أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، الأحد، عن استثمار بقيمة 12 مليار دولار أسترالي لإطلاق مشروع تطوير "مجمّع دفاعي عالمي المستوى" في غرب أستراليا، يهدف إلى تعزيز قدرات بناء السفن وتجهيز مرافق لرسو الغواصات النووية المزمع الحصول عليها ضمن اتفاقية "أوكوس" مع الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقال ألبانيزي في مؤتمر صحفي بمدينة بيرث إنه "لا توجد مهمة أشرف من خدمة الوطن، وحكومتي ملتزمة بالاستثمار في القدرات الدفاعية التي نحتاج إليها للحفاظ على أمن الأستراليين".
وأضاف أن "تطوير هذه القدرات أمر بالغ الأهمية"، مشيراً إلى أن الإعلان الجديد "يبني على الاستثمارات القياسية التي أُنجزت بالفعل في غرب أستراليا".
ما الذي يشمله الاستثمار؟
ووفق الحكومة، ستوجَّه الـ 12 مليار دولار كبداية للأعمال الأولية في مركز "هندرسون" البحري في منطقة "كوبرن ساوند" جنوب بيرث، بانتظار اكتمال التصاميم والتخطيط النهائي للمرفق، الذي تشير التقديرات المستقلة إلى أن كلفته الإجمالية ستبلغ نحو 25 مليار دولار على مدى العقد المقبل.
وسيُستخدم المركز في بناء سفن سطحية للقوات الأسترالية، بدءاً من سفن الإنزال البرمائية، ثم الفرقاطات متعددة الأغراض من طراز "موغامي" اليابانية.
كما ستُنشأ فيه مرافق لدعم السفن القتالية السطحية وتطوير قدرات لرسو الغواصات النووية المسلحة تقليدياً اعتباراً من مطلع ثلاثينيات هذا القرن.
وقال وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء ريتشارد مارليس إن "هندرسون سيكون حجر الأساس في صناعة بناء السفن وصيانتها في أستراليا، ودعامة أساسية لمسار الغواصات النووية".
وأكد أن "القرار سيُرحب به في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لأنه خطوة إضافية على طريق أوكوس".
مكاسب اقتصادية لولاية غرب أستراليا
ومن المتوقع أن يوفر المشروع نحو 10 آلاف وظيفة في الصناعات المحلية بغرب أستراليا. وقال رئيس حكومة الولاية روجر كوك إن الخطوة تمثل "فرصة هائلة لتنويع الاقتصاد وضمان استمرار قوة أستراليا الغربية كأقوى اقتصاد في البلاد".
وأضاف أن تطوير الصناعات الدفاعية قد يتحول إلى ثاني أكبر قطاع اقتصادي في الولاية بعد التعدين، متجاوزاً الزراعة.
ارتباطات إقليمية
ويأتي هذا الإعلان بينما تستعد أستراليا وبابوا غينيا الجديدة لتوقيع اتفاق دفاعي "تاريخي" يتيح لمواطني الدولة المجاورة الخدمة في الجيش الأسترالي.
وأوضح ألبانيزي أن الاتفاق "ليس لنشر حاميات عسكرية بل لتجديد اتفاق قائم منذ عام 1977"، مضيفاً: "الطموح المشترك بين بلدينا يجعل من هذه الاتفاقية محطة مهمة في التعاون الدفاعي".
من جانبه، أشار مارليس إلى أن ضم جنود من دول المحيط الهادئ إلى الجيش الأسترالي سيتم "بشكل مدروس"، لتفادي استنزاف قوات تلك الدول.
خلفية أوكوس
وبدأت أستراليا تخصيص الأموال لمركز هندرسون منذ توقيع اتفاقية "أوكوس" الثلاثية عام 2021، والتي تنص على تزويد كانبرا بثلاث غواصات أميركية من طراز "فرجينيا" خلال 15 عاماً، مع خطة لإنشاء بنية تحتية تمكّن من تصنيع غواصات محلية تعمل بالطاقة النووية مستقبلاً.