أتى ذلك الهجوم بعد يوم من تحذير موسكو أنها ستستأنف استهداف العاصمة الأوكرانية التي عاشت هدوءً نسبيا لنحو اسبوعين.
جاء القصف المتجدد على كييف وإراقة الدماء فيها في وقت نبه فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن "تصفية" آخر المقاتلين الأوكرانيين الموجودين في مدينة ماريوبول الساحلية التي تحاصرها القوات الروسية "سينهي المفاوضات" مع موسكو.
وقال زيلينسكي في مقابلة مع الموقع الإخباري "أوكرانسكا برافدا" إن "تصفية جنودنا ورجالنا (في ماريوبول) سينهي المفاوضات" من أجل السلام، مشيرا الى أن الطرفين سيجدان نفسيهما في "مأزق".
استمرت محادثات السلام منذ بداية القتال لكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة.

Ukainian President Volodymyr Zelensky stands in the town of Bucha, northwest of the Ukrainian capital Kyiv, on April 4, 2022. Source: Getty
وقال مسؤولون روس إنهم يسيطرون بشكل كامل على مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة والمدمرة، على الرغم من أن المقاتلين الأوكرانيين لا يزالون يحتمون داخل مصانع الصلب الشبيهة بقلاع حصينة.
وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو على وسائل التواصل الاجتماعي عن وقوع انفجارات في دارنيرسكي، قائلا إن شخصا قتل في الهجوم ونقل عدد آخر إلى المستشفيات.
وتصاعد الدخان من منطقة دارنيرسكي في جنوب شرق العاصمة بعد ما وصفته موسكو بضربات "عالية الدقة بعيدة المدى" على مصنع للأسلحة.
وأضاف "ليس سرا أن جنرالا روسيا قال مؤخرا إنهم مستعدون لشن هجمات صاروخية على العاصمة الأوكرانية".
وتم تكثيف تواجد الشرطة والجيش حول مصنع الأسلحة المستهدف، بعد يوم على شن القوات الروسية هجوما مماثلا على مصنع لانتاج صواريخ نبتون التي تقول كييف وواشنطن إنها أغرقت البارجة الروسية موسكفا في البحر الأسود الخميس.
وقال مكتب المدعي العام إن ضربة صاروخية روسية على حي سكني في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا في شمال شرق البلاد، أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة 18 آخرين السبت.
عقوبات
وسط تصعيد العقوبات ضد روسيا بعد غزو الرئيس فلاديمير بوتين أوكرانيا في 24 شباط/فبراير، أعلنت موسكو السبت حظر دخول رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والعديد من كبار المسؤولين البريطانيين.
وقالت وزارة الخارجية في بيان "هذه الخطوة اتخذت ردا على الحملة الإعلامية والسياسية التي تقوم بها لندن وتهدف إلى عزل روسيا دوليا وتهيئة الظروف لتقييد بلادنا وخنق الاقتصاد المحلي".
واتهمت الوزارة لندن بارتكاب "أعمال عدائية غير مسبوقة"، في إشارة إلى العقوبات المفروضة على كبار المسؤولين الروس و"إمداد نظام كييف بأسلحة فتاكة".

Başkan Vladimir Putin, Beyaz Rusya Devlet Başkanı Alexander Lukashenko ile Vostochny Uzay Üssü'nde yaptığı görüşme sırasında Source: Getty Images
وتشمل القائمة السوداء الروسية للعقوبات نائب رئيس الوزراء دومينيك راب ووزيرة الخارجية ليز تراس ووزير الدفاع بن والاس.
وكان هجوم السبت على العاصمة الأوكرانية من بين أولى الضربات منذ أن بدأت القوات الروسية الغازية الانسحاب من مناطق حول كييف الشهر الماضي، وبدلاً من ذلك حولت تركيزها على السيطرة على منطقة دونباس الشرقية.
التركيز على الشرق
ووفقا لزيلينسكي، قُتل حوالي 2500 إلى 3000 عسكري أوكراني خلال الحرب، في حين قدّر أن روسيا خسرت ما بين 19 ألفا إلى 20 ألف عسكري. وأضاف الرئيس الأوكراني أن حوالي 10 آلاف عسكري أوكراني أصيبوا وأنه "من الصعب تحديد عدد الذين سينجون منهم".
ونقلت الوكالة الأوكرانية المستقلة للأنباء عن نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك قولها إن روسيا تحتجز ألف مدني و700 عسكري أوكراني أسرى. في المقابل تحتجز أوكرانيا نحو 700 عسكري روسي أسرتهم في الحرب.
ويبدو أن تركيز روسيا العسكري الآن ينصب على الاستيلاء على منطقة دونباس الشرقية، حيث يسيطر الانفصاليون المدعومون من روسيا على منطقتي دونيتسك ولوغانسك.
وسيسمح ذلك لموسكو بإنشاء ممر جنوبي إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا وقد حضت السلطات الأوكرانية الناس في المنطقة على التحرك سريعا إلى الغرب قبل هجوم روسي واسع النطاق.
ودعا حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي السكان إلى المغادرة في رسالة عبر تلغرام جاء فيها "طالما الفرصة سانحة أخلوا" المنطقة، محذرًا من احتمال استخدامهم كدروع بشرية إذا بقوا.

Ukraine, Kyiv region, April 2022 - Russian forces have been shooting civilians. Source: AFP
هذا وهاجمت القوات الروسية السبت مصفاة نفط خارج بلدة ليسيتشانسك القريبة من خط المواجهة في شرق أوكرانيا، ما أدى إلى تصاعد أعمدة من الدخان الأسود في السماء.