ما هي تفاصيل خطة أستراليا المقترحة لمكافحة معاداة السامية؟

تأتي هذه الخطة بعد نحو أسبوع من هجوم حرق متعمّد على كنيس يهودي في ملبورن.

امرأة ذات شعر أشقر قصير تتحدث خلال مؤتمر صحفي بالخارج.

وسلمت مبعوثة أستراليا لمعاداة السامية، جيليان سيغال، تقريرها إلى الحكومة. Source: AAP / Dan Himbrechts

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

قدمت المبعوثة الأسترالية لمعاداة السامية، جيليان سيغال، خطة لمكافحة معاداة السامية، بعد «ارتفاع مقلق للغاية» في الجرائم ضد اليهود. وأطلقت سيغال الخطة إلى جانب رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي في سيدني يوم الخميس، وقالت إن التهديدات وأعمال التخريب الأخيرة جعلت «الأستراليين اليهود يشعرون بعدم الأمان الشديد».

وأضافت: "لقد رأينا السيارات تُحرق، والمعابد اليهودية تُحرق، وأفرادا من اليهود يتعرضون للمضايقة والهجوم. وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق".

ويتضمن التقرير المكون من 20 صفحة توصيات بتعليم الطلاب التاريخ والأشكال الحديثة لمعاداة السامية. يأتي ذلك، بعدما أقدم رجل يوم الجمعة، برش مدخل كنيس في ملبورن بسائل قابل للاشتعال وإضرام النار فيه، ضمن حادثة من عدة حوادث وقعت نهاية الأسبوع الماضي، تضمنت هتافات مسيئة خارج مطعم مملوك لإسرائيلي في الوسط التجاري للمدينة.
وأكدت سيغال وجود ارتفاع بنسبة 300% في التهديدات والتخريب والعنف الجسدي ضد اليهود الأستراليين، وأوضحت أن «الخطة لا تتعلق بمعاملة خاصة لمجتمع واحد، بل تتعلق باستعادة المساواة في المعاملة».

وتم تعيين سيغال في هذا المنصب في شهرتموز/ يوليو 2024 كردة فعل على ارتفاع جرائم الكراهية ضد اليهود الأستراليين عقب هجمات تشرين الأول/ أكتوبر 2023 التي شنتها حركة حماس على إسرائيل. فيما تم تعيين أفتاب مالك كمبعوث خاص لمكافحة الإسلاموفوبيا في أيلول/سبتمبر العام الماضي.

ما هي تفاصيل الخطة في التقرير؟

يقترح التقرير وضع تعريف متسق على المستوى الوطني لمعاداة السامية ليتم اعتماده على جميع مستويات الحكومة والمؤسسات العامة. وتوصي الخطة بتعزيز التشريعات لمواجهة «السلوك الباعث على الكراهية والترهيب»، بما في ذلك جرائم التشهير الخطيرة، والترويج العام للمشاعر المعادية السامية، وعرض الرموز النازية. وسيجري إنشاء قاعدة بيانات وطنية لضمان التسجيل المتسق للجرائم المعادية السامية.

كما تدعو الخطة إلى فرض تعليم منهجي إلزامي عن المحرقة ومعاداة السامية في المدارس، فضلاً عن تعزيز تدريس التاريخ والهوية والثقافة اليهودية. كما يقترح زيادة مراقبة المؤسسات الإعلامية لتشجيع التقارير العادلة والدقيقة.
A man and a woman speak during a press conference.
أنتوني ألبانيز يتحدث إلى جانب مبعوث أستراليا الخاص لمكافحة معاداة السامية جيليان سيغال في سيدني. Source: AAP / Dan Himbrechts
ولمعالجة معاداة السامية في الحرم الجامعي، سيقوم المبعوث بتطوير «بطاقة تقرير» لتقييم كيفية استجابة المؤسسات للحوادث وتنفيذ التدابير الوقائية. وقد تواجه الجامعات التي تخفق في التحرك بتطبيق هذه الخطه بتعرضها لتخفيض في التمويل الحكومي. كما تم اقتراح تكوين لجنة تحقيق عن معاداة السامية في الحرم الجامعي. وحيث إن السلامة الجسدية هي أولوية، دعت الخطة إلى تمويل مستمر ومتزايد للأمن في المدارس اليهودية والمعابد والمراكز المجتمعية.

وفي الفضاء الإلكتروني، أوصي التقرير بالعمل مع منصات التواصل الاجتماعي للحد من وصول "الروبوتات الآلية" التي «تزرع الفتنة الاجتماعية عمدًا» بالتنسيق مع مفوض السلامة الإلكترونية لمنع الذكاء الاصطناعي من تضخيم المحتوى المعادي للسامية.
كما تقترح الخطة ضمان عدم استخدام التمويل العام للمؤسسات الثقافية والفنانين والمذيعين لدعم الموضوعات المعادية للسامية. وسيشمل ذلك تضمين الشروط في اتفاقيات التمويل، وإزالة حالة متلقي الهدايا القابلة للخصم من المنظمات التي تروج لمعاداة السامية، والعمل مع وسائل الإعلام الممولة من القطاع العام لتطوير محتوى يدعم التماسك الاجتماعي.

وبما أن التثقيف والتوعية على مستوى المجتمع محوريان في الاستراتيجية، يقترح التقرير دمج التدريب على معاداة السامية في برامج المجتمع والرياضة والخدمات، بالإضافة إلى الدعم المتجدد للمهرجانات الثقافية اليهودية ومشاريع التراث. كما توصي بإعادة إنشاء المجلس اليهودي للفنون والثقافة.

وبموجب الخطة، ستتم مراجعة سياسات الهجرة والمواطنة لفحص المتقدمين للحصول على آراء متطرفة. إذ يمكن إلغاء تأشيرات أو ترحيل الأشخاص المتورطين في معاداة السامية. وأخيراً، يوصي التقرير بإطار شامل للرصد والتقييم، بما في ذلك التقارير السنوية، لتتبع التقدم المحرز وتأثير هذه المبادرات.

هل ستتبنى الحكومة التوصيات؟

رحب رئيس الوزراء أنتوني ألباميزي بالخطة وقال إن الحكومة «ستنظر بعناية» في توصياتها، وأوضح ألبانيزي: «هناك عدد من الأشياء التي يمكن تنفيذها بسرعة. وهناك عدد من الأشياء التي تتطلب العمل على مدار فترة زمنية. كما تتطلب بعض أجزاء من الخطة نهجًا طويل الأجل. يستدعي بعضها إجراءات من قبل حكومات الولايات. وبعضها الآخر يتطلب إجراءات من المجتمع. وما سنقوم به هو العمل بشكل بناء مع القائمين على هذه الخطة».

وإذا تبنت الحكومة هذه الإصلاحات المقترحة، فقد يستغرق ذلك بعض الوقت قبل أن تدخل حيز التنفيذ. فالتغييرات في المناهج المدرسية، على سبيل المثال، قد تتطلب تغييراً تشريعياً.

ارتفاع بأكثر من 300% في الحوادث المعادية للسامية

لاحظ التقرير ارتفاعًا بنسبة 316% في الحوادث المعادية للسامية بين أشهر تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأيلول/سبتمبر 2024، مع الإبلاغ عن أكثر من 2000 حالة من التهديدات والاعتداءات والتخريب والترهيب. وهذا يرتبط بانتشار الأيديولوجيات المتطرفة، سواء عبر الإنترنت أو خارجها، عبر منصات الإنترنت التي توصف بأنها «ناقلات لنظريات المؤامرة وخطاب الكراهية».

وفي حين تم الترحيب بالتدابير الأخيرة - بما في ذلك قوانين جرائم الكراهية الجديدة التي تم تمريرها في أوائل عام 2025 - يسلط التقرير الضوء على الثغرات، ومن بينها المؤسسات الأكاديمية، حيث قال 60 % من الطلاب اليهود الذين عانوا من معاداة السامية إنهم يشعرون بعدم الدعم من جامعتهم.

فيما قال رئيس الوزراء في تصريح: "لا يوجد مكان في أستراليا لمعاداة السامية. إن نوع الكراهية والعنف الذي شهدناه في شوارعنا مؤخرًا شيء غير مقبول، ولن يتم التسامح معه، وأطلب من المسؤلسين تنفيذ قوة القانون بحزم".

أضاف ألبانيزي: "التعددية الثقافية في أستراليا يجب أن تبقى شيئًانعتز به وأحد الأشياء التي [أعتبرها] قوة لأستراليا هو أننا قد نكون نموذجًا مصغرًا للعالم يظهر أن الناس في مجتمعي المحلي، يعيشون بأغلبية ساحقة جنبًا إلى جنب مع اليهود والكاثوليك والروم الأرثوذكس والمسلمين والهندوس والبوذيين، وهذه هي قوة مجتمعنا».

وكرر ألبانيزي أنه يؤيد حل الدولتين في الشرق الأوسط، وقال للصحفيين: «سأظل ثابتًا. وسأستمر في دعم حق إسرائيل في الوجود داخل حدود آمنة، وسأواصل دعم التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني من أجل دولته الخاصة، لكنني سأستمر في معارضة المنظمات الإرهابية مثل حماس. وسأواصل الحديث عن الحاجة إلى تقديم المساعدة في غزة والمخاوف الإنسانية، وأواصل الدهوة لإطلاق سراح الرهائن».

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

نشر في:

By Alexandra Koster
المصدر: SBS

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand