النقاط الأساسية:
- انقطاع خط الطوارئ "000" في شبكة Optus استمر 10 ساعات، وليس ساعتين كما زُعم في البداية، وارتبط بأربع وفيات.
- رئيس وزراء جنوب أستراليا هاجم الشركة بسبب التأخر وضعف التواصل مع السلطات خلال الأزمة.
- وزيرة الاتصالات الفدرالية تعهدت بتحقيق "كامل ودقيق" في الحادث.
قالت وزيرة الاتصالات الفدرالية، أنيكا ويلز، إنه سيجري تحقيق شامل في انقطاع شبكة Optus والذي تسبب بوفيات ، فيما كشفت شركة أوبتوس أن شخصا رابعا توفي بعد عدم تمكنه من الاتصال بخط الطوارئ الثلاثي الصفر أثناء انقطاع الخدمة لمدة 10 ساعات.
واعترفت Optus لحكومة جنوب أستراليا بأن مكالمات الطوارئ "000" توقفت لمدة عشر ساعات يوم الخميس، بعد فشل في ترقية الشبكة.
وأعلنت شرطة جنوب أستراليا أن رضيعاً يبلغ من العمر ثمانية أسابيع وامرأة في الثامنة والستين من عمرها توفيا أثناء الانقطاع.
أما الوفاة الثالثة المرتبطة بالحادث، الذي شمل ما يصل إلى 600 محاولة اتصال بخط الطوارئ، فقد وقعت في ولاية غرب أستراليا.
غير مقبول على الإطلاق
وأكدت الوزيرة ويلز أن Optus ستواجه تبعات قانونية، مؤكدة ان هذا "أمر غير مقبول على الإطلاق، وسنصل إلى حقيقة ما حدث".
وأضافت "تحدثت مع قادة الولايات الثلاث المتضررة، وقد شاهدتم رئيس وزراء جنوب أستراليا ماليناوسكاس على شاشات التلفاز… وأعتقد أنه من العادل القول إننا مصدومون من طريقة تعامل Optus مع حكوماتنا في هذه الأزمة".
ومضت الى القول " كما تحدثت مع رئيس هيئة تنظيم الاتصالات والإعلام الأسترالية لضمان إجراء تحقيق مستقل كامل ودقيق في ما حدث".
وقالت وزيرة الاتصالات أنيكا ويلز إن الحادث "خطير للغاية وغير مقبول"، مؤكدة أن تأثير هذا الفشل كانت له "عواقب مأساوية".
وأضافت "أفكاري الشخصية مع كل من فقدوا أحباءهم"، موضحة أن جميع شركات الاتصالات ملزمة بضمان وصول مكالمات الطوارئ، وأن الانقطاع سيخضع لتحقيق شامل ومستقل.
كما كشفت أنها تواصلت مع هيئة الاتصالات والإعلام الأسترالية لضمان إجراء التحقيق.
من جهتها اكدت المعارضة أنها تدعم بشكل كامل فتح تحقيق حكومي في الانقطاع المميت لشبكة Optus .
وقالت المتحدثة باسم الاتصالات في المعارضة ، ميليسا ماكنتوش، إن ما جرى يُعد "فشلاً كارثياً"، معتبرة أنه "من المُشين أن Optus لم تكن شفافة منذ البداية بشأن تفاصيل الانقطاع".
وأضافت أن"هذا الحادث وقع منذ منتصف ليل الخميس وحتى وقت الغداء من اليوم نفسه، وهذه معلومة جديدة. ففي البداية قالت Optus إن ترقية أنظمتها تسببت في انقطاع شبكة الطوارئ (000) لمدة ساعتين تقريباً، لكن رئيس وزراء جنوب أستراليا هو من كشف لنا اليوم أن الانقطاع استمر فعلياً لعشر ساعات".
وعربت ماكنتوش، عن قلقها من فشل نظام "كامب أون" الذي يُفترض أن يحول المكالمات إلى شبكات أخرى في حال تعطل الشبكة الأساسية.
انتقادات جنوب أستراليا
Peter Malinauskas Source: AAP / Hilary Wardaugh
واعترفت Optus لحكومة الولاية بأن المكالمات كانت خارج الخدمة لعشر ساعات، في وقت اضطرت فيه الشرطة لإجراء زيارات ميدانية مساء الجمعة للتأكد من سلامة المتضررين.
تأكيد وفاة رابعة
ومع الكشف عن وفاة رابعة لشخص لم يتمكن من الاتصال بخط الطوارئ أثناء الانقطاع، فأن Optus أكدت أن الضحية الثانية في ولاية غرب أستراليا أبلغت الشرطة بأنها حاولت الاتصال بالرقم دون نجاح.
وقال الرئيس التنفيذي لــ Optus ، ستيفن رو، في بيان السبت بعد الظهر "أشعر بحزن عميق لهذه الأنباء وأتقدم بخالص التعازي لعائلة الشخص وأصدقائه".
وأضاف "ما حدث غير مقبول على الإطلاق. لقد خذلناكم".
وقال الحكومة في ولاية غرب أستراليا روجر كوك إن " شركة Optus يجب أن تُحاسب على هذا الحدث المأساوي للغاية، وعليها تقديم إجابات واضحة".
وأوضحت السلطات أن الانقطاع أسفر عن وفاة رضيع يبلغ ثمانية أسابيع وامرأة تبلغ 68 عاماً في أديلايد، ورجل يبلغ 74 عاماً في بيرث، إضافة إلى الضحية الجديدة في ولاية غرب أستراليا.
وأكدت التقارير أن نحو 600 مكالمة طوارئ قد فشلت أثناء الانقطاع الذي استمر منذ ما بعد منتصف ليلة الخميس وحتى وقت الغداء من اليوم نفسه.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت المكالمات الفاشلة أثرت بشكل مباشر على حالات الطوارئ التي أدت إلى الوفيات.
ستيفن رو ، الرئيس التنفيذي لشركة Optus ،أكد أنه سيتم فتح تحقيق مستقل في الانقطاع Source: AAP / Lukas Coch
واكتشفت Optus الانقطاع بعد بلاغ من أحد العملاء، إذ لم تتمكن الشركة من رصد الخلل بنفسها بسبب غياب أنظمة الإنذار.
وأوضح الرئيس التنفيذي لــ Optus ، ستيفن رو، أن الانقطاع سببه فشل في ترقية جدار الحماية، مشيراً إلى أن خدمة الطوارئ أُعيدت عند الساعة 1:50 ظهر الخميس، بعد إبلاغ الشركة من قبل شرطة جنوب أستراليا.
ومضى الى القول إنه " كان هناك فشل تقني في النظام، والأسوأ أنه لم تكن هناك إنذارات تنبهنا بأن بعض المكالمات لم تكن تصل إلى خدمات الطوارئ".
وأضاف أن الشرطة اضطرت لإجراء فحوصات على المتضررين حتى مساء الخميس والجمعة بسبب تأخر استخراج السجلات من الشبكة.
وأكد أن الوفيات لم يتم تأكيدها حتى يوم الجمعة، فيما دافع عن قرار الشركة عدم إبلاغ الجمهور قبل مؤتمر صحفي عاجل مساء ذلك اليوم، بحجة التحقق من الحقائق.
وأضاف "نحن نتحمل المسؤولية الكاملة عن الفشل التقني وعن التأخر غير المقبول في اكتشافه".
وأشار إلى أن "مراجعات مبكرة أظهرت أن شكويين تم تحويلهما من مكتب شكاوى الاتصالات في صباح الخميس لم تتم معالجتهما كما يجب".
أمر لا يُصدق
واتهم رئيس وزراء جنوب أستراليا Optus بالفشل في تزويد السلطات بالمعلومات الكاملة عن الوفيات المرتبطة بالانقطاع، قائلا إن "شركة Optus اخبرت شرطة الولاية فقط بأسماء الضواحي التي وقعت فيها الوفيات، دون العناوين أو الأرقام الهاتفية، وهذا لم يحدث إلا بعد مؤتمر صحفي يوم الجمعة، وهو أمر لا يُصدق"
وشدد قائلا "ينبغي أن تُقدَّم المعلومات كاملة لخدمات الطوارئ فور توفرها، قبل التفكير في صياغة بيانات إعلامية".
وأكد أن الشرطة ما زالت تجد صعوبة في الحصول على تفاصيل من Optus
وقال مفوض شرطة جنوب أستراليا غرانت ستيفنز إنه لم يتلق سوى أسماء الضواحي حتى مساء الجمعة، واضطر للاتصال بالرئيس التنفيذي للشركة مباشرة، قبل أن يتم تصحيح الأمر.
وتابع مبينا أن "غياب تدفق المعلومات من Optus إلى السلطات الحكومية المختصة أمر محير ويثير تساؤلات عديدة".
وأكد أن هناك حاجة إلى مراجعة مستقلة دقيقة، موضحاً أن حكومة الولاية مستعدة لذلك، بانتظار ما ستقرره الحكومة الفدرالية.
شبكة Optus وتاريخ مع الانقطاع
ويأتي هذا الحادث بعد مرور أقل من عامين على أزمة الانقطاع الكبرى في نوفمبر 2023، عندما تعطلت شبكة Optus لـ16 ساعة، تاركة أكثر من 10 ملايين مستخدم دون خدمة.
آنذاك، فُرضت غرامة على الشركة تجاوزت 12 مليون دولار بسبب خرقها لقوانين الاتصالات الطارئة. وأكدت هيئة المراقبة أن Optus فشلت في توفير وصول إلى خط الطوارئ لـ2,145 شخصاً، ولم تُجرِ فحوصات على 369 شخصاً حاولوا الاتصال بخدمات الطوارئ.
وتجدر الإشارة إلى أن ستيفن رو تولى منصب الرئيس التنفيذي في 2024 خلفاً لكيلي باير روزمارين، التي استقالت على خلفية أزمة الانقطاع تلك.
