شارك في إعداد التقرير كل من الأخصائية النفسية شارلوت كيتينغ وخبيرة الوقاية من الانتحار جو روبنسون، واستند إلى أكثر من 1,700 مشاركة من أولياء الأمور والطلاب والمعلمين والعاملين في المدارس.
التنمر: مشكلة متعددة الأبعاد
تؤكد المراجعة أن التنمر ليس قضية واحدة يمكن حلها بإجراء واحد، بل هو سلوك ضار يتقاطع مع الصحة النفسية، والسلوك، والحضور المدرسي، والمشاركة، والعلاقات الأسرية. كما تشير إلى أن مرتكبي التنمر لا يقتصرون على الطلاب، بل قد يكونون من أولياء الأمور أو العاملين في المدرسة.
وتدعو المراجعة إلى ترسيخ ثقافة مدرسية قائمة على التعاطف واللطف، وتوصي بوضع سياسات واضحة، ومسارات إبلاغ مبسطة، وتدريب إضافي للمعلمين على إدارة الصفوف والتعامل مع حالات التنمر.
هل الاستجابة خلال يومين واقعية؟
من أبرز التوصيات أن تستجيب المدارس لأي بلاغ عن التنمر خلال يومين دراسيين. ويهدف هذا الإجراء إلى ضمان اتخاذ تدابير فورية لحماية الطالب وبدء تحقيق محايد، مع الاعتراف بأن الحالات المعقدة قد تستغرق وقتًا أطول.
وترى المراجعة أن هذا الإطار الزمني يعزز الثقة ويُظهر جدية التعامل مع السلوكيات الضارة، خاصة في المدارس التي تطبق بالفعل آليات إبلاغ واضحة ونماذج تواصل فعالة.
نقاط القوة في المراجعة
- تستند المراجعة إلى أدلة بحثية وتُعالج التنمر كقضية مجتمعية مدرسية شاملة.
- تضع العلاقات القائمة على الاحترام في صلب المعالجة.
- تدعو إلى قيادة واضحة وتحرك مبكر من المدرسة لمنع تآكل الثقة بين الأسر والمؤسسات التعليمية.
- تتيح للمدارس تكييف الإجراءات وفقًا لخصوصية كل منطقة، خاصة في المناطق الريفية والنائية.
الثغرات والمخاطر
- هناك خطر من تراكم السياسات، إذ تعاني المدارس بالفعل من كثافة البرامج والإرشادات المتعلقة بالتنمر.
- الحاجة إلى تطوير آليات جمع البيانات وتعريفات موحدة لضمان فعالية التتبع والتقييم.
- ضعف التوجيه بشأن التنمر الرقمي، خاصة في ظل انتشار تقنيات مثل التزييف العميق (Deepfake) والانتهاكات القائمة على الصور.
ما الذي غاب عن المراجعة؟
- لم تتناول المراجعة بشكل كافٍ العلاقة بين الوقاية من التنمر وبرامج الصحة النفسية والسلوك والحضور المدرسي.
- لم توضح كيف يمكن التوفيق بين حماية الطلاب وضمان حق الجميع في التعليم.
- لم تُفصّل الإجراءات التي يجب اتخاذها عندما تتجاوز القضية نطاق الصف الدراسي وتصل إلى إدارة المدرسة أو الجهات الخارجية مثل الشرطة.

The federal government announced a $10 million investment into a new national plan to combat school bullying on Saturday. Source: Getty / monkeybusinessimages
التمويل: بداية محدودة
أعلنت الحكومة تخصيص 10 ملايين دولار لحملة توعية وطنية وتوفير موارد جديدة للمعلمين والطلاب وأولياء الأمور. لكن الخبراء يرون أن التوعية وحدها لا تكفي، وأن المدارس تحتاج إلى وقت وتدريب وأنظمة دعم فعالة.
ويُتوقع من الولايات والأقاليم أن تلعب دوراً محورياً في تمويل وتطبيق السياسات، خاصة بعد إعلان وزراء التعليم التزامهم المشترك بمعالجة قضية التنمر.