في ظل استمرار التصعيد العسكري في قطاع غزة وجنوب سوريا، أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة تعليق عملياتها مؤقتًا وإغلاق مراكزها لتوزيع المساعدات، بعد مقتل عشرات المدنيين خلال الأيام الماضية أثناء محاولتهم الحصول على مواد غذائية. المؤسسة أشارت في بيان على "فيسبوك" إلى أنها ستعيد تنظيم عملياتها وتحسين كفاءتها قبل استئناف العمل الخميس.
وجاء الإغلاق بعد إعلان الدفاع المدني في غزة عن مقتل 48 شخصًا في ضربات إسرائيلية الأربعاء، بينهم 14 قُتلوا قرب مدرسة تؤوي نازحين في خان يونس. وكانت المؤسسة قد بدأت عملياتها بعد تخفيف جزئي للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
في سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الطرق المؤدية إلى مراكز توزيع المساعدات "مناطق قتال"، محذرًا المدنيين من الاقتراب منها، في وقت تواصلت فيه التقارير عن سقوط ضحايا قرب هذه المراكز، وهو ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ"غير المقبول"، مطالبًا بتحقيق مستقل في الحوادث.
وفي الأمم المتحدة، فشل مجلس الأمن في تمرير مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد المشروع، معتبرة أنه يقوّض الجهود الدبلوماسية الحالية. وأكدت المندوبة الأميركية أن النص يخلق مساواة "زائفة" بين إسرائيل وحماس.
وفي الجانب السوري، شنت إسرائيل غارات على مواقع في جنوب سوريا، قالت إنها استهدفت أسلحة تابعة للنظام السوري، وذلك بعد سقوط مقذوفين في منطقة الجولان.
الخارجية السورية اعتبرت الغارات محاولة لـ"تقويض استقرار البلاد"، ووصفتها بـ"انتهاك خطير للسيادة".
الجيش الإسرائيلي بدوره حمّل السلطات السورية المسؤولية المباشرة، مؤكداً أنه سيرد على أي تهديد ينطلق من الأراضي السورية.
وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع "مسؤول مباشرة عن أي تهديد يستهدف إسرائيل".
على صعيد آخر قد انطلقت سفينة تابعة لـ"تحالف أسطول الحرية" من صقلية إلى غزة وعلى متنها نشطاء، بينهم السويدية غريتا تونبرغ، في محاولة جديدة لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع.
وعلى صعيد العمليات الميدانية، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده في اشتباك شمال غزة، فيما تواصلت العمليات العسكرية مع إعلان تل أبيب هدفها بـ"القضاء على حماس" واستعادة الرهائن.
ومع استمرار القتال منذ السابع من أكتوبر 2023، أفادت وزارة الصحة التابعة لحماس بأن حصيلة القتلى الفلسطينيين بلغت 54,607 حتى الأربعاء، في وقت أكدت فيه إسرائيل مقتل أكثر من 1200 شخص على أراضيها خلال هجوم حماس الأول، ولا يزال عدد من الرهائن محتجزين في غزة.