يأتي هذا الموقف بالتزامن مع توقف المحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، والتي كانت تهدف إلى التوصل لاتفاق هدنة لمدة ستين يوماً وصفقة لتبادل الأسرى، دون تحقيق اختراق ملموس.
وكانت كل من قطر ومصر، بصفتهما وسيطتين رئيسيتين، قد أيدتا إعلاناً مشتركاً صادراً عن فرنسا والسعودية يدعو إلى خطوات عملية نحو حل الدولتين، بما يشمل تسليم السلاح للسلطة الفلسطينية كجزء من مسار التسوية.
وفي بيان صادر عنها، أكدت حماس أنها لا يمكن أن تتخلى عن ما وصفته بـ"حقها في المقاومة المسلحة"، ما لم تُقام دولة فلسطينية كاملة السيادة عاصمتها القدس.
ردٌّ على تصريحات أميركية
وجاء بيان "حماس" رداً على تصريحات أدلى بها ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، خلال لقائه عائلات أسرى إسرائيليين محتجزين لدى الحركة.
وقال ويتكوف، الذي يزور إسرائيل حالياً، في تسجيل صوتي استعرضته وكالة "رويترز": "لدينا خطة جيّدة جداً نعمل عليها بالتعاون مع الحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء نتنياهو، بهدف إعادة إعمار غزة، ما يعني فعلياً إنهاء الحرب".
وأضاف ويتكوف أن "حماس" مستعدة لنزع السلاح من أجل إنهاء الحرب، رغم أن الحركة أكدت مراراً رفضها لهذا الخيار في ظل غياب حل سياسي شامل.
ولم يصدر تعليق فوري من البيت الأبيض على هذه التصريحات.
إسرائيل: نزع السلاح شرط رئيسي
تُعد مسألة نزع سلاح "حماس" شرطاً محورياً في الطروحات الإسرائيلية لإنهاء الصراع. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد جدّد في تصريحات الشهر الماضي رفضه إقامة دولة فلسطينية، واصفاً إياها بأنها "ستشكّل منصة لتدمير إسرائيل"، ومشدّداً على ضرورة بقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.
وانتقد نتنياهو مواقف عدد من الدول، بينها المملكة المتحدة وكندا، عقب إعلانها اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطينية، معتبراً أن هذه الخطوات "مكافأة" لما وصفه بـ"سلوك حماس".
فيديو جديد لرهينة إسرائيلية
وفي تطوّر موازٍ، نشرت "حماس" مقطع فيديو هو الثاني خلال يومين للرهينة الإسرائيلي إيفياتار دافيد، الذي بدا هزيلاً بشدة، ويُظهر نفسه وهو يحفر حفرة قال إنها "لقبره".
وفي تصريح خلال تظاهرة أقيمت في تل أبيب لدعم الأسرى، قال شقيقه إيلاي: "هم على حافة الموت.. وفي الوضع الراهن، قد لا يكون أمامهم سوى أيام قليلة للبقاء على قيد الحياة".
الوضع الإنساني في غزة: أزمة متفاقمة
تعود بداية الحرب الحالية إلى السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حين اقتحم مسلّحون من حركة "حماس" مناطق في جنوب إسرائيل، ما أسفر عن مقتل نحو ألف ومئتي شخص وأسر مئتين وواحد وخمسين آخرين نُقلوا إلى غزة.
وردّت إسرائيل بحملة عسكرية مكثفة على القطاع، خلّفت دماراً واسعاً، وأسفرت، وفق تقارير فلسطينية وأممية، عن مقتل أكثر من ستين ألف شخص، في ظل أزمة إنسانية متصاعدة.
وعلى الرغم من إعلان إسرائيل عن "وقفات إنسانية محدودة" في الأيام الأخيرة تحت ضغط دولي، ومباشرة عمليات إنزال جوي للمساعدات، إلا أن منظمات الأمم المتحدة وشركاء إنسانيين حذروا من أن كميات المساعدات لا تزال ضئيلة، مع تكدّس الإمدادات عند المعابر بانتظار الموافقة الإسرائيلية.
وأصدرت هيئة دولية رائدة في رصد الأزمات الغذائية تحذيراً بأن القطاع يواجه "أسوأ سيناريوهات المجاعة". في المقابل، تواصل السلطات الإسرائيلية نفي حدوث مجاعة داخل غزة.
