كشفت كريسي باريت، أول امرأة تتولى قيادة الشرطة الفيدرالية الأسترالية، عن بعض خطواتها المبكرة في منصبها الجديد.
استهلت كريسي باريت مهامها بتحذير للأفراد والجماعات والجهات الأجنبية التي تسعى لإثارة الخوف في المجتمع: "سنتخذ الإجراءات اللازمة".
وصرحت باريت لشبكة SBS أن قيادتها ستتميز بالتركيز على التماسك الاجتماعي.
وفي أيامها الأولى في المنصب الجديد، عدّلت باريت بيان مهمة الوكالة ليشمل "الدفاع" عن أستراليا وحمايتها من التهديدات الأمنية المحلية والعالمية.
وقالت: "تستخدم الدول الأجنبية وكلاء إجراميين لزعزعة استقرار خصومها".
وتابعت: "ببساطة، سينصبّ معظم عملنا الآن وفي المستقبل على ردع وتعطيل والتصدي للتهديدات الأمنية، سواءً أكانت علنية أم خفية".

Krissy Barrett farewells former AFP commissioner Reece Kershaw during a ceremony in Canberra on Friday. Source: AAP / Mick Tsikas
"إلى الأفراد والجماعات الذين يسعون إلى تمزيق نسيجنا الاجتماعي من خلال إثارة الكراهية أو الخوف في المجتمع... احذروا، سنتخذ الإجراءات اللازمة."
"التداخل" بين حرب العصابات وحروب الوكالات الأجنبية
قامت باريت بإنشاء فرق تحقيقات أمنية وطنية في جميع أنحاء البلاد مع إمكانية الوصول إلى معلومات "الجهات الخمس الأمنية" الاستخباراتية.
أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا ونيوزيلندا جزء من تحالف "العيون الخمس" - الذي يتشارك في معلومات التجسس والبشرية والسيبرانية والدفاعية.
قالت باريت: "إن الوصول إلى تلك المعلومات الاستخباراتية يُعدّ رصيدًا هائلًا في ترسانتنا".
"هناك سيناريوهات قد لا تمتلك فيها الشرطة الفيدرالية الأسترالية القدرة على اتخاذ إجراء معين، ولكن شركاءنا في الخارج قد يتمكنون من ذلك".
ووفقًا لباريت، يُعدّ هذا أمرًا بالغ الأهمية في مكافحة الاضطراب الذي ترعاه بعض الدول.
وتابعت: "في حين نرى عادةً أن الجريمة المنظمة تقتصر على العصابات، نرى جهات حكومية أجنبية تستخدم أساليب أكثر تقليدية للتأثير على سيادة بلدنا. نشهد الآن تداخلًا بين تلك المهام".
وتعهدت باريت باستخدام "الشبكة الدولية" للشرطة الفيدرالية الأسترالية لاستهداف شخصية معروفة في الجريمة المنظمة مرتبطة بالتبغ غير المشروع، وهو "شخص ذو صلة" في هجوم كنيس عداس إسرائيل في ملبورن.
هذا وقد ألقت الحكومة الفيدرالية وجهاز الاستخبارات الأمنية الأسترالي (ASIO) باللوم على إيران في هذه الحادثة، قائلةً إنها واحدة من هجومين معاديين للسامية نفّذهما فرعٌ من الحرس الثوري الإيراني.
وطُرد السفير الإيراني لدى أستراليا في أغسطس/آب، وأعلنت الحكومة أنها ستُعدّل قوانين الإرهاب للسماح بإدراج كيانات الدول الأجنبية ضمن قائمة "الدول الراعية للإرهاب" ردًا مباشرًا على هجمات الحرس الثوري الإيراني.

Krissy Barrett and Prime Minister Anthony Albanese at a press conference at Parliament House in Canberra in August. Source: AAP / Mick Tsikas
في فبراير، وخلال تقييمه السنوي للتهديدات، ربط رئيس جهاز الاستخبارات الأمنية الأسترالي (ASIO)، مايك بيرجس، تصاعدًا في معاداة السامية بهجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل والحرب التي تلته في غزة.
وأضافت باريت أن مثل هذه الأحداث أدت إلى تصاعد العنف بدوافع سياسية، مع تضاعف التهديدات ضد السياسيين.
وقالت: "نرى جماعات وأفرادًا يسعون إلى إلحاق ضرر بالغ بتماسكنا الاجتماعي، ويسعون إلى تبني الكراهية... بسبب العرق أو الدين".
وأضافت: "إنهم يسعون إلى بثّ الخوف في المجتمعات".
وأفاد مبعوثا أستراليا المعنيان بمعاداة السامية والإسلاموفوبيا بزيادة قدرها خمسة أضعاف في التمييز والعنف ضد المجتمعات اليهودية والمسلمة على التوالي منذ هجوم عام 2023 على إسرائيل.
في أغسطس/آب، شارك آلاف الأستراليين في احتجاجات مناهضة للهجرة في شوارع سيدني وملبورن، بما في ذلك جماعات النازيين الجدد.
وقال باريت: "الأحداث في الخارج، في الشرق الأوسط، في روسيا، وأوكرانيا، وحتى في الولايات المتحدة، لها صداها هنا في أستراليا".
وأضافت: "وأعتقد أننا جميعًا شهدنا ذلك يتجلى حرفيًا في شوارعنا".