شهدت القدس الشرقية يوم الاثنين واحدًا من أكثر الهجمات دموية منذ بدء الحرب في غزة، إذ قُتل ستة أشخاص على الأقل وجُرح آخرون في إطلاق نار عند مفرق طرق رئيسي قرب مدخل حي راموت، وهو حي استيطاني في الجزء الشرقي من المدينة الذي تحتله إسرائيل.
ووفق بيان لشرطة الاحتلال، فتح مهاجمان فلسطينيان النار تجاه محطة للحافلات، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص في الموقع، فيما توفي مصاب سادس لاحقًا متأثرًا بجراحه داخل مستشفى شعاري تسيديق. وبلغ عدد المصابين نحو 15 شخصًا، بينهم سبعة في حالة خطرة.
وأضافت الشرطة أن أحد عناصر الأمن ومدنيًا مسلحًا كانا في المكان وتمكنا من الرد الفوري بإطلاق النار وقتل المهاجمين في موقع الحادث.
هوية الضحايا وردود الأفعال
السلطات الإسرائيلية سمحت بنشر هوية أربعة من القتلى، وجميعهم من اليهود المتدينين المنتمين للطائفة الحريدية. وفي تصريح من موقع الحادث، قال رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو إن "مثل هذه الجرائم تعزز إصرارنا على مكافحة الإرهاب"، على حد تعبيره.
من جانبه، اتهم وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش السلطة الفلسطينية بالوقوف وراء ما وصفه بـ"الهجوم الإرهابي"، داعيًا إلى "محوها من الخريطة"، ومطالبًا بمعاملة القرى التي جاء منها المهاجمان مثلما تُعامل مناطق غزة التي تتعرض لغارات إسرائيلية مكثفة.
حركة "حماس" تبنت الهجوم في بيان رسمي، وأكدت أن منفذيه فلسطينيان، معتبرة أن العملية "رد طبيعي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة". في المقابل، شددت الرئاسة الفلسطينية على "رفض واستنكار استهداف المدنيين من كلا الجانبين"، وجددت تأكيدها على موقفها الرافض للعنف والإرهاب أياً كان مصدره.
دوليًا، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم، واصفًا إياه بـ"الإرهابي"، كما أعربت كل من فرنسا وألمانيا والإمارات عن تنديدها بالعملية ودعت إلى ضبط النفس.
وفي تطور متصل، أعلن "أسطول الصمود العالمي" المتجه إلى غزة تعرّض أحد قواربه لضربة يُشتبه بأنها من طائرة مسيّرة، أثناء تواجده في ميناء سيدي بوسعيد التونسي. وأدى الهجوم إلى اندلاع حريق على متن القارب، الذي كان يحمل مساعدات إنسانية وناشطين في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع.