اتهم رئيس الفيفا جياني إنفانتينو منتقدي معاملة قطر المضيفة لكأس العالم للعمال المهاجرين بالنفاق يوم السبت، مضيفا أن المشاركة هي السبيل الوحيد لتحسين حقوق الإنسان.
في ملاحظات افتتاحية مطولة وغاضبة في بعض الأحيان في مؤتمر صحفي عشية بدء البطولة، هاجم إنفانتينو النقاد الأوروبيين للدولة المضيفة بشأن قضايا العمال المهاجرين وحقوق مجتمع الميم.
"اليوم أشعر أنني قطري، اليوم أشعر أنني عربي، اليوم أشعر أنني أفريقي، اليوم أشعر أنني مثلي. اليوم أشعر بالعجز، اليوم أشعر كأنني متشرد، اليوم أشعر كأنني عامل مهاجر".
"أشعر بكل هذا لأن ما أراه ... يعيدني إلى تجربتي الشخصية."
ثم شرح إنفانتينو بالتفصيل كيف نشأ عندما كان طفلاً لعمال مهاجرين في سويسرا وتعرض للتنمر بسبب لهجته وشعره الأحمر والنمش.
وأضاف في وقت لاحق "بالطبع لست قطرياً ولست عربياً ولست أفريقياً ولست مثلياً ولست معاقاً".
"لكنني أشعر بذلك، لأنني أعرف ما يعنيه التعرض للتمييز، والتعرض للتنمر، كأجنبي في بلد ما".
وقال إنفانتينو لكونه أوروبياً، فإنه يواجه "صعوبات في فهم الانتقادات" لسجل حقوق الإنسان في قطر.
"لما كنا نفعله منذ 3000 عام في جميع أنحاء العالم، يجب أن نعتذر عن 3000 سنة قادمة قبل إعطاء دروس أخلاقية".
"علينا أن نستثمر في مساعدة هؤلاء الناس، في التعليم ومنحهم مستقبلاً أفضل ومزيداً من الأمل. يجب علينا جميعاً أن نثقف أنفسنا، فالكثير من الأشياء ليست مثالية ولكن الإصلاح والتغيير يستغرقان وقتاً".
"هذا الدرس الأخلاقي الأحادي الجانب هو مجرد نفاق".
وأضاف "ليس من السهل تقبل الانتقادات لقرار اتخذ قبل 12 عاما، الدوحة جاهزة وقطر جاهزة وبالطبع ستكون أفضل بطولة عالمية على الإطلاق".
أثارت تصريحات إنفانتينو ردود فعل عنيفة من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان.
وقال ستيف كوكبيرن من منظمة العفو الدولية: "في تجاهل الانتقادات المشروعة لحقوق الإنسان، يتجاهل جياني إنفانتينو الثمن الباهظ الذي دفعه العمال المهاجرون لجعل بطولته الرئيسية ممكنة وكذلك مسؤولية الفيفا عنها".
وقال إن مطالب التعويض العادل لا ينبغي "التعامل معها على أنها نوع من الحرب الثقافية".
ووصف نيك ماكجيهان من مجموعة Fair Square للدفاع عن العمال المهاجرين تعليقات إنفانتينو بأنها "فظة" و "خرقاء".
قالت قطر إنها دولة مضيفة لا تميز ضد الناس ونفت الاتهامات بإساءة معاملة العمال.
كما دافع إنفانتينو عن حضور إيران في البطولة على الرغم من الموجة الحالية من الاحتجاجات القاتلة هناك التي أشعلتها وفاة الشابة الكردية محساء أميني في حجز الشرطة في سبتمبر / أيلول.
وقال: "ليس هناك نظامان يلعبان ضد بعضهما البعض، وليست أيديولوجيتان يلعبان ضد بعضهما البعض، إنه فريقان لكرة القدم".
"إذا لم يكن لدينا كرة قدم على الأقل تجمعنا ... في أي عالم سنعيش فيه؟ يوجد في إيران 80 مليون شخص، هل كلهم سيئون؟ هل كلهم وحوش؟"
وفي معرض حديثه عن قرار يوم الجمعة بحظر بيع البيرة الكحولية في الملاعب خلال البطولة، قال إنفانتينو إن الفيفا فشل في إقناع الحكومة القطرية بالوقوف إلى جانب القرار الأصلي بالسماح بذلك.
وقال "لقد حاولنا وهذا هو السبب في أنني أعلنت الأمر في وقت متأخر، حاولنا معرفة ما إذا كان ذلك ممكناً".
قال إنفانتينو إنه تلقى تأكيدات من أعلى مستوى في الحكومة القطرية بأنه سيتم الترحيب بأفراد مجتمع الميم في البلاد للمشاركة في كأس العالم.
العلاقات المثلية غير قانونية ويعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات في قطر. أثار بعض نجوم كرة القدم مخاوف بشأن حقوق المشجعين الذين يسافرون لحضور الحدث، لا سيما أفراد ونساء مجتمع الميم، الذين تقول جماعات حقوقية إن القوانين القطرية تميز ضدهم.
في نهاية غير عادية للمؤتمر الصحفي، حمل برايان سوانسو ، مدير العلاقات الإعلامية في FIFA، الميكروفون للدفاع عن السيد إنفانتينو.
وقال: "لقد رأيت الكثير من الانتقادات لجياني إنفانتينو منذ أن انضممت إلى FIFA، لا سيما من مجتمع الميم".
"أنا جالس هنا في موقع متميز على هذا المسرح العالمي كرجل مثلي الجنس هنا في قطر، لقد تلقينا تأكيدات بأن الجميع سيكونون موضع ترحيب ... فقط لأن جياني إنفانتينو ليس مثلياً، لا يعني أنه لا يهتم. إنه يهتم".
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.