"العنصرية يمكن أن تقتل"
قال مفوض التمييز العنصري، غيريدهاران سيفارامان، في تصريحات لـ أس بي أس نيوز: "هذا التقرير يؤكد ما كانت المجتمعات تقولُه لعقود: العنصرية في النظام الصحي ليست مجرد ظلم، بل يمكن أن تقتل."
وأوضح أن المرضى قد يُتركون دون علاج أو يُساء تشخيص حالتهم أو يُعاملون بتوجس بسبب لون بشرتهم أو خلفيتهم، وهو ما يقود أحياناً إلى عواقب مميتة.
مظاهر التمييز داخل المستشفيات
التقرير الذي جاء بعنوان "الفوارق الصحية في أستراليا" استند إلى مئات الدراسات، وكشف عن أن التمييز يظهر في صور متعددة، منها:
- غياب بيئة آمنة ثقافياً للمرضى من خلفيات متنوعة، ما يدفع بعضهم إلى تجنب طلب المساعدة الطبية.
- غياب خدمات الترجمة أو ضعفها، ما يجعل المرضى غير الناطقين بالإنجليزية غير قادرين على شرح أعراضهم أو فهم النصائح الطبية.
- انهيار الثقة بين المرضى والعاملين الصحيين، والشعور بعدم الأمان أو الاحترام بسبب اللغة أو المظهر أو المعتقدات الدينية.
معاناة السكان الأصليين
أشارت الباحثة ألانا غال من جامعة ساوثرن كروس الخبيرة في صحة السكان الأصليين، وهي من شعب "تروولواي باكانا"، إلى أنّ السكان الأصليين في أستراليا يواجهون بشكل خاص صوراً من التنميط والافتراضات المسبقة داخل المؤسسات الطبية.
وأضافت: "يُفترض أحياناً أن السكان الأصليين يسعون وراء المخدرات أو أنهم لا يلتزمون بالعلاج. وغالباً ما يُقلَّل من شأنهم أو يُرفض تصديقهم عند شرح أعراضهم."
وأكدت أن هذا الواقع يجعل بيئة الرعاية الصحية غير آمنة ثقافياً، ما يدفع الكثيرين إلى تجنب زيارة المرافق الصحية بالكامل، وهو ما اعتبرته "قضية حقوق إنسان بامتياز".
ما المطلوب تغييره؟
يرى سيفارامان أن الحل يكمن في:
- إلزام المؤسسات الصحية بمعايير للسلامة الثقافية.
- توفير تدريب ضد العنصرية للعاملين الصحيين، مع اعتماد "شهادات مصغّرة" ترفع من وعيهم بالممارسات الثقافية المختلفة.
- تحسين خدمات الترجمة، وضمان بيئة أكثر احتراماً لثقافات المرضى المتنوعة.
من جهتها، شددت غال على أن التغيير لا يجب أن يقتصر على رفع الوعي، بل يتطلب إصلاحات هيكلية، عبر دعم أكبر للمنظمات الصحية المجتمعية التي يقودها السكان الأصليون، وضمان أن تكون السياسات الصحية مصمّمة بقيادة مجتمعية لتلبية الاحتياجات الفعلية.