واجه رئيس الوزراء سكوت موريسون رد فعل عنيف بعد أن أشار إلى أن استجابة حكومته للحصول على التأشيرات للأوكرانيين يمكن أن تعكس نهج أولئك الفارين من أفغانستان من خلال ما وصفه بـ "استكمال" برنامج الهجرة الحالي.
قال موريسون يوم الثلاثاء إن الحكومة الفدرالية تدرس مسارًا على غرار برنامج لاجئي كوسوفو للمواطنين الأوكرانيين الذين يسعون إلى الهرب من الغزو الروسي.
جاءت التعليقات في إشارة إلى تأشيرات الملاذ الآمن المؤقتة والتي تم تقديمها آنذاك لمواطني كوسوفو الفارين من الصراع بين كوسوفو وصربيا في أواخر التسعينيات.
وقال موريسون للصحفيين في كانبرا "إذا تطلب ذلك استكمال برنامجنا الحالي مثل برنامج أفغانستان الذي نعمل عليه حاليا، فسنقوم بذلك".
لكن تعليقات موريسون تعرضت لانتقادات كبيرة لأنها وصفت بأنها تحايل على رد فعل حكومته للأشخاص اللاجئين من أفغانستان، والتي لم تقدم أماكن إضافية خارج الحد الأقصى الحالي لبرنامج طالبي اللجوء الإنساني في أستراليا.
Prime Minister Scott Morrison at a press conference after a National Security Committee meeting at Parliament House in Canberra, Tuesday, 1 March, 2022. Source: AAP / MICK TSIKAS/AAPIMAGE
قال متحدث باسم الحكومة لقناة SBS الإخبارية إن موريسون لم يقصد الإشارة إلى ذلك، وبدلاً من ذلك فإن اللاجئين الأوكرانيين سيتمكنون من التقديم على أماكن إضافية أعلى من الحد الأقصى الحالي.
وأوضح المتحدث أن هذا الاحتمال نفسه ظل مطروحًا على طاولة برنامج أفغانستان، مع وصف الأمر بأنه "مجرد بداية وليس سقف أعلى".
هذا وقد قامت منظمات حقوقية بالدعوة إلى الضغط على الحكومة الأسترالية لتقديم تأشيرات لأولئك الفارين من أوكرانيا وأفغانستان بالإضافة إلى الحد الأقصى لاستقبال اللاجئين في أستراليا والبالغ 13750 تأشيرة إنسانية.
التزمت أستراليا باستقبال 10000 لاجئ من أفغانستان على مدى السنوات الأربع المقبلة في إطار البرنامج الإنساني و5000 لاجئ آخر في برنامج تأشيرة الأسرة.
قال تيم كوستيلو، المدير التنفيذي لـ Micah Australia - ائتلاف من المنظمات المسيحية - إن الأزمتين في أفغانستان وأوكرانيا أشارتا إلى الحاجة إلى توسيع برنامج التأشيرات الإنسانية في أستراليا وعرض التزامات التأشيرة خارج السقف الحالي.
وصرح لقناة SBS الإخبارية: "تحدث وقل كما شئت إننا كرماء ولكننا في الواقع لا نزيد الأماكن المخصصة للأفغان والأوكرانيين، فهذا ببساطة ليس جيدًا بما يكفي".
تلقت وزارة الداخلية أكثر من 145000 طلب للحصول على تأشيرات إنسانية من الأشخاص الفارين من أفغانستان وحدها.
وتشير تقديرات مجلس الشيوخ إلى أن جلسة الاستماع في فبراير/ شباط الماضي قد كشفت أن حوالي 1000 تأشيرة لاجئ فقط قد مُنحت للأشخاص الفارين من أفغانستان، من إجمالي 3000 تأشيرة قد تم إتاحتها في أغسطس/آب من العام الماضي.
قالت شابنام صفا، وهي لاجئة سابقة من أفغانستان وعضو في شبكة حقوق اللاجئين الأفغانية الأسترالية، إن التقدم البطيء في الاستجابة الحكومية يُظهر الحاجة الماسة لتخصيص التأشيرات بالإضافة إلى الحد الأقصى الحالي للشؤون الإنسانية.
Refugiados em um shopping centre que virou abrigo para refugiados ucranianos na Polônia Source: ABACA / Laine Nathan/ABACA/PA
وقالت لـSBS الإخبارية: "بدون زيادة أعداد التأشيرات، ستكون فترات الانتظار طويلة جدا بالنسبة للأشخاص القادمين من أفغانستان".
"لا توجد أية وسيلة تمكن الحكومة من تلبية مطالب تأشيرة الحماية الإنسانية المتزايدة".
"علاوة على ذلك، ستضع الأزمة من أوكرانيا مزيدًا من الضغط على هذا البرنامج".
وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 700 ألف شخص فروا من أوكرانيا إلى الدول المجاورة منذ بدء الغزو الروسي.
سارعت الحكومة الأسترالية في تتبع حوالي 430 طلب تأشيرة عبر مسارات مختلفة من المواطنين الأوكرانيين مع معالجة جميع "الطلبات المعلقة".
لكن موريسون أشار إلى أن الحكومة تتلقى الآن 100 طلب يوميًا، مع "معالجة طلبات التأشيرات كأولوية قصوى".
وقال: "نقوم بتحضير خيارات لدعم الجهود الإنسانية الأوسع نطاقًا من أجل الحصول على برامج مثل تلك التي كانت لدينا قبل بضع سنوات".
"لا ينبغي لنا أن نفترض بأن كل شخص يسعى لمغادرة أوكرانيا لا يريد العودة إلى وطنه في وقت لاحق".
قالت الحكومة إن هذه التحديات الفريدة تعني أن الاستجابة التي يتم النظر فيها مختلفة عن مطالب إعادة التوطين طويلة الأجل للمواطنين الأفغان.
قال النائب السابق لسكرتير دائرة الهجرة أبو الريزفي - الذي عمل في برنامج تأشيرات كوسوفو السابق - في ذلك الوقت، إن الأماكن صُممت لتكون مؤقتة وتم تقديمها بالإضافة إلى برنامج التأشيرات الإنسانية.
وقال أبو الريزفي لـ SBS الإخبارية: "يبدو أن التوجه لعمل برنامج على غرار كوسوفو يبدو الآن مرجحًا - وهذا يعتمد على الافتراض- أن الوضع في أوكرانيا سيكون قصير المدى".
Ukraine refugee Source: Pavlo Palamarchuk/SOPA Images/LightRocket via Getty Images
"أظن أن أستراليا ستضطر إلى إرسال مسؤولي هجرة من جميع أنحاء العالم إلى وارسو [عاصمة بولندا] على الأرجح لإدارة كل هذه الطلبات".
وقال أبو الريزفي إن التحديات التي يواجهها مسؤولو الوزارة ستشمل معرفة من يجب وضعهم على أولوية الأماكن، وصعوبات التصديق على الهوية من اللاجئين وتقديم دعم إعادة التوطين في أستراليا، بما في ذلك متطلبات الإقامة والمعيشة.
كما دعا رئيس حكومة نيو ساوث ويلز دومينيك بيروتيه يوم الاثنين الحكومة الفدرالية إلى توفير أماكن للاجئين الأوكرانيين بالإضافة إلى الحد الأقصى السنوي.
هذا وقد خفضت الحكومة الأسترالية برنامجها السنوي للاجئين في عام 2020 بمقدار 5000 تأشيرة إلى الحد الأقصى الحالي البالغ 13750 تأشيرة، وقالت الحكومة إن الرقم الحالي يعكس الآثار العالمية لجائحة فيروس كورونا.
