غادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قمة مجموعة السبع في كندا مساء الإثنين، قبل يوم من موعدها المقرر، على خلفية التصعيد المتسارع بين إسرائيل وإيران. وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أن "الرئيس سيغادر الليلة بعد العشاء مع قادة الدول، بسبب الأحداث الجارية في الشرق الأوسط".
وفي منشور عبر منصته "تروث سوشال"، دعا ترامب سكان العاصمة الإيرانية طهران إلى "إخلائها فورًا"، مشددًا على أن "إيران لا يجب أن تمتلك سلاحًا نوويًا"، دون تقديم تفاصيل إضافية.
يأتي هذا التطور بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية بين الجانبين. وأعلنت إيران مساء الإثنين أنها أطلقت دفعة جديدة من الصواريخ على "إسرائيل"، في اليوم الرابع من المواجهات. من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، بهدف "دعم الوضع الدفاعي" وحماية القوات الأميركية، وفق ما أعلنه وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث.
في المقابل، صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من لهجته، متوعدًا بـ"القضاء على القيادة العسكرية الإيرانية واحدًا تلو الآخر". وأكد في مؤتمر صحافي أن "إسرائيل تنسق عن كثب مع الولايات المتحدة" لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، على حد قوله: "القضاء على البرنامج النووي الإيراني، تعطيل قدرات إيران الصاروخية، وإنهاء ما وصفه بمحور الإرهاب".
من جهتها، أفادت وسائل إعلام رسمية في طهران بأن إسرائيل شنت هجومًا على مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، ما دفع السلطات الإيرانية إلى إصدار إنذار بإخلاء مقري قناتين تلفزيونيتين إسرائيليتين (12 و14)، معتبرة ذلك "ردًا على الاعتداء".
في السياق ذاته، أعرب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال مكالمة هاتفية مع وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بالإضافة إلى مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عن قلق بلاده من أنّ "العدوان الإسرائيلي يأتي في وقت حساس من المفاوضات النووية، ويشكل ضربة للدبلوماسية".
على صعيد متصل، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن السعي لتغيير النظام في إيران بالقوة سيكون "خطأ استراتيجيًا"، مؤكدًا خلال قمة السبع في كاناناسكيس بكندا، أن "أي زعزعة للاستقرار في إيران قد تؤدي إلى تداعيات أمنية وجيوسياسية عميقة في المنطقة".
في غضون ذلك، أعلن الهلال الأحمر الإيراني مقتل ثلاثة من عناصره في ضربة جوية إسرائيلية أثناء تأديتهم لمهامهم الإغاثية في العاصمة طهران مساء الإثنين.
وقالت المنظمة في بيان إن "هذه الحادثة لا تشكل جريمة ضد القانون الإنساني الدولي فحسب، بل هي أيضًا هجوم واضح على الإنسانية والأخلاق"، مشيرة إلى أن الضحايا كانوا يساعدون المصابين في حي الشهيد باقري شمال غرب العاصمة.
وفي مقابلة متلفزة مع شبكة "إيه بي سي" الأميركية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن اغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي من شأنه أن "يضع حداً للنزاع" بين البلدين.
وردًا على تقارير تفيد بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد عارض خطة إسرائيلية لاستهداف خامنئي خشية التصعيد، أكد نتانياهو أنّ "هذا لن يؤدي إلى تصعيد النزاع، بل إلى نهايته"، مضيفًا أنّ "إيران تسعى إلى حرب أبدية، وإسرائيل تعمل على منع هذا العدوان والتصدي لقوى الشر"، على حد تعبيره.
ومع استمرار التصعيد، تتزايد المخاوف الدولية من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة إقليمية شاملة، قد تُنهي الجهود الدبلوماسية وتؤدي إلى موجة جديدة من التوتر وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.