أفاد مصدر أمني رفيع لوكالة "فرانس برس" مساء الإثنين، بأن صاروخين من نوع كاتيوشا محلي الصنع سقطا على الجزء العسكري من مطار كركوك الدولي، مما أدى إلى إصابة عنصرين أمنيين بجروح طفيفة. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن أحد الصاروخين انفجر داخل الموقع العسكري بينما لم ينفجر الثاني. فيما أشار إلى سقوط صاروخ ثالث في حي العروبة السكني بمدينة كركوك، إلا أنه لم يُسفر عن أي خسائر بشرية.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا القصف حتى الآن، في وقت يضم فيه الجزء العسكري من مطار كركوك مقارًا للجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، وهو تحالف من الفصائل المسلحة الموالية لإيران والمنضوية رسميًا ضمن القوات العراقية.
من جانبها، أكدت إدارة مطار كركوك الدولي أن جميع مرافقه المدنية والتشغيلية لم تتعرض لأي أضرار، وأن حركة الطيران تسير بشكل طبيعي دون أي اضطرابات.
ويأتي هذا الهجوم بعد ساعات من تقارير عن استهداف طائرات مسيّرة لأنظمة رادار في قاعدتين عسكريتين في بغداد والناصرية، دون أن تتبنى أي جهة المسؤولية عن تلك العمليات، وسط إعلان الحكومة العراقية عن فتح تحقيق رسمي في الحادث.
إسرائيل تعترف بإصابة مدنيين فلسطينيين خلال توزيع المساعدات في غزة
في تطور آخر من غزة، أقر الجيش الإسرائيلي بوقوع إصابات في صفوف المدنيين الفلسطينيين خلال وجودهم في مواقع توزيع المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أنه أصدر تعليمات جديدة للقوات الميدانية عقب مراجعة ما وصفه بـ"دروس مستفادة".
وجاء هذا الإقرار عقب إعلان الأمم المتحدة عن مقتل أكثر من 400 فلسطيني منذ 19 مايو الماضي، تاريخ استئناف دخول المساعدات الإنسانية بعد رفع إسرائيل لحصار دام 11 أسبوعًا.
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن "القيادة الجنوبية أجرت فحوصات شاملة وأصدرت تعليمات جديدة للقوات الميدانية، في ضوء حوادث الإضرار بالمدنيين الذين وصلوا إلى مراكز توزيع المساعدات".
وتزامن هذا الإعلان مع تقرير لصحيفة هآرتس يفيد بأن المدعي العام العسكري الإسرائيلي أمر بفتح تحقيق في احتمال ارتكاب "جرائم حرب"، إثر مزاعم بأن القوات الإسرائيلية أطلقت النار عمدًا على مدنيين بالقرب من تلك المراكز.
كما نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مصادر عسكرية أن قصفًا مدفعيًا استُخدم لردع المدنيين عن الاقتراب من مناطق معينة، أدى إلى سقوط 30 إلى 40 ضحية بين قتيل وجريح نتيجة أخطاء في التوجيه.
انتقادات أممية لآلية توزيع المساعدات الأمريكية في غزة
من جهتها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات، التي تشرف عليها "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF) المدعومة من الولايات المتحدة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن هذه الآلية "غير آمنة بطبيعتها"، مؤكدًا أنها "تقتل الناس". فيما حذّر غوتيريش من أن نموذج التوزيع المعتمد حاليًا "لا يتمتع بالحيادية أو النزاهة" وقد يؤدي إلى عسكرة المساعدات وإجبار المدنيين على النزوح من مناطقهم.
في المقابل، اتهمت وزارة الخارجية الإسرائيلية الأمم المتحدة بـ"التحيز"، وقالت إن المنظمة الدولية تعارض جهود توزيع المساعدات من خلال مؤسسة GHF، معتبرة أن ذلك يصب في مصلحة حركة حماس، التي تحاول بدورها "تقويض الجهود الإنسانية".وأكدت GHF أنها لم تسجل أي وفيات داخل أو بالقرب من مواقعها، بينما تتهم إسرائيل والولايات المتحدة حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.
إجراءات أمنية إسرائيلية جديدة حول مراكز التوزيع
أعلن الجيش الإسرائيلي اتخاذ سلسلة إجراءات لتأمين مواقع توزيع المساعدات، شملت تركيب أسوار، ووضع لافتات تحذيرية وتوجيهية، إلى جانب فتح طرق جديدة مزودة بحواجز ونقاط تفتيش لتنظيم حركة المركبات حول تلك المناطق.
في المقابل، يضطر كثير من سكان غزة إلى السير لساعات طويلة قبل طلوع الفجر للوصول إلى هذه المراكز، في ظل انعدام الخيارات الأخرى للحصول على الغذاء.