في بولندا حيث معدل الخصوبة من أدنى المعدلات في العالم أصبحت مجموعة من النساء أمهات لأطفال غير حقيقيين.
النقاط الرئيسية
- "الدمى المولودة من جديد" أو Reborn dolls كما يطلق عليها واقعية للغاية ويتم معاملتها مثل الأطفال الحقيقيين
- رغم أن عمل القابلة السابقة ياؤدا مزدهر إلا أنها تتفهم الضيق العميق الذي يدفع العديد من النساء إلى البحث عن تلك الدمى
- يشارك الناس من شتى أنحاء العالم مقاطع فيديو عن الدمية عبر الإنترنت وقد وصل بعضها إلى أكثر من 200 مليون مشاهدة
"الدمى المولودة من جديد" أو Reborn dolls كما يطلق عليها واقعية للغاية ويتم معاملتها مثل الأطفال الحقيقيين حيث تقام لها احتفالات الولادة ولديها نبضات قلب.
لكن تلك الدمى صنعت لتخدم هدفا أعمق وهو مساعدة بعض النساء اللواتي يعانين من العقم أو فقدان طفل.
تشرق ابتسامة أولغا وهي تستعرض طفلًا صغيرًا ولكن ابتسامتها تخفي ألمًا عميقا.
سرعان ما تتلاشى الابتسامة عندما تتذكر الإجهاض الذي حطم عالمها.
"ذهبت إلى معالج نفسي وإلى طبيب أمراض نفسية وعصبية وتناولت الدواء ولكن بدون جدوى".
تكافح أولغا في محاولة للتصالح مع الإجهاض الذي حدث لها في أسبوعها السادس من الحمل ولهذا اتخذت المرأة البالغة من العمر 31 عامًا قرارها بشأن شراء الدمية".
"أنظر إلى الدمية ولكن في رأسي أرى الطفل الذي لم يولد أبدًا. في البداية اعتقدت أنه سيكون ضارًا. لكنني قررت أن أنسى سبب شرائها والتركيز على كيفية صنعها لأنها سحرتني.
"نظرت إلى اليدين والقدمين وكل البقع والأوردة الصغيرة. وبعد ذلك نظرت إليها نظرة أكثر إيجابية. أصبح لدي روتين مع الدمية. أصبحت أعتني بها كطفل حقيقي".
أولغا واحدة من بين العديد من النساء حول العالم اللواتي اشترين تلك الدمية والمعروفة بتشابهها المفرط مع طفل حقيقي.
ويشارك الناس من شتى أنحاء العالم مقاطع الفيديو عبر الإنترنت للدمى وقد وصل بعضها إلى أكثر من 200 مليون مشاهدة.
"السعر يتراوح بين 500 إلى 900 دولار. يمكن العثور عليها بسعر أرخص ... وبأسعار أعلى بكثير".
على بعد 200 كيلومتر فنانة الدمى ياؤدا مشغولة في ورشتها لتضع اللمسات الأخيرة على أحد أحدث منتجاتها.
"هذا القلب عندما تضغط عليه يصدر ضربات شبيهة بقلب الإنسان"
ورغم أن عمل القابلة السابقة ياؤدا مزدهر إلا أنها تتفهم الضيق العميق الذي يدفع العديد من النساء إلى البحث عن تلك الدمى.
"بعض الأشخاص الذين يشترون الدمى يفعلون ذلك لأن لديهم نوعًا من الجرح في النفوس. هؤلاء الأشخاص بحاجة للرعاية...الدمية لا تكفي".
ومن الواضح أن العديد من النساء يجدن الراحة في الدمى.
لكن هل هي صحية وآمنة؟
المعالجة النفسية إيلسبييتا سوبوليفسني تقول: "العناق مهم جدًا. ويمكن أن تساعد تلك الأدوات في تلبية بعض الاحتياجات مثل معالجة الصدمات. ولكن هناك شرط واحد - ألا تحل هذه الدمى محل الحياة الحقيقية".
تتأمل أولغا كيف وفرت لها دميتها تلك الراحة وخففت صدمة إجهاضها، والأهم من ذلك أنها ساعدتها على المضي في حياتها.
"بعد بضعة أشهر توقفت ببطء عن ممارسة الروتين معها. توقفت عن حملها بين ذراعي كثيرًا وتغيير ملابسها ابانتظام. لم أشعر بالحاجة لهذا بعد ذلك. وقررت بيع الدمية لمساعدة شخص آخر".
لا أفكر في الإجهاض كل يوم الآن. لا أنساه لكني أخرجت الفكرة من رأسي. في الوقت الحالي لست بحاجة إلى دمية. وأرجو ألا أحتاجها مرة أخرى".