نفّذت طائرات حربية إسرائيلية، ليل الثلاثاء-الأربعاء، سلسلة غارات على مواقع عسكرية في جنوب سوريا، رداً على إطلاق مقذوفين من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل.
وأفاد الجيش الإسرائيلي أنّ الغارات استهدفت "أسلحة تابعة للنظام السوري"، محملاً السلطات السورية مسؤولية ما وصفه بـ"الأنشطة العدائية المنطلقة من أراضيها".
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القصف طال مناطق في محيط مدينة إزرع وتل المال في ريف درعا، وتل الشعار قرب القنيطرة، مشيرًا إلى تحركات للدبابات الإسرائيلية داخل منطقة حوض اليرموك، وتحليق طائرات استطلاعية في المنطقة.
في المقابل، نفت وزارة الخارجية السورية صحة الادعاءات الإسرائيلية، مؤكدة أن "سوريا لم ولن تشكّل تهديدًا لأي طرف في المنطقة"، واعتبرت أن جهات تسعى إلى "زعزعة الاستقرار" تقف خلف إطلاق المقذوفين.
وفي غزة، قُتل 27 فلسطينيًا وأصيب العشرات أثناء محاولتهم الوصول إلى مركز لتوزيع المساعدات قرب دوار العلم غرب رفح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وأفاد شهود عيان أنّ القوات الإسرائيلية أطلقت النار من دبابات وطائرات مسيرة على الحشود التي تجمعت منذ ساعات الفجر.
الأمم المتحدة أدانت الحادثة، ودعا المتحدث باسمها ستيفان دوجاريك إلى "فتح تحقيق عاجل ومستقل"، مشددًا على أنّ "من غير المقبول أن يجبر المدنيون على المخاطرة بحياتهم ويفقدوها لمجرد السعي للحصول على الطعام"، وأضاف أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش "يُحمّل المسؤولية لأي طرف يعيق إيصال المساعدات ويستهدف المدنيين".
وأثارت خطة توزيع المساعدات، التي تُشرف عليها "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، انتقادات من قبل منظمات إنسانية دولية، اتهمت المؤسسة بعدم الالتزام بالمبادئ الإنسانية. ورفضت الأمم المتحدة التعاون معها، مشيرة إلى أن هدفها قد لا يكون إنسانيًا بحتًا بل "يخدم أهدافًا عسكرية".
في سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن مساء الثلاثاء، سُمع على إثره دوي انفجارات في أجواء القدس.
وتعد هذه ثالث عملية من نوعها خلال أيام، وسط تصاعد الهجمات التي يشنها الحوثيون على إسرائيل منذ بدء الحرب.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تواصل فيه إسرائيل عملياتها المكثفة في قطاع غزة منذ 17 من أيار/مايو، معلنةً أن هدفها القضاء على حركة حماس وتحرير الرهائن.
وبحسب وزارة الصحة التابعة لحماس، ارتفع عدد القتلى في القطاع إلى 54,510 منذ السابع من أكتوبر، بينهم آلاف النساء والأطفال، في ظل تحذيرات أممية من مجاعة تهدد كامل سكان القطاع.
أما في إسرائيل، فقد أعلن الجيش مقتل ثلاثة من جنوده في مواجهات بشمال غزة، ليرتفع عدد القتلى في صفوفه منذ بدء الحرب إلى 424.