خلفيات الهجوم
الهجوم الإسرائيلي، الذي نُفّذ الثلاثاء، استهدف قادة سياسيين في حركة حماس كانوا متواجدين في العاصمة القطرية. وأوضحت مصادر إسرائيلية أنّ نحو عشرة طائرات شاركت في العملية وأطلقت عشرة صواريخ، في قرار اتّخذه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل يوم واحد من التنفيذ.
وأعلنت حركة حماس أنّ خمسة من أعضائها قُتلوا في الغارة، بينهم نجل القيادي البارز والمفاوض الرئيسي خالد الحيّة، بينما نجا كبار قادة الحركة.
وجاء الهجوم بعد يوم واحد من عملية إطلاق نار في القدس تبنّتها حماس وأدّت إلى مقتل ستة أشخاص، ما دفع إسرائيل إلى التصعيد رغم محاولات وساطة دولية لخفض التوتر.
المواقف الإسرائيلية والأمريكية
نتنياهو دافع عن الهجوم ووجّه تهديداً مباشراً لقطر قائلاً: "إمّا أن تطردوا الإرهابيين أو تحاكموهم... وإلّا فسوف نفعل نحن". في المقابل، وصفت الولايات المتحدة العملية بأنّها "هجوم أحادي الجانب لا يخدم مصالح إسرائيل"، مؤكدة أنّها كانت قد قدّمت ضمانات للدوحة بعدم تكرار هذه الضربات.
كما قال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن يحيئيل ليتر إنّ العملية ستتكرّر إذا لم تُحقّق أهدافها بالكامل، مضيفاً: "إن لم نحصل عليهم هذه المرّة، سنفعل في المرّة المقبلة".

Qatar has vowed to respond to the Israeli attack on Doha along with its regional partners. Source: AAP / AP
تحرّكات إقليمية ودولية
الهجوم أثار موجة واسعة من التنديد العربي والدولي، وسرّع وتيرة التحرّكات الدبلوماسية. فقد وصل رئيس دولة الإمارات الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان إلى الدوحة أمس الأربعاء، فيما يُنتظر أن يزور ولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبدالله الثاني قطر قريباً، على أن يتبعهم ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان الخميس، في إظهار لتضامن إقليمي مع قطر.
أوروبياً، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنّ الاتحاد الأوروبي سيقترح فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين من اليمين المتطرّف، إلى جانب تعليق بعض الترتيبات التجارية ضمن الاتفاق الموقّع مع إسرائيل.
تداعيات على غزة
بالتوازي مع هذه التطورات، واصلت إسرائيل دعواتها للفلسطينيين لمغادرة مدينة غزة، التي كانت تضم أكثر من مليون نسمة، في ظلّ توقعات بعملية عسكرية كبرى. سكان المنطقة عبّروا عن خشيتهم من أن يُفشل هجوم الدوحة أي فرص لوقف إطلاق النار.
في المقابل، جددت حماس استعدادها لإطلاق سراح جميع الرهائن إذا أوقفت إسرائيل حربها وسحبت قواتها من القطاع، بينما يصر نتنياهو على صفقة شاملة تتضمن الإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة واستسلام الحركة.