في خطاب أمام الكنيست، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "خلال ستمئة يوم، غيّرنا فعلياً وجه الشرق الأوسط... دخلنا قطاع غزة بقوة وقضينا على عشرات الآلاف من الإرهابيين، بمن فيهم محمد السنوار".
مساعٍ لهدنة مرتقبة
في موازاة التصعيد العسكري، قال الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إنه يحمل "انطباعات جيدة جداً" بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وأكد خلال مؤتمر صحفي بحضور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب: "نحن على وشك إرسال اقتراح جديد نأمل أن يُسلّم اليوم، يشمل وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار وحلاً طويل الأمد".
أزمة إنسانية متفاقمة: "الجوع والرصاص في غزة"
وسط استمرار القصف والجوع، دانت الأمم المتحدة آلية توزيع المساعدات الجديدة التي فرضتها إسرائيل في قطاع غزة، ووصفتها بأنها "إلهاء عن الفظائع". وقال المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، خلال زيارة إلى طوكيو، إن تحويل مسؤولية التوزيع إلى شركة خاصة مدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة يُعد "إهداراً للموارد" ويشتّت الانتباه عن "الفظائع على الأرض".
وقد وقعت حالة فوضى، الثلاثاء، خلال توزيع المساعدات، أسفرت عن إصابة سبعة وأربعين فلسطينياً، وفق الأمم المتحدة، في حين أكدت مصادر طبية أن أحد المصابين قضى متأثراً بجراحه. وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن معظم الإصابات نجمت عن إطلاق نار إسرائيلي، وهو ما نفاه الجيش الإسرائيلي، مؤكداً أن جنوده أطلقوا "طلقات تحذيرية في الهواء".
وقال بسام دلول، نازح من النصيرات، في وصف مأساوي للواقع: "الموت مستمر والقصف لا يتوقف. نزحنا عشرين مرة ولا نعرف هل سننجو اليوم أم لا. لا طعام، لا ماء، لا كهرباء... في غزة تُهان كرامة الإنسان بلا توقف".
"غزة تستحق أكثر من البقاء على قيد الحياة"
أمام مجلس الأمن الدولي، قالت منسقة الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط سيغريد كاغ إن سكان غزة "فقدوا الأمل، والموت أصبح رفيقهم"، مشيرة إلى أن سكان القطاع "يستحقون أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة، بل يستحقون مستقبلاً نابضاً بالحياة".
مساعدات محدودة... وانتقادات حادة
رغم الفوضى والخسائر البشرية، وصفت مصادر عسكرية إسرائيلية عملية التوزيع الأخيرة بأنها "ناجحة"، فيما وصفها نتنياهو بأنها مجرد "فقدان مؤقت للسيطرة".
وبعد حصار خانق فُرض منذ الثاني من آذار/مارس، سمحت إسرائيل الأسبوع الماضي بدخول بعض المساعدات، إلا أن وكالات الإغاثة تقول إن تحديد مواقع توزيع معدودة يجبر النازحين على التنقل مرة أخرى للبقاء على قيد الحياة.
وفي مشهد مؤلم، وصفت هبة جبر، نازحة من غزة، وضعها بالقول: "الموت بالقصف أفضل من الموت جوعاً. أعجز عن تأمين الخبز والماء لأطفالي". وذكرت مؤسسة "غزة الإنسانية" أنها وزعت "ثمانية آلاف صندوق طعام تعادل 462 ألف وجبة".
احتجاجات داخل إسرائيل
داخل إسرائيل، تظاهر المئات للمطالبة بهدنة تُفضي إلى الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، تلبية لدعوة من منتدى عائلاتهم، في ذكرى الساعة التي بدأ فيها هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقد أسفر ذلك الهجوم عن مقتل ألف ومئتين وثمانية عشر شخصاً في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفق حصيلة رسمية. ولا يزال سبعة وخمسون شخصاً محتجزين في غزة، أكدت إسرائيل وفاة أربعة وثلاثين منهم على الأقل.
في المقابل، أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من أربعة وخمسين ألفاً وخمسين وستة فلسطينيين، معظمهم من المدنيين، بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة "موثوقة".