قالت وكالات إخبارية إن 28 شخصا قتلوا في العراق خلال الاحتجاجات الدامية التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة أيام. وامتدت المظاهرات من العاصمة بغداد إلى محافظات أخرى في جنوب البلاد الذي تسكنه أغلبية شيعية. كما خرجت مظاهرات أيضا في المحافظات الشمالية.
وقالت الشرطة إنها تواجه متظاهرين مسلحين بشكل أوسع مؤخرا، وإن شرطيين قتلا في مدينة الديوانية جنوب بغداد. وقال مراسلنا في بغداد أشرف العزاوي إن الحكومة فرضت حظر التجول الشامل في العاصمة بغداد ومنعت المتظاهرين من الوصول إلى ساحة الطيران التي كانت مركز المظاهرات منذ انطلاقها.
وأضاف العزاوي إن هذا الإجراء جعل المظاهرات مناطقية، حيث توزع المحتجون على مختلف المناطق.
ويطالب المتظاهرون بإنهاء المحاصصة الطائفية والسياسية والحزبية وتقديم الفاسدين إلى العدالة وتوفير فرص عمل وإنهاء نقص الخدمات بكل أشكاله.

Anti-government protesters burn an armored vehicle belonging to the Federal Police Rapid Response Forces during a protest in Baghdad Source: AP Photo/Hadi Mizban
كما رفع المتظاهرون صور الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي الذي أشعل إبعاده عن منصبه في قيادة قوات مكافحة الإرهاب غضبا واسعا في الشارع العراقي
أحد أبطال التحرير
ولد عبد الوهاب الساعدي عام 1963 في مدينة الصدر حيث ما زال يسكن حتى الآن. تخرج من الكلية العسكرية العراقية ثم من كلية الأركان عام 1996 وعمل محاضرا بها.
بزغ نجمه في العراق مع توليه منصب نائب قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب في لحظة فارق من عمر العراق. تم تكليفه بالمنصب بعد سقوط مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق بيد تنظيم داعش.

Lt. General Abdul-Wahab al-Saadi, commander for the Iraqi counterterrorism forces' operation to re-take Fallujah Source: AP
وبرز أسم الجهاز تحت قيادته، حيث شارك بشكل حاسم في معارك بيجي وتكريت والفلوجة وأم المعارك الموصل. الساعدي الذي يبلغ من العمر 56 عاما أصيب عدد من المرات خلال معارك تحرير العراق من داعش.
وقال مراسلنا أشرف العزاوي "يمكن القول أنه أحد أبطال عملية تحرير المناطق التي سيطر عليها داعش ومنها محافظة الموصل." وأضاف "الساعدي يتمتع بشعبية كبيرة حتى في محافظة نينوى رغم أنه يسكن في مدينة الصدر، وقام الأهالي هناك بنصب تمثال له إلا أن الستار لم يزح عنه بطلب من القيادات العسكرية والحكومة العراقية."
وقال العزاوي "الحكومة قالت وقتها إن التمثال قد يسبب حساسية للقيادات الأخرى التي ساهمت في عملية التحرير."
وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي قد أصدر أمرا مفاجئا بإبعاد الساعدي عن قيادة جهاز مكافحة الإرهاب إلى دائرة الإمرة في وزارة الدفاع العراقية وهو ما رفضه الساعدي. وقال الفريق إن عبد المهدي أبلغه بالأمر عن طريق الهاتف دون أن يوضح سبب الإقدام على تلك الخطوة.

Lt. Gen. Abdul-Wahab al-Saadi, front center, and his team monitor Islamic State positions in the Old City of Mosul, Iraq. Source: AP
وقال الساعدي إن قرار الإبعاد "إهانة وعقاب" ويوجه إهانة إلى تاريخه العسكري.
وقال مراسلنا في بغداد "القرار كان بطلب من رئيس جهاز مكافحة الإرهاب طالب شغاتي الذي يشغل هذا المنصب منذ 13 عاما.
ورفض الساعدي الامتثال للقرار وطالب بإعفائه من الخدمة وإحالته إلى التقاعد لكن عبد المهدي لم يستجب لتلك الطلبات. وبالفعل امتثل الساعدي للقرار الذي اعتبره ظالم ومجحف بحقه.
وقال العزاوي "الكثيرون رفعوا صوره وقالوا إنه يستحق الترقية لا الإبعاد عن قيادة عسكرية مهمة." وأضاف "الساعدي له شعبية كبيرة في الشارع العراقي، والكل متعاطف معه لأنهم يعتبرون أنه قدم شيئا للعراق وليس لجهة معينة."