أعلن رئيس الوزراء سكوت موريسون اعتراف أستراليا بالقدس الغربية عاصمة لاسرائيل، لافتا الى أن نقل السفارة من تل أبيب لن يتم قبل التوصل الى تسوية سلمية.
والتزم موريسون ايضا الاعتراف بالتطلعات لدولة فلسطينية مستقبلية عاصمتها القدس الشرقية، عندما يتم تقرير وضع المدينة المقدسة في اتفاق سلام.
رئيس البعثة الدبلوماسية د. عزت عبد الهادي قال للأس بي أس عربي٢٤ ان موريسون "وضع نفسه في ورطة لم يعرف الخروج منها"، الا انه وبحسب قوله تمكن "الخروج بقرار مساوم نوعا ما" حاول ان يرضي فيه جميع الأطراف.
د. عبد الهادي اعتبر ان محاولة موريسون تقسيم القدس الى جهة غربية وأخرى شرقية فاشلة، لان إسرائيل نفسها تعتبر القدس موحدة وغير مقسمة، "فأي إعتراف بجزء من القدس يعني ضمنا الإعتراف بالقدس الموحدة كما تراها إسرائيل"، ولكن برغم ذلك اعتبرها خطوة في اتجاه الحوار.
وكان موريسون قد قال في خطابه انه "ادراكاً لالتزامنا بحل الدولتين، فان الحكومة الأسترالية مصممة ايضا على الاعتراف بتطلعات الشعب الفلسطيني من أجل دولة مستقبلية عاصمتها القدس الشرقية."
التمييز بين القدس الشرقية والقدس الغربية مهم
قال د. عبد الهادي ان موريسون حاول أن يميز نفسه عن ترامب بقوله انه يعترف بجزء من القدس عاصمة لإسرائيل "لإرضاء الجالية المسلمة في أستراليا وأندونيسيا وماليزيا و العالم العربي (...).
وبحسب قوله، فان أستراليا "ستفقد شيء من مصداقيتها" مع هذه الشعوب لأنها سُينظر اليها وكأنها دعمت خطة ورؤية ترامب.
الا ان التمييز بين القدس الشرقية والقدس الغربية مهم، لأنه "قاعدة جيدة وأساس متين" لمزيد من الحوار مع الحكومة الأسترالية. وتابع "هذا التمييز هو عبارة عن عاصمتين لدولتين وهو الحل الذي نوافق عليه."
اقرأ المزيد

هل حل الدولتين حقيقة أم وهم؟
وبالعودة الى خطاب موريسون، قال الأخير ان"أستراليا تعترف الآن بالقدس الغربية (...) التي تضم الكنيست والعديد من المؤسسات الحكومية، بكونها عاصمة اسرائيل".
وتابع "لن نتطلع لنقل سفارتنا الى القدس الغربية عندما يكون الأمر عمليا، دعما للوضع النهائي بعد تقريره"، مشيرا الى أن العمل جار في احد المواقع لإنشاء مقر جديد للسفارة الأسترالية.
د. عبد الهادي أكد ان عدم نقل السفارة هو أساس قوي للحوار وهو جزء من الحل "الوسط" الذي يحاول موريسون ان يبلوره لإرضاء جميع الأطراف.
وتجنبت معظم الدول نقل سفاراتها الى القدس لتجنب تأجيج مفاوضات السلام حول الوضع النهائي للمدينة، الى أن أقدم الرئيس دونالد ترامب على هذه الخطوة بداية العام.
وبدأت ملامح التغيير الذي يحدثه موريسون في السياسة الخارجية الأسترالية تظهر في تشرين الأول/أكتوبر، ما أغضب الجارة أندونيسيا، أكبر بلد اسلامي في العالم من حيث عدد السكان.
وأدت هذه القضية الى وقف مفاوضات استمرت لاعوام حول اتفاق ثنائي للتجارة الحرة.
وأبلغت كانبيرا الجمعة مواطنيها المسافرين الى أندونيسيا بـ "بممارسة أقصى درجات الحذر"، وخاصة في أماكن تعد مقصدا للسياح مثل بالي حيث يمكن أن تُنظّم احتجاجات.
وأشار موريسون الى أنه من مصلحة أستراليا دعم "الديموقراطية الليبرالية" في الشرق الاوسط، موجهاً انتقادات الى الأمم المتحدة التي اعتبرها مكانا تتعرض فيه إسرائيل لـ "التنمر".
هذا وكانت المنظمات اليهودية الأسترالية قد رحبت في وقت سابق بتوجه استراليا للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولكن لم تعلق على قرار موريسون الاعتراف بالقدس الغربية فقط عاصمة لإسرائيل بسبب قدسية يوم السبت للصلاة.