انتهى إجتماع بين ممثلي النقابات المهنية الأردنية ورئيس الوزراء هاني الملقي السبت حول مشروع قانون ضريبة الدخل بدون التوصل إلى اتفاق، ما ينذر باستمرار الإحتجاجات التي تشهدها عمان ومدن أخرى منذ أيام فيما دعا العاهل الأردني إلى "حوار وطني" حول القانون.
وكانت الاحتجاجات تواصلت في عمان وعدد من المدن الأردنية ليل الجمعة السبت على قانون ضريبة الدخل وسياسة رفع الأسعار، حسبما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
ودعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الحكومة ومجلس الأمة (بشقيه مجلس النواب ومجلس الأعيان) إلى "قيادة حوار وطني شامل وعقلاني حول مشروع قانون ضريبة الدخل".
ووفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي فإن الملك قال مساء السبت خلال ترؤسه إجتماعا لمجلس السياسات الوطني الذي يضم مسؤولين حاليين وسابقين إنه "ليس من العدل أن يتحمل المواطن وحده تداعيات الإصلاحات المالية".

وحض الحكومة ومجلس الامة على "أن يقودا حوارا وطنيا شاملا وعقلانيا للوصول إلى صيغة توافقية حول مشروع قانون الضريبة، بحيث لا يرهق الناس ويحارب التهرب ويحسّن كفاءة التحصيل".
وعقد اجتماع عصرا استمر نحو ساعتين في مقر البرلمان بين رئيس مجلس النقابات المهنية علي العبوس ورئيس مجلس النواب عاطف الطراونة ورئيس الوزراء هاني الملقي بدون التوصل إلى نتيجة.
وقال الملقي في مؤتمر صحافي مشترك عقب الاجتماع "أنهينا أول جولة وسنستمر بجولات قادمة إلى ان تنعقد الدورة الاستثنائية" لمجلس النواب التي قد تتم الدعوة اليها بعد شهرين، مضيفا "نحن في بداية الحوار وسنديم هذا الحوار حتى نصل إلى تفاهمات".

Source: AAP
وتابع "أؤكد للجميع أن إرسال قانون ضريبة الدخل إلى مجلس النواب لا يعني أن يوافق عليه مجلس النواب، فالمجلس سيد نفسه ويستطيع اتخاذ اكثر من إجراء في القوانين المعروضة عليه".
وأعلن 78 نائبا من مجموع 130 نائبا رفضهم مشروع قانون ضريبة الدخل الذي أقرته الحكومة في 21 أيار/مايو وينص على معاقبة التهرب الضريبي وزيادة الضرائب على مداخيل الأفراد والشركات بنسب مختلفة. وبرر النواب رفضهم بالحرص "على أمننا الوطني والاقتصادي والاجتماعي".
وتجمع أكثر من ألفي شخص ليلا قرب مبنى رئاسة الوزراء في وسط عمان حتى فجر السبت وهم يهتفون "الشعب يريد اسقاط الحكومة" و"ما خلقنا لنعيش بذلّ خلقنا لنعيش بحرية" و"يا ملقي اسمع اسمع، شعب الأردن ما رح يركع".

Source: AAP
ورفع بعض المحتجين لافتات كتب عليها "لن نركع" و"معناش"، إلى جانب أعلام اردنية.
وقام البعض بإطفاء محركات سياراتهم وتعطيل حركة المرور مؤقتا.
وشهدت مدن السلط (33 كلم شمال غرب عمان) واربد (90 كلم شمال عمان) وجرش ( 50 كلم شمال عمان) والزرقاء (23 كلم شرق عمان) والطفيلة ومعان (جنوب) احتجاجات استمرت حتى ساعات الفجر شارك فيها المئات تحولت في بعض الاحيان إلى اعمال شغب، إذ أحرق البعض إطارات وحاويات قمامة وأغلقوا طرقا مؤدية إلى العاصمة.
وقالت مديرية الأمن العام في بيان إن بعض المحتجين قاموا "بتجاوز القانون وأعمال تخريبية وقطع الطرق والتعدي على رجال الأمن العام والدرك ومحاولات الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة".

Source: AAP
وأضافت "هذا ما لا يمكن السكوت عليه وسيتم التعامل مع مثل تلك الافعال بكل حزم وبالقوة المناسبة ووفق أحكام القانون".
وكانت عمان ومدن أخرى شهدت ليل الخميس الجمعة احتجاجات مماثلة ردا على قرار حكومي بزيادة أسعار المحروقات والكهرباء، ما دفع العاهل الأردني عبدالله الثاني إلى الايعاز بتجميد زيادة الاسعار.
وهي الزيادة الخامسة على أسعار المحروقات الاساسية والكهرباء منذ بداية العام.
وقال علي العبوس في المؤتمر الصحافي السبت "أكدنا على ضرورة استقلالية وطننا وأن تكون قراراتنا وطنية ومن دون أي املاءات من أي جهة أجنبية وعلى رأسها صندوق النقد الدولي".
تعرف على المزيد عن بداية أسبوع التظاهرات في الأردن: