ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغرب يوم الخميس مساعدته في "وقف الحرب" على بلاده، في وقت أسفرت ضربات روسية عن 27 قتيلًا على الأقلّ في شمال شرق أوكرانيا، بعد ثلاثة أسابيع على بدء هجوم موسكو التي لا يصدر عنها أي إشارة تهدئة رغم تواصل المفاوضات.
وأفاد دبلوماسيون لوكالة فرانس برس الخميس بأن روسيا تراجعت عن طلب تصويت في مجلس الأمن الدولي الجمعة على مشروع قرار يتعلق بالحرب في أوكرانيا، بسبب غياب الدعم.
وقال سفير طلب عدم كشف هويته "لقد طلبوا رعاية مشتركة" لنصهم الذي قالوا إنه يركز على القضايا الإنسانية، لكنهم "لم يتلقوا ردا"، ملمحا بذلك إلى أن الصين والهند لم تدعما المبادرة الروسية المثيرة للجدل وأنهما لم تكونا لتصوتا تأييدا لها.
وأكدت روسيا الخميس عزوفها عن طرح مشروع القرار خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن طالبت به الدول الغربية.

The results of a vote at the UN General Assembly are displayed on a screen during a special session on the violence in Ukraine on March 02,2022 in New York City Source: Getty
وأكد الكرملين أن نعت الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مجرم حرب"، "مرفوض ولا يغتفر" من رئيس دولة قتلت بقنابلها مئات الآلاف من البشر حول العالم.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: "نعتبر أن مثل هذه اللهجة غير مقبولة ولا تغفر، لا سيما من رئيس دولة قتلت بقنابلها مئات الآلاف من الأشخاص حول العالم".
وكانت روسيا تعرضت لانتقادات واسعة من جانب دول عدة في مجلس الأمن بشأن مبادرة مشروع القرار ذي الطابع الإنساني "منددة بالهجمات على المدنيين" ومطالبة بحماية للمدنيين لضمان خروجهم من المدن الأوكرانية.
وحذّر وزراء خارجية دول مجموعة السبع في إعلان مشترك الخميس من أن مرتكبي جرائم الحرب في أوكرانيا "سيُحاسبون" أمام القضاء الدولي. وأعلنوا أن "عمليات جمع الأدلّة جارية".
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي إن الهجمات الروسية على مدنيين في أوكرانيا تشكل "جرائم حرب".
وأكد زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو أمام مجلس النواب الألماني (بوندستاغ) من العاصمة الأوكرانية التي تتعرّض للقصف، "هناك شعب يتم تدميره في أوروبا". وأضاف "ساعدونا على وقف هذه الحرب". وقد لقي ترحيبًا حارًا من النواب الألمان الذين صفقوا له وقوفًا.
وتوجهت الأنظار أيضًا الخميس إلى ماريوبول المدينة الساحلية الاستراتيجية المحاصرة في جنوب شرق البلاد. واتّهم زيلينسكي مساء الأربعاء سلاح الجو الروسي بأنه "تعمد" قصف مسرح لجأ إليه مئات السكان .
وبحسب وزير الثقافة الإيطالي، فإن روما "مستعدة لإعادة بناء المسرح". وكتب على تويتر "وافقت الحكومة على اقتراحي تقديم الموارد والوسائل لأوكرانيا لإعادة بنائه في أسرع وقت ممكن". وأضاف "مسارح جميع البلدان ملك للبشرية جمعاء".

Volodymyr Zelensky em pronunciamento à populaçào ucraniana nesse sábado. De Kiev, que está sendo bombardeada, ele diz que Rússia pagará caro caso tome a cidade. Source: Ukrinform/ABACAPRESS.COM
وقال زيلينسكي "يجب على العالم أن يعترف أخيرًا بأن روسيا أصبحت دولة إرهابية".
وفي سياق متصل، ناشد النجم والممثل العالمي أرنولد شوارزنيجر الجنود الروس والجمهور الاستماع إلى "الحقيقة" بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا ، واصفا إياها بـ "الأزمة الإنسانية" التي أودت بحياة "آلاف الجنود".
وبعد ظهر الخميس، أكدت بلدية ماريوبول التي سبق أن أعلنت أن "أكثر من ألف" شخص كانوا في ملجأ تحت المسرح، أنها لا تزال تجهل حصيلة الضربة التي دمّرت جزءًا كبيرًا من المبنى.
ونفت وزارة الدفاع الروسية أن تكون قواتها قصفت المسرح ملقية المسؤولية على كتيبة آزوف القومية الأوكرانية التي سبق أن اتهمتها بالوقوف خلف قصف مستشفى للتوليد الأسبوع الماضي في ماريوبول.
وضع "حرج" في ماريوبول
أفادت بلدية ماريوبول بأن الوضع "حرج" مع قصف روسي "متواصل" ودمار "هائل". وأضافت "تفيد التقديرات الأولية بأن 80 % من مساكن المدينة دمرت".
وأشارت إلى أنه تم إجلاء 30 ألف شخص من المدينة خلال أسبوع، إلا أن "أكثر من 350 ألفا من سكان ماريوبول يواصلون الاختباء في ملاجئ أو طوابق سفلية بسبب القصف المتواصل".
وقُتل أكثر من 2100 شخص في ماريوبول منذ بدء الحرب، بحسب الأوكرانيين. وقال أشخاص تمكنوا من الفرار من المدينة في الأيام الأخيرة إلى زابوريجيا الواقعة في أقصى الغرب، إنهم أذابوا الثلج ليشربوا ويعدّوا القليل من الطعام على موقد.
مساعدات عسكرية ضخمة لأوكرانيا
في واشنطن، قال الرئيس الأميركي ردا على سؤال لصحافي عن نظيره الروسي "إنه مجرم حرب".
وقال وزير الخارجية الأميركي الخميس في مؤتمر صحافي "استهداف مدنيين عمدًا هو جريمة حرب. بعد هذا الكمّ من التدمير في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، أرى أنه من الصعب استنتاج أن الروس لا يفعلون ذلك".
قبيل ذلك، أكد بايدن أن بلاده ستقدم مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 800 مليون دولار إلى كييف، مشيرا إلى مبلغ "غير مسبوق" بقيمة مليار دولار في أسبوع واحد لدعم جيش كييف.

US President Biden has also announced an additional $800 million in military aid to Ukraine Source: AAP Image/AP Photo/Patrick Semansky
عمليات قصف مميتة
ويفترض أن تدعم المساعدة العسكرية الأميركية كييف في مقاومتها القوات الروسية التي لم تتمكن من إعلان سيطرتها على أي مدينة أوكرانية كبيرة. لكن الجيش الروسي حقق تقدما واضحا في الجنوب منذ بدء غزوه في 24 شباط/فبراير.
في نوفي بيتريفتسي الواقعة في منطقة كييف، تسببت نيران مدفعية ثقيلة بمقتل طفل يبلغ عامين وجرح أربعة أشخاص، بحسب الشرطة المحلية.
وتتواصل عمليات القصف أيضًا في خاركيف (شمال شرق) ثاني أكبر مدينة في البلاد، حيث قُتل 500 شخص على الأقل منذ بدء الحرب.
"اتفاق أمني جماعي"
رغم التصميم الذي يظهره المعسكران، تتواصل المفاوضات على خطّ موازٍ عبر الفيديو على مستوى وفود.
وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أثناء زيارة له إلى لفيف في غرب أوكرانيا، أن كييف "قدّمت عرضًا لاتفاق أمني جماعي: الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى تركيا وألمانيا".
وسبق أن رفضت أوكرانيا الأربعاء الاقتراح الروسي بأن تكون كييف محايدة على غرار السويد أو النمسا، مطالبة بـ"ضمانات أمنية مطلقة" في وجه روسيا.

The regional assistance centre for Ukrainian refugees in KV Arena in Karlovy Vary, Czech Republic, on March 9, 2022. Ukrainians are fleeing the war after Ukrain Source: AAP Image/Slavomir Kubes CTK via AP Images
ويبدو أن روسيا المستهدفة بعقوبات غربية صارمة، تجنّبت حتى الآن التخلف عن سداد دينها.



