السفينة، التي ترفع العلم البريطاني وتحمل اسم "مادلين"، كانت تهدف إلى إيصال كمية رمزية من المساعدات إلى غزة وتسليط الضوء على الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
لكن، ووفقًا لما أفاد به الائتلاف عبر حسابه على تليغرام، اعترضت القوات الإسرائيلية السفينة ليلًا قبل أن تقترب من الشواطئ. وأكّدت الخارجية الإسرائيلية لاحقًا أن السفينة باتت تحت سيطرتها، وأن طاقمها المكوَّن من اثني عشر شخصًا، بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ وعضو البرلمان الأوروبي الفرنسية ريما حسن، سيُعاد إلى بلدانهم.
وجاء في بيان للخارجية الإسرائيلية عبر منصة "إكس":
"يخت السيلفي للمشاهير يشق طريقه بسلام إلى السواحل الإسرائيلية. الركاب سيعودون إلى أوطانهم... لقد تم تقديم الماء والسندويشات لهم. العرض انتهى."
وأفادت ريما حسن أن الجيش الإسرائيلي اعتقل أفراد الطاقم في المياه الدولية قرابة الساعة الثانية فجرًا، مشيرة إلى أن السفينة كانت تحمل شحنة صغيرة من المساعدات تشمل الأرز وحليب الأطفال.
وأضافت الخارجية الإسرائيلية أن الكمية المحدودة من المساعدات التي لم يستهلكها "المشاهير" سيتم تحويلها إلى غزة عبر "قنوات إنسانية حقيقية".
من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن مهمة السفينة ليست سوى "حملة دعائية لخدمة حركة حماس"، مشددًا على أن الحصار البحري ضروري لحماية أمن إسرائيل ومنع تهريب الأسلحة إلى القطاع.
لكن المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي دعمت الحملة، ودعت الموانئ المتوسطية كافة إلى إرسال سفن دعم إنساني إلى غزة، قائلة:
"قد تكون رحلة مادلين انتهت، لكن المهمة لم تنتهِ بعد."
مقتل أربعة فلسطينيين قرب مركز توزيع مساعدات
في سياق آخر، أفادت مصادر طبية فلسطينية بمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين، إثر إطلاق نار من القوات الإسرائيلية باتجاه مجموعة من الفلسطينيين أثناء توجههم إلى مركز لتوزيع المساعدات في جنوب القطاع.
هذه الحادثة تأتي في ظل تصاعد التوترات والفوضى حول مراكز الإغاثة التي تديرها مؤسسة "غزة هيومايتاريان فاونديشن"، بدعم إسرائيلي مباشر، حيث سُجّلت عشرات حوادث إطلاق النار خلال الأسبوع الماضي.
ورغم ذلك، أعلنت المؤسسة أنها وزّعت يوم الأحد أكثر من مليون ومائة وخمسين ألف وجبة في ثلاثة مواقع مختلفة بدون حوادث.
العثور على جثمان قائد عسكري بارز في حماس
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم العثور على جثة القائد العسكري في حركة حماس محمد صنوّر، في نفق أسفل مستشفى أوروبي بمدينة خان يونس، وذلك خلال عملية عسكرية نفذت الشهر الماضي.
وقالت المتحدث باسم الجيش، العميد إيفي ديفرين، إن الموقع كان يُستخدم كمركز قيادة رئيسي للحركة، مضيفًا أن محمد شبانة، قائد لواء رفح في حماس، قُتل أيضًا خلال العملية.
وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقتل صنوّر قبل أسابيع، لكن الجيش أكد اليوم أنه استكمل التحقق من هويته عبر تحاليل الحمض النووي.
يُشار إلى أن محمد سنوار هو شقيق القيادي البارز يحيى سنوار، الذي كان العقل المدبر لهجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023.
حصيلة القتلى والفوضى الإنسانية
تأتي هذه التطورات في وقت تشير فيه وزارة الصحة في غزة إلى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة منذ تشرين الأول/ أكتوبر قد أودت بحياة أكثر من 45 ألفًا وثمانمائة فلسطيني، وشرّدت غالبية سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة.
وتحذّر الأمم المتحدة من خطر المجاعة الذي يهدد معظم السكان، وسط تعقيدات شديدة في إيصال المساعدات وغياب الأمن.