قالت وكالة الدفاع المدني في غزة إن خمسة صحفيين كانوا من بين 20 شخصًا على الأقل قتلوا يوم الاثنين عندما استهدفت الضربات الإسرائيلية مستشفى في الجنوب، بينما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أسفه إزاء «الحادث المأساوي».
وأصدرت كل من وكالة رويترز للأنباء وأسوشييتد برس وقناة الجزيرة بيانات تنعى الصحفيين الذين قتلوا، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه سيحقق في الحادث.
وشهد مستشفى ناصر جنوبي غزة، جنازة جماعية للصحفيين، بينهم مصور وكالة رويترز حسام المصري، ومصور الجزيرة محمد سلامة، والصحفية مريم أبو دقّة، إضافة إلى صحفي شبكة "إن بي سي" معاذ أبو طه. وأفادت وكالة رويترز بأن المصري كان يبث مباشرة من موقع الحدث قبل أن ينقطع البث لحظة الضربة، فيما أدانت الجزيرة ما اعتبرته "جريمة مروعة تستهدف الصحفيين ضمن حملة ممنهجة لإسكات الحقيقة".

According to the International Federation of Journalists, at least 195 journalists and media workers have been killed in the Hamas-Gaza conflict since October 2023. Source: SBS
فيما أكدت منظمة الصحة العالمية أن القصف أصاب أقسام الطوارئ والجراحة والجناح الداخلي في المستشفى، أحد آخر المرافق الطبية العاملة في القطاع. وأعربت جمعية الصحافة الأجنبية عن "غضب وصدمة" من استهداف الإعلاميين، فيما تشير إحصاءات الاتحاد الدولي للصحفيين إلى مقتل نحو 200 إعلامي منذ اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
الحرب التي دخلت عامها الثاني تسببت، بحسب وزارة الصحة في غزة، في مقتل أكثر من 62,700 شخص، فيما تقول إسرائيل إنها تخوض معركتها رداً على هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الذي أوقع أكثر من 1200 قتيل على أراضيها وأدى إلى أسر أكثر من 200 شخص.
العفو الدولية: تدمير قرى جنوب لبنان "جريمة حرب"
في سياق متصل، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً اتهمت فيه الجيش الإسرائيلي بارتكاب "تدمير واسع ومتعمد" في عشرات القرى الحدودية بجنوب لبنان خلال حربه الأخيرة مع حزب الله، واعتبرت ذلك "جريمة حرب" تستوجب تحقيقاً دولياً.
وأوضحت المنظمة أن أكثر من 10 آلاف منشأة مدنية تعرضت للتدمير أو الضرر بين تشرين الأول/أكتوبر 2024 وكانون الثاني/يناير 2025، معظمها بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. واستندت المنظمة إلى صور أقمار اصطناعية ومقاطع فيديو تُظهر جنوداً إسرائيليين وهم يزرعون المتفجرات داخل منازل ويجرفون طرقات وحدائق وملاعب. الاتفاق كان قد نص على انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني وتفكيك بناه العسكرية، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي تقدمت إليها. لكن إسرائيل أبقت على تمركزها في خمسة مرتفعات استراتيجية، ما يعرقل عملية إعادة الإعمار. ووفق تقديرات البنك الدولي، يحتاج لبنان إلى 14 مليار دولار لبدء عملية التعافي وإعادة الإعمار، في وقت تعوّل فيه الحكومة اللبنانية على دعم خارجي، خصوصاً من دول الخليج.
تحركات أميركية لإعلان تفاهمات إسرائيلية – سورية
وفي تطور إقليمي، ذكرت قناة "i24" الإسرائيلية أن الإدارة الأميركية تستعد لإعلان تفاهمات أمنية بين إسرائيل وسوريا قبل انعقاد الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر القادم. المصدر أوضح أن هناك احتمالات للتوصل إلى "اتفاقات محددة" حول قضايا أمنية إذا استمرت المفاوضات بالوتيرة الحالية. ونُقل عن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، توم باراك، أن الطرفين "يتفاوضان بحُسن نية"، لكنه شدد على أن الاتفاق لم ينضج بعد ويحتاج إلى مزيد من العمل لتذليل العقبات الفنية والسياسية. وتأتي هذه التحركات في إطار مساعٍ أميركية لخفض التصعيد في جنوب سوريا وفتح مسارات إنسانية وأمنية متبادلة، مع بحث ترتيبات لمناطق منزوعة السلاح أو تفاهمات حدودية أوسع. ويرجح أن يتضح المسار النهائي لهذه المفاوضات قبيل اجتماعات نيويورك المقبلة.