤولية الانفجار بسبب الإهمال وفساد المؤسسات.
ودق ماكرون ناقوس الخطر الجمعة محذرا من "حرب أهلية" في لبنان "إذا تخلينا عنه".
وكان الرئيس الفرنسي اختتم زيارة إلى بيروت في السابع من أغسطس آب الحالي وكتب على تويتر عبارة ”بحبك يا لبنان“ وهي عنوان أغنية شهيرة لفيروز صاحبت اللبنانيين طيلة 15 عاماً من الحرب الأهلية.
وسيزور ماكرون الفنانة اللبنانية فور وصوله مساء الاثنين في منزلها في الرابية قرب انطلياس بشمال بيروت بعيداً عن العدسات الإعلامية.
وتربط فيروز بالدولة الفرنسية علاقات صداقة متينة توطدت في عام 1975 عندما ظهرت للمرة الأولى على شاشة التلفزيون الفرنسي ضمن برنامج (سبيسيال ماتيو) الذي كانت تقدمه صديقتها الفنانة الفرنسية ميراي ماتيو وقدمت هناك أغنية (حبيتك بالصيف).
واتخذت العلاقة شكلا أعمق خلال الحرب اللبنانية عندما أقامت فيروز حفلاً ضخماً في الاولمبيا باريس عام 1979 وغنت (باريس يا زهرة الحرية).
ويقول المقطع الأخير من الأغنية (يا فرنسا شو بقلن لأهلك عن وطني الجريح/عن وطني اللي متوج بالخطر وبالريح/قصتنا من أول الزمان/بيتجرح لبنان بيتهدم لبنان/بيقولوا مات وما بيموت/وبيرجع من حجارو يعلي بيوت/وتتزين صور وصيدا وبيروت).
ونالت فيروز أرفع الأوسمة الفرنسية منها وسام قائد الفنون والآداب من الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران عام 1988، ووسام فارس جوقة الشرف من الرئيس الراحل جاك شيراك عام 1998.
وتفاعل عدد من الفنانين والإعلاميين مع الإعلان عن لقاء الرئيس الفرنسي بفيروز.
واعتبر الفنان اللبناني ملحم زين أن الرئيس الفرنسي ”سوف يحصل على وسام الشرف من رتبة فيروز من خلال هذا اللقاء لكون الاجتماع بها سوف يدوّنه في سجله ويتذكره الرأي العام أكثر من أي لقاء سياسي آخر“.
وأضاف زين”لا اعتقد أن هذه الفرصة التاريخية تتكرر لأحد، حتى لزعماء كبار، كلنا نعرف أن حكاية فيروز والأبواب المغلقة حكاية طويلة، وهذا سرها الذي أحببناه كما حبنا لفنها .. طبعا سنحسد ماكرون على هذه الفرصة، ونعتبر أنه اختار الطريق الصح، هو آراد أن يقول لنا هذا لبنان الذي نريد.. على صورة فيروز الناصعة التي صنعت المجد ”.
ويحفل جدول أعمال ماكرون بلقاءات سياسية وأخرى ذات طابع رمزي. وأعلنت الرئاسة الفرنسية أنه "لن يتخلى" عن المهمة التي أخذها على عاتقه لناحية دعم لبنان عقب الانفجار الذي تسبّب بمقتل أكثر من 180 شخصاً وألحق أضراراً جسيمة بعدد من أحياء العاصمة.
شارك


