أظهرت بياناتٌ جديدة من منصة "دومين" (Domain) العقارية أنّ المنازل في العواصم الأسترالية باتت أغلى من الشقق بنحو 50%، بعد أن كانت الفجوة قبل خمس سنوات لا تتجاوز 20% فقط.
المنازل... رفاهية يصعب الوصول إليها
توضح الأرقام أنّ عمليات البحث عن منازل في سيدني وملبورن وبريسبان أقلّ بنحو 300 ألف دولار من أسعار العروض الفعلية للمنازل الواقعة على بعد عشرة كيلومترات من مراكز المدن.
وتقول كبيرة خبراء الاقتصاد في "دومين"، نيكولا باول، إنّ هذه الفجوة تعبّر عن واقعٍ جديد في السوق العقارية:
"في المناطق القريبة من مركز المدينة، أصبحت المنازل المنفصلة بعيدة المنال بالنسبة لمعظم المشترين"، مؤكدةً أنّ الأسعار لا تبدأ بالانخفاض إلا عند الابتعاد عن تلك الدوائر الداخلية.ورغم أن الفجوة تضيق نسبيًّا في الضواحي البعيدة، فإنها تبقى ملحوظة، خاصة في سيدني، حيث تزيد أسعار المنازل المعروضة في الضواحي الوسطى بنحو مائةٍ وخمسين ألف دولار على ما يستطيع المشترون دفعه.
أما في ملبورن، فقد أظهرت البيانات أنّ الأسعار في الضواحي المتوسطة تبقى أقل من توقعات المشترين بنحو مائة ألف دولار، وتنخفض الفجوة إلى خمسين ألفًا فقط في المناطق البعيدة التي تفصلها أكثر من خمسةٍ وعشرين كيلومترًا عن وسط المدينة.
"الأرض لا تُصنع من جديد"
تقول إيما بلوم، وهي وكيلة شراء عقارات في شركة موريل آند كورين بمدينة ملبورن، إنّ المنازل المستقلة ستبقى دومًا استثمارًا أكثر جاذبية لأنها ترتكز على أصلٍ لا يمكن تعويضه:
"البيوت المنفصلة هي أفضل استثمار لأنّ الله لا يصنع أرضاً جديدة. الجميع يريد قطعة الأرض الصغيرة الخاصة به."لكن مع تقلّص المعروض وارتفاع الطلب، باتت القطع الجيدة من الأراضي حلمًا بعيدًا.
ارتفاع قياسي في الفجوة السعريّة
وفق بيانات شركة "كوتاليتي" (Cotality)، ارتفع الفارق بين متوسط أسعار المنازل والوحدات السكنية في العواصم الأسترالية إلى 363 ألف دولار في شهر تشرين الأول/أكتوبر، أي ما يعادل نحو 50%.
وذلك مقارنةً بالفترة نفسها قبل خمس سنوات، حين لم تتجاوز النسبة عشرين في المئة.
بين الموقع والحلم
يقول وكيل المشترين في سيدني كريس كلارك إنّ موجة الارتفاعات التي أعقبت جائحة "كوفيد" كانت "القشّة التي قصمت ظهر البعير" بالنسبة لجيل الشباب الطامح لامتلاك منزلٍ في المناطق الداخلية.
"بعض المشترين فضّلوا الانتقال إلى مناطق أبعد بحثاً عن قطعة أرض، فيما تخلّى آخرون عن حلم البيت المستقل ليبقوا قريبين من الأصدقاء والعمل والمرافق. وفي الحالتين، النتيجة مؤلمة — فأنت تختار بين التضحية بالموقع أو التضحية بالمنزل."
الشقق... خيارٌ أقل كلفة لكنه ليس رخيصاً
تكشف البيانات أن أسعار الشقق بقيت عمومًا أدنى من توقعات المشترين أو متقاربة معها في مختلف المدن، باستثناء الضواحي الداخلية في سيدني، حيث بقيت الأسعار مرتفعة بسبب القيود الصارمة على التخطيط العمراني.
ويقول جاستن سايمون، مؤسس مجموعة Sydney YIMBY المؤيدة للتطوير العمراني، إنّ هذه القيود لا ترفع الأسعار فحسب، بل تؤثر أيضًا في البنية الاجتماعية.
شارك
