يقدر عدد الفتيات اللاتي خضعن لعملية الختان وولدن في الخارج ويعشن في أستراليا بـ 53 ألف في وقت ساهم فيه الوباء بازدياد عددهن.
ويعرف الختان بعملية الإزالة الكلية أو الجزئية للجزء الخارجي من الأعضاء التناسلية الأنثوية أو أي نوع آخر من الجرح للجهاز التناسلي للأنثى. وتقسم أنواع الختان إلى أربع درجات.
النقاط الرئيسية
- ارتفاع في نسب الختان بسبب وجود الفتيات في المنزل في ظل الوباء
- مطالبات بعدم التعامل مع الموضوع كخصوصية ثقافية
- يمارس الختان في استراليا بالرغم من مخالفته للقانون
النوع الأول هو الإزالة الكلية أو الجزئية للبظر، والثاني إزالة الشفرتين، والثالث تضييق الفتحة المهبلية عن طريق خلق طبقة للتغطية بواسطة خياطة الشفرتين. أما الرابع يحدث عند القيام بكل الإجراءات الأخرى التي قد تتسبب في أضرار للأعضاء التناسلية لأسباب غير طبية، مثل الوخز والثقب والقطع والكشط والكي.
‼️ ALL forms of FGM cause long-lasting harm and are a violation of women and girls' bodily integrity.
‼️ ALL forms of FGM affect the lives of survivors with physical, emotional and psychological consequences.@EU_Commission factsheet for #Act2EndFGM: https://t.co/7597cxmDBe pic.twitter.com/f4ofhm4SeE
— UNFPA-UNICEF JP to End Female Genital Mutilation (@GPtoEndFGM) February 9, 2021
وتصف نيمكو علي الني تعرضت للختان في عمر السابعة في محل ولادتها الصومال إنها لقد تعرضت لنوع عنيف جدا من الختان وهو من الدرجة الثالثة الأكثر انتشارا في القارة الافريقية."
وأضافت علي "الملايين منا يموتون طوال الوقت بسبب الختان ولا يعرف أحد أسماءنا...كان من الممكن أن أموت خلال تلك العملية غير ضرورية."
وتشهد الصومال أعلى معدلات لختان الإناث حيث يخضع 98 بالمئة من السيدات والفتيات للعملية التي تعد قانونية.
إرتفاع في معدلات الختان خلال الوباء
وحول هذا الموضوع، تقول الناجية من الختان ورئيسة منظمة بلان انترناشيونال في الصومال ساديا ألين إنه في وجود الفتيات في المنزل خلال الوباء يقوم ممارسو تلك العملية بالطرق على أبواب المنازل لعرض خدماتهم بأسعار أعلى مما كانت عليه قبل الوباء.
وتشرح ألين "عادة يتم إجراء عملية الختان خلال فترة العطلة المدرسية...ولكن بسبب إضطرار الفتيات البقاء في المنزل هذه الأيام عدد أكبر منهم يمر بتجربة الختان البشعة."
وأضافت قائلة "هناك اعتقاد أن لدى الفتيات وقت كافي للتعافي...والوضع الإقتصادي السيء يشجع ممارسي تلك العادة على اللجوء لهذا الخيار السيء لكسب قوتهم."
وطرق هؤلاء الناس باب ألين لعرض إجراء العملية لفتياتها، واصفة تجربتها " بالبشعة التي حرمتها النوم".
وهناك البعض ممن يرفضون هذه الممارسات، حيث كشفت ألين أن شركاء محليين وأعضاء في المجتمع أبلغوا بلان انترناشيونال عن حوادث الطرق على الأبواب وأكدوا الإرتفاع في الحالات.
أمميا، يقدر صندوق الأمم المتحدة للسكان حدوث مليوني حالة ختان إضافية خلال الأعوام العشرة القادمة بسبب وباء كورونا.
وتعتبر الأمم المتحدة كل أنواع الختان نوعا من أنواع الإساءة للأطفال ويقدر صندوق الطواريء الدولي للطفولة التابع للأمم المتحدة أن حوالي 200 مليون فتاة قد تعرضت لتلك العملية.
ورصدت تلك الممارسة في 30 دولة بالأخص في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا حيث يقدر أن تكون الأعداد أكثر من ذلك بكثير.
وطالبت ألين بتوفير الحماية للفتيات الصغيرات من الختان في ظل الحظر المفروض بسبب الوباء.
وخاطبت صناع القرار قائلة "انا أتحدث إلى صانعي السياسات. كيف يمكن لشخص ذو عقل أو ضمير أن يسمح باستمرار ممارسة الختان بدعوة حماية الفتيات. إنه لا يحمي الفتيات. إنها تجربة بشعة."
حماية
من جانبها، أكدت كريستينا باليتو الباحثة لدى منظمة الصحة الدولية بأن حدوث العملية في الخفاء يعني أنه من الممكن أن تكون الممارسة منتشرة في دول أكثر مما قد يترتب عليه ارتفاع في أرقام الفتيات اللاتي تتعرضن للعملية.
وشرحت باليتو إنه " موضوع عالمي. وبسبب الهجرة وتنقل الناس نحن نعرف أن الفتيات اللاتي تعرضن لسن موجودات في تلك الدول فقط."
كما شددت على ارتفاع الأرقام في الصومال لأن الختان أصبح عادة "اجتماعية وأمرا طبيعيا."
ولا يوجد لا توجد أية فوائد طبية للعملية التي تتسبب في ألم وصدمة مدى الحياة للضحية التي تخضع لها بين سن الخامسة والرابعة عشر.
والسبب لإجراء هذه العملية هو الإعتقاد السائد بأنه يعمل على كبح جماح الرغبة الجنسية ويأتي هذا في إطار الضغوطات الإجتماعية بحسب منظمة بلان انترناشيونال.
وتضيف باليو "قد تتسبب العملية في أضرار للصحة العامة والجهاز التناسلي والجهاز البولي وقد تؤثر على الصحة الجنسية والنفسية. كما أنها انتهاك لحقوق الإنسان."
اساءة للطفل
وبسبب صغر سنها كل ما كانت تعرفه عن العملية كان طبيعتها المؤلمة وفي هذا الشأن تقول "لقد شعرت بالغضب أكثر من شعوري بالخوف. لقد كنت مشوشة ومتألمة وأعتقد أن هذا بسبب أن الختان يسرق براءة الفتاة وقدرتها على التحرر من الخوف."
بعد فترة قصيرة من تعرضها للختان هربت علي و أسرتها إلى انجلترا حيث ما زالت تعيش اليوم و ذلك بعد نشوب الحرب الأهلية في أوائل التسعينات.
حينها فقط استطاعت أن تجد اجابات لأسئلتها.
وشرحت قائلة "كنت صريحة للغاية مع معلمتي. لقد كنت بحاجة لفهم ما حدث لي."
ولكن مدرستها قالت لها إن الختان يتم إجراؤه "للفتيات مثلها" وأنه يجب ان يحدث في وقت ما خلال فترة الطفولة.
وتسعى علي إلى أن يعرف الناس أن الختان ليس جزءا من الثقافة الأفريقية وأنه لا يجب اعتباره كذلك، واصفة إياه " بنوع من العنف الموجه للسيدات والفتيات ويحدث على نطاق أوسع في بعض المجتمعات."
وختمت علي بالقول قائلة "ليس لدي وقت للتعامل مع الختان من منظور النسبية الثقافية لإني أراها نظرة عنصرية."
من جهتها، تقول الناجية من الختان والمواطنة الأسترالية من أصول أٌفريقية خديجة جابلا إن الختان "يمارس الختان في جميع الثقافات والأديان والطبقات الإجتماعية في أستراليا و العالم."
وأردفت قائلة " قد يحدث هذا للفتاة الشقراء ذات العيون الزرقاء وقد يحدث للفتاة الافريقية أو للفتاة الآسيوية أو الشرق أوسطية أو المرأة الاسترالية. يمكن أي يحدث لأي شخص."
الختان موجود في استراليا
تقول جابلا "يحدث الختان في أستراليا. الختان اساءة للأطفال وهو مشمول بقوانين حماية الأطفال في كل الولايات (والأقاليم)."
وهناك تقديرات أن ما يقرب من 53,000 امرأة ولدن في الخارج ويعشن في استراليا قد خضعن لعملية الختان. وبحسب جابلا هناك 11 فتاة في أستراليا معرضة لخطر الختان يوميا.
وتعتبر عملية الختان خرقا لقوانين كافة الولايات والمقاطعات وقد يتعرض المسؤول عنها للسجن لمدة أربعة عشر عاما.
وحول مكافحة هذه الظاهرة، تقول جابلا إنه يوجد "تردد" في أستراليا لمخاطبة القائمين على عمليات الختان، موضحة أن فتح باب النقاش في الفصول المدراس قد يكون بداية جيدة.
وتعلل جابلا أسباب هذا التردد قائلة "يشعر الناس بالقلق من أن يوصفوا بالعنصرية ويعتقدون أنها ثقافتنا."
طبيا، تقول الدكتورة أولايدي أوغونسيجي المحاضرة الجامعية في كلية التمريض والقبالة إن "الختان ما زال يمارس في أستراليا ومناطق أخرى في العالم لأن الذين يمارسون تلك العادة لا يرون أنها اساءة للأطفال."
وتشرح أوغونسيجي "إنهم يقومون بتلك الممارسة لإعداد بناتهم للزواج. يقومون بها ليطمئوا أن بناتهن محميات من الرغبات الجنسية."