شهد وسط بيروت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، أسفرت عن سقوط أكثر من 220 جريحا في صفوف الطرفين، فيما لا تزال القوى السياسية عاجزة عن تشكيل حكومة تهدئ غضب الشارع.
وانطلقت عند الثانية بعد الظهر مسيرات من نقاط عدة في بيروت تحت عنوان "لن ندفع الثمن"، احتجاجاً على تعثّر تشكيل حكومة تضع حداً للانهيار الاقتصادي، في حين أقفلت قوات الأمن مدخلاً مؤدياً إلى مقر البرلمان بالعوائق الحديد، واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والأمن.
وردّت قوات الأمن بإطلاق خراطيم المياه ومن ثمّ الغاز المسيّل للدموع بكثافة لتفريق المتظاهرين، لتستمر المواجهات بين الطرفين لساعات، تحولت فيها شوارع وسط بيروت إلى ما يشبه ساحة حرب.

Anti-government protesters use fireworks against Lebanese riot police as part of the clashes. Source: AP
وأقدم مجهولون على حرق عدد من الخيم في ساحة الشهداء والتي غالباً ما تشهد نقاشات في مواضيع سياسية واقتصادية واجتماعية منذ بدء التظاهرات.
وشاهد مصور فرانس برس شباناً عملوا على تخريب واقتلاع عدادات الوقوف الآلي، بينما أفادت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية عن تحطيم واجهات عدد من المصارف في وسط بيروت.
كما نفذت وحدات الجيش انتشاراً واسعاً في وقت لاحق، وعالجت فرق الصليب الأحمر اللبناني، وفق ما قال متحدث باسمها لفرانس برس، اكثر من 140 مصابا في المكان فيما نقل اكثر من ثمانين آخرين الى مستشفيات.
وندّدت قوى الأمن الداخلي في تغريدة بـ"التعرض بشكل عنيف ومباشر لعناصر مكافحة الشغب"، قبل أن تعلن أنها ستبدأ "ملاحقة وتوقيف الأشخاص الذين يقومون بأعمال شغب وإحالتهم الى القضاء".
وأفادت وسائل اعلام محلية عن توقيف عدد من المتظاهرين من قبل القوى الأمنية، من دون أن يتضح عددهم.
وطلب رئيس الجمهورية ميشال عون في تغريدة من وزيري الدفاع والداخلية والقيادات الأمنية المعنية المحافظة على امن المتظاهرين السلميين ومنع اعمال الشغب وتأمين سلامة الأملاك العامة والخاصة".

Lebanese President Michel Aoun (C), Prime Minister Saad Hariri (R) and Parliament Speaker Nabih Berri (L). Source: AAP
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري إن "مشهد المواجهات والحرائق وأعمال التخريب في وسط بيروت مشهد مجنون ومشبوه ومرفوض" مطالباً القوى العسكرية والأمنية بـ"كبح جماح العابثين والمندسين".
وشهد يوما الثلاثاء والأربعاء مواجهات عنيفة بين متظاهرين والقوى الأمنية التي استخدمت بكثافة الغاز المسيل للدموع.
وأسفرت المواجهات عن إصابة العشرات من الطرفين. ولم يسلم عدد من المصورين والصحافيين من التعرض للضرب. واعتقلت القوى الأمنية عشرات المتظاهرين قبل أن تعود وتفرج عنهم الخميس.
ودانت منظمات حقوقية أبرزها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش استخدام عناصر مكافحة الشغب "القوة المفرطة" ضد المتظاهرين. وقال نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش جو ستورك في بيان الجمعة إن "مستوى العنف غير المقبول ضد المتظاهرين السلميين.. يتطلب تحقيقاً سريعاً، وشفافاً، ومستقلاً".