لم تتبن الولايات المتحدة الخميس مجددا ًمشروع قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، في خطوة أثارت استياءً متزايداً بين الدول الأعضاء، التي ترى في الموقف الأميركي عائقاً أمام جهود إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 23 شهراً.
وأيدت النص 14 دولة من أصل 15 عضواً في المجلس، فيما استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) لحماية حليفتها إسرائيل. المشروع دعا كذلك إلى رفع القيود المفروضة على دخول المساعدات والإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
السفير الباكستاني عاصم إفتخار أحمد وصف الموقف الأميركي بأنه "لحظة قاتمة"، مضيفاً: "العالم يتفرج بينما يبكي الأطفال وتقلق الأمهات". أما مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع فوجه كلمة مباشرة إلى سكان غزة قائلاً: "سامحونا لأن هذا المجلس لم يستطع إنقاذ أطفالكم".
من جانبها، أكدت الدبلوماسية الدنماركية كريستينا ماركوس أن الهدف من إعادة طرح المشروع هو "إيصال رسالة أن المجلس لا يتخلى عن المدنيين الذين يموتون جوعاً ولا عن الرهائن".
الموقف الأميركي والإسرائيلي
المندوبة الأميركية مورغان ارتاغوس قالت إن "القرار غير مقبول"، مشددة على أن الأولوية يجب أن تكون للإفراج عن الرهائن واستسلام حماس. بينما اعتبر السفير الإسرائيلي داني دانون أن "القرارات ضد إسرائيل لن تحرر الرهائن ولن تحقق الأمن"، مؤكداً استمرار العمليات العسكرية.
مأساة إنسانية متصاعدة
ميدانياً، واصل الجيش الإسرائيلي توسيع هجومه البري على مدينة غزة، ما أدى إلى نزوح جماعي جديد نحو الجنوب وسط ظروف إنسانية وصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها "لا تليق بالكرامة الإنسانية". وتشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين منذ اندلاع الحرب، بينما تؤكد إسرائيل مقتل أكثر من 1200 شخص على أراضيها خلال هجوم حماس.
وتتزامن هذه التطورات مع تقارير أممية تؤكد تفاقم المجاعة في غزة، فيما يواصل المدنيون النزوح تحت القصف والمعاناة من نقص حاد في المساعدات والخدمات الأساسية.