نشرت جامعة شارلز ستورت تقريرها الثاني عن تأثير الإسلاموفوبيا في أستراليا لعام 2019. وسلطت الدراسة التي صدرت اليوم الضوء على تجارب المسلمين الأستراليين مع الإسلاموفوبيا أو العداء تجاه المسلمين.
وحللت الدراسة 349 حادثًا تم تسجيلها في دائرة تسجيل حوادث الإسلاموفوبيا بين عامي 2016 و2017. ووجدت أن 70 بالمئة من الضحايا كن من الإناث وجميعهن تقريباً كن يرتدين الحجاب.
وتشير كبيرة الباحثين الدكتورة دريا إينر من مركز الدراسات والحضارة الإسلامية بجامعة تشارلز ستورت إلى أن حوادث الكراهية ليست مشكلة المسلمين فحسب، ولكنها تعد مشكلة للجميع وستحتاج إلى مشاركة وطنية في حلها إذا أرادت أستراليا الحفاظ على التماسك الاجتماعي فيها والارتقاء في إرثها المتعدد الثقافات.
نتائج التقرير
يشير التقرير الثاني لرهاب الإسلام- الاسلاموفوبيا في أستراليا إلى الإبلاغ عن 349 حادثًا خلال العامين 2016 و2017.
وبحسب التقرير الأخير والذي سبقه، فإن الحوادث المبلغ عنها تعد جزء صغيرا من الواقع. ويمثل عدم الإبلاغ عن جرائم الكراهية والحوادث ذات الصلة مشكلة مستمرة في جميع أنحاء العالم.
ويوضح التقرير أن النساء والفتيات المسلمات في الغالب مستهدفات بالإساءة اللفظية والألفاظ النابية والتخويف الجسدي والتهديدات بالقتل في الأماكن العامة، وفي أغلب الأحيان أثناء التسوق. وغالبا ما تكون هذه الإساءات موجهة من قبل ذكور.
ووجد التقريران أن في 96% من الحالات تعرضت نساء ترتدين الحجاب للإهانات.
حصول الإساءات في أماكن عامة
وسجل التقرير الثاني زيادة بنسبة 30% عن التقرير الأول في حوادث حصول المضايقات في الأماكن الخاضعة للمراقبة الأمنية.
ولم يتم ردع مرتكبي هذه الأفعال في الأماكن العامة، حيث كانت 57 بالمئة من الضحايا من النساء بمفردهن وقت الحادثة.
الأطفال المسلمون أكثر عرضة للمضايقات
ويشير التقرير الى أن وضع الأطفال المسلمين مثير للقلق بشكل خاص ويؤكد على الحاجة إلى وضع استراتيجيات للوقاية في المدارس.
ويوضح التقرير أيضا أن الأطفال في سنوات ما قبل المدرسة يتعرضون لحوادث عداء للإسلام عندما يكونون برفقة أهاليهم المسلمين.
وتستمر هذه الإعتداءات في السنوات الدراسية من خلال معتدين متعددين في المدرسة مثل الطلاب الآخرين أو أو المدرسين أو إدارة المدرسة أو أولياء أمور الطلاب أو غيرهم من البالغين الذين يستهدفون الطلاب المسلمين في طريقهم إلى المدرسة.
شدة خطاب الكراهية
يُظهر التقرير خطورة خطاب الكراهية التي أدت بإرهابي مدينة كرايستشيرش الى تنفيذ هجمات إرهابية في نيوزيلندا في وقت سابق من هذا العام، وانتشار هذا الخطاب في أستراليا خلال الثلاث إلى الخمس سنوات الماضية.
وبحسب نتائج التقرير، عبّر العديد من الأشخاص على الإنترنت وفي مناسبات أخرى عن رغبتهم بقتل جميع المسلمين، ومع ذلك يبدو أنه لم يتم إجراء تحقيق أو محاكمة بحقهم، مما أثار تساؤلات جدية حول مدى ملاءمة القوانين الحالية للوضع.
وفي أعقاب التقرير الأول كان أعلى مستوى من الحقد وهو الرغبة في قتل أو إيذاء المسلمين يمثل ربع عدد الحالات المسجلة على الإنترنت.
وتحول خطاب الكراهية الى تهديدات جسدية شكلت 11 بالمئة من أصل 202 حالة سجلت خارج الإنترنت ومن بينها تهديدات بالقتل.
ردود فعل سياسية
أصدر وزير الهجرة ديفيد كولمان بيانا اعرب فيه عن سخطه من نماذج العنصرية بحق المسلمين الأستراليين المعروضة في التقرير. وشدد على أهمية الحفاظ على الحريات الدينية في المجتمع الأسترالي.
وبدوره أدان حزب العمال في بيان العنصرية وسوء معاملة المسلمين. مضيفا انه "يجب إدانة الاسلاموفوبيا في أستراليا بأقوى العبارات الممكنة."
ويتابع البيان أن الغالبية العظمى من الأستراليين سيشعرون بالصدمة الشديدة من حوادث الاعتداء العنصري المفصلة في هذا التقرير.
