كشف تقرير لمكتب الأخلاقيات التابع للأمم المتحدة عن سوء إدارة واستغلال سلطة من قبل مسؤولين على أعلى المستويات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا). وينظر محققو الأمم المتحدة حاليا في الاتهامات الواردة في التقرير السري لمكتب الأخلاقيات والذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه. وويشير التقرير إلى انتهاكات خطيرة للأخلاقيات "ذات مصداقية" يطال بعضها المدير العام للوكالة بيار كرانبول.
يندد تقرير لجنة الأخلاقيات بعدد صغير من كبار المسؤولين معظمهم من الأجانب في الوكالة التي توظف نحو 30 ألف شخص معظمهم من الفلسطينيين. وقال التقرير إن هؤلاء الموظفين "تتمركز السلطة والنفوذ بإيديهم وتمكنوا من الالتفاف على ضوابط الأمم المتحدة".
يقول التقرير إن المدير العام بيار كرانبول متورط عاطفيا مع زميلة تم تعيينها عام 2015 واستحدث لها وظيفة "كبيرة المستشارين" بعد أن طلب "إجراءات سريعة" للغاية لتوظيفها. وقد سافرت معه في رحلات درجة رجال الأعمال في جميع أنحاء العالم، وفقا للتقرير .
وأكدت "أونروا" أنها تتعاون بشكل كامل مع التحقيق الجاري ولا يمكنها إصدار أي تعليق قبل انتهائه. وقال كرانبول في بيان لفرانس برس "إذا توصّل التحقيق الجاري، متى أنجز، إلى نتائج تقتضي تدابير تصحيحية أو إجراءات إدارية أخرى، فلن نتردد في اتّخاذها".

Pierre Krahenbuhl, Commissioner General of the United Nations Relief and Works Agency (UNRWA) Source: PA/Albin Lohr-Jones
وكانت الإدارة الأميركية قد أعلنت العام 2018 وقف كامل تمويلها لأونروا، بحجم نحو 300 مليون دولار. وتتهم الإدارة الأميركية وإسرائيل أونروا بإدامة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
لكنت الوكالة الأممية قالت إنها "على الأرجح إحدى أكثر الوكالات الأممية الخاضعة للمراقبة بسبب طبيعة النزاع والبيئة المعقدة والمسيسة التي تعمل فيها".
وأضافت "خلال الأشهر الـ18 الأخيرة، واجهت الوكالة ضغوطا مالية وسياسية لكن فريق عملها تحمّل ذلك وتمكّن من تقديم خدمات إلى 5,4 ملايين لاجئ فلسطيني خلال أزمة مالية كبرى غير مسبوقة في تاريخ الوكالة الذي يناهز 70 عاما".
ويتهم التقرير أيضا بشكل منفصل، مساعدة كرانبول بالتلاعب وأنها خلقت وظيفة لزوجها بأجر مرتفع خلال الأزمة المالية عام 2018. ويؤكد التقرير أن "أسلوب إدارتها كان متسلطا، وقد أبعدت اولئك الذين لم يحظوا بإعجابها عن صناعة القرارات، وتجنبت الضوابط والتوازنات".

n this June 6, 2010 file photo, sacks of flour, some part of humanitarian aid by UNRWA and USAID, but now offered for sale by a vendor Source: AP/Lefteris Pitarakis
واستقالت المرأة من أونروا الخميس الماضي في ما وصفته الوكالة "أسباب شخصية".
وأُرسل تقرير لجنة الأخلاقيات إلى الأمين العام للأمم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر، ومذّاك زار محققو المنظمة الدولية مكاتب الوكالة في القدس وعمان لجمع المعلومات المتعلقة بهذه الاتهامات، حسبما ذكرت مصادر مطّلعة.
ويصف التقرير مسؤولا كبيرا آخر أنه متسلط على الموظفين ويتصرف وكأنه "رجل عصابات" و"بلطجي". وأكدت الوكالة "فُصل هذا المسؤول مؤخرا بسبب سلوكه غير اللائق". وللرجل علاقة بالتحقيق لكن لم يتسن الحصول على تعليق منه.
تأسّست "وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط" في كانون الأول/ديسمبر عام 1949 بموجب قرار أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في أعقاب الحرب العربية-الإسرائيلية الأولى التي اندلعت غداة إعلان قيام دولة إسرائيل.
وبعد ان غادر نحو 760 ألف فلسطيني منازلهم أمام تقدّم القوات الإسرائيلية، أو تم طردهم منها بالقوة، لجأ معظم هؤلاء إلى دول مجاورة. ومذاك، أصبحت أونروا، في غياب أي جهة أخرى ذات صلاحية، الهيئة الوحيدة التي تقدم الخدمات التعليمية والطبية لملايين اللاجئين الفقراء في لبنان والأردن وسوريا والأراضي الفلسطينية.