ردت وزارة الخارجية الإندونيسية على قرار رئيس الوزراء سكوت موريسون المثير للجدل بالاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل.
ودعت إندونيسيا أستراليا والأمم المتحدة إلى "الاعتراف الفوري بدولة فلسطين" في أعقاب قرار رئيس الوزراء سكوت موريسون بالاعتراف بالقدس الغربية كعاصمة لإسرائيل.
وفي بيان نشرته صحف فيرفاكس ، قالت وزارة الخارجية الإندونيسية إن "القدس هي واحدة من القضايا الست التي يجب التفاوض عليها واتخاذ قرار بشأنها، كجزء أخير من سلام شامل بين فلسطين وإسرائيل في إطار حل الدولتين".
وجاء في البيان "تدعو إندونيسيا أستراليا وجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الاعتراف بسرعة بدولة فلسطين والتعاون من أجل تحقيق السلام المستدام، والاتفاق بين دولة فلسطين وإسرائيل على أساس مبدأ حل الدولتين. "
ومن المتوقع ان يتم تأجيل الاتفاق التجاري الذي تبلغ قيمته عدة مليارات من الدولارات مع إندونيسيا بعد هذاالإعلان.
وكان رئيس الوزراء سكوت موريسون قد أعلن السبت اعتراف أستراليا بالقدس الغربية عاصمة لاسرائيل، لافتا الى أن نقل السفارة من تل أبيب لن يتم قبل التوصل الى تسوية سلمية.
والتزم موريسون ايضا الاعتراف بالتطلعات لدولة فلسطينية مستقبلية عاصمتها القدس الشرقية، عندما يتم تقرير وضع المدينة المقدسة في اتفاق سلام.
موريسون لوح أن حكومته منفتحة على نقل سفارتها إلى القدس قبل أربعة أيام من فتح صناديق الاقتراع أمام الناخبين مقعد وينتورث الذي شغر باعتزال رئيس الوزراء السابق مالكوم تورنبول السياسة.
ومن المعرف ان ١٣ % من ناخبي هذا المقعد هم من اليهود، لكن المرشحة المستقلة الدكتورة Kerryn Phelps هي من فازت في المقعد وقتها.
ردود فعل دولية وعربية متباينة
وقالت المتحدثة باسم الخارجية من المعارضة السناتور بيني وونج في بيان، "إن الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل بينما سفارة أستراليا ما زالت في تل أبيب، ليس سوى خطوة لإنقاذ ماء الوجه".
وأضافت "إنه قرار ينطوي على مجازفة كبيرة ولا يفيد في شيء ويضع أستراليا في مواجهة مع المجتمع الدولي".
أما المنظمة الأسترالية غير الحكومية "شبكة أستراليا للدفاع عن فلسطين" فقد أكدت أن قرار موريسون لا يخدم مصالح الأستراليين.
هذا وأشادت وزارة الخارجية الإسرائيلية بـ"قرار رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لها"، معتبرةً أن "القرار الأسترالي خطوة على المسار الصحيح".
وفي بيان لها، لفتت الخارجية الإسرائيلية إلى "اننا نهنئ حكومة أستراليا لموقفها فيما يتعلق بالعقوبات على إيران وكذلك بخصوص موقفها المؤيد لإسرائيل في الأمم المتحدة ضد معاداة السامية".
من جهته قال رئيس البعثة الدبلوماسية د. عزت عبد الهادي قال للأس بي أس عربي٢٤ ان موريسون "وضع نفسه في ورطة لم يعرف الخروج منها"، الا انه وبحسب قوله تمكن "الخروج بقرار مساوم نوعا ما" حاول ان يرضي فيه جميع الأطراف.
واعتبر د. عبد الهادي ان محاولة موريسون تقسيم القدس الى جهة غربية وأخرى شرقية فاشلة، لان إسرائيل نفسها تعتبر القدس موحدة وغير مقسمة، "فأي إعتراف بجزء من القدس يعني ضمنا الإعتراف بالقدس الموحدة كما تراها إسرائيل"، ولكن برغم ذلك اعتبرها خطوة في اتجاه الحوار.
أما أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات فقال إن اعتراف أستراليا بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل امر مدان، في وقت تعمدت فيه أستراليا استغلال هذا الإعلان لتحقيق مكاسب سياسية داخلية مشينة، تتناقض مع التزاماتها بموجب قواعد القانون الدولي والسلم والأمن الدوليين.
واستهجن عريقات في بيان له، ما أورده رئيس الوزراء في إعلان الاعتراف، مشيرا الى ان هذا القرار اتخذ في ظل الدعم الأسترالي المزعوم لحل الدولتين.
وقال: "إن سياسات هذه الإدارة الأسترالية لم تفعل شيئا لدفع حل الدولتين إلى الأمام، على العكس فقد اختارت الانضمام إلى ترامب ونتنياهو وحكومتين أخريين في التصويت ضد حل الدولتين في قرار الأمم المتحدة الذي تدعمه 156 دولة، ولا تزال ترفض الحكومة الأسترالية الاعتراف بدولة فلسطين، والتصويت في الهيئات والمنابر الدولية ضد حق شعبنا الفلسطيني في تقرير المصير، وتواصل أعمال التجارة غير الشرعية مع المستوطنات الإسرائيلية".
وأدانت جامعة الدول العربية، قرار رئيس وزراء استراليا الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، واعتبرته انتهاكا خطيرا للوضع القانوني الدولي الخاص بمدينة القدس ولقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن ذات الصلة، واعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني.
