لجنة تحقيق دولية مستقلة تابعة للأمم المتحدة خلصت للمرة الأولى إلى أنّ إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" في غزة منذ اندلاع الحرب عقب هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اعتبر أنّ إسرائيل عازمة على "الذهاب حتى النهاية" في حملتها العسكرية، وليست منفتحة على محادثات سلام جدية.
ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي مهاجمة "بنى تحتية عسكرية" للحوثيين في ميناء الحديدة باليمن، مؤكداً اعتراض صاروخ أُطلق من الأراضي اليمنية باتجاه إسرائيل.
تصعيد عسكري واسع في غزة
شهود عيان أكدوا لوكالة فرانس برس أنّ مدينة غزة تتعرض لقصف عنيف ومكثف، فيما قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن العملية الجارية تمثّل "الخطوة الأساسية نحو مدينة غزة"، مقدّرا عدد مقاتلي حماس داخلها بما بين ألفين وثلاثة آلاف.
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس صرّح بأن المدينة "تحترق"، مشيرا إلى أنّ الجيش "يضرب البنى التحتية للإرهاب بقبضة من حديد" تمهيدا لإطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس.
زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إسرائيل جاءت متزامنة مع هذا التصعيد، إذ حذّر من أنّ أمام حماس "مهلة قصيرة جدا" للموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار، قائلاً إن الأمر قد يُحسم "في أيام أو أسابيع".
الرئيس الأميركي دونالد ترامب حذّر بدوره حماس من مغبة استخدام الرهائن "دروعا بشرية"، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّه سيلتقي ترامب في وقت لاحق من الشهر الجاري.
شهادات من داخل المدينة المنكوبة
معظم أحياء غزة تحوّلت إلى أنقاض. سكان تحدثوا عن منازل مدمّرة بالكامل وعائلات دفنت تحت الركام. الدفاع المدني في غزة أعلن أنّ 44 شخصاً قُتلوا يوم أمس، مؤكداً أنّ أعداد الضحايا في ازدياد.
إدانات دولية متصاعدة
المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك شدّد على أنّ "العالم كله يصرخ من أجل السلام"، داعياً لوقف المذبحة. الاتحاد الأوروبي، فرنسا، بريطانيا وألمانيا اعتبروا أنّ العملية الإسرائيلية "متهورة ومدمّرة"، فيما دعا ملك إسبانيا إلى إنهاء "المعاناة التي تفوق الوصف لمئات آلاف الأبرياء".
حركة حماس رأت في التصعيد الإسرائيلي "فصلاً جديداً من حرب الإبادة الجماعية"، بينما أكدت لجنة التحقيق الدولية أنّ الهدف هو "القضاء على الفلسطينيين".
إسرائيل رفضت تقرير اللجنة، ووصفتها بـ"المنحازة"، متهمة أعضاءها بالعمل كوكلاء لحماس.
توسع العمليات ضد الحوثيين
إسرائيل أعلنت شنّ غارات على ميناء الحديدة اليمني بعد إنذار بالإخلاء، متهمة الحوثيين باستخدام الميناء لنقل أسلحة لشنّ هجمات ضدها. الحوثيون أعلنوا من جهتهم استهداف مدينة يافا المحتلة بصاروخ "فلسطين 2" فرط صوتي، إضافة إلى هجمات بطائرات مسيّرة على مطار رامون جنوب إسرائيل.
وزير الدفاع الإسرائيلي تعهّد بمواصلة توجيه ضربات "موجعة" للحوثيين. وتأتي هذه التطورات بعد مقتل رئيس حكومة الحوثيين ونصف وزرائه في غارات إسرائيلية على صنعاء أواخر آب/أغسطس.
تفاهمات أمنية مرتقبة في جنوب سوريا
على صعيد آخر، أعلنت دمشق أنها تعمل مع الولايات المتحدة على وضع خريطة طريق أمنية مع إسرائيل تخص الجنوب السوري، بما يشمل إقامة منطقة منزوعة السلاح وضمان سيادة سوريا.
الخطة، المدعومة أميركيا وأردنيا، تشمل المصالحة في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، سحب السلاح الثقيل من الجنوب، محاسبة المسؤولين عن الاعتداءات على المدنيين، وكشف مصير المفقودين.
ومن المقرر عقد لقاء سوري ـ إسرائيلي في باكو في 19 أيلول/سبتمبر لاستكمال المحادثات، بحسب مصادر دبلوماسية.