أعلن الجيش الروسي أمس وقفا لإطلاق النار من جانب واحد سيلتزم به الجيش السوري على أن يدخل حيز التنفيذ صباح اليوم في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا التي تسعى دمشق الى استعادتها.
وجاء في بيان صادر عن المركز الروسي للمصالحة في سوريا أنه تم التوصل الى اتفاق "لوقف إطلاق النار أحادي الجانب من قبل القوات الحكومية السورية اعتبارا من الساعة 6,00 في 31 آب/أغسطس".
وأضاف البيان أن "المركز الروسي للمصالحة يدعو قيادات المجموعات المسلحة الى وقف الاستفزازات والانضمام الى عملية التسوية في المناطق الخاضعة لسيطرتها".
وفي واشنطن، أعرب وزير الخارجية مايك بومبيو عن قلقه إزاء "الثأثير الرهيب" على المدنيين من الغارات الجوية.
وذكرت وزارة الخارجية في بيان بعد لقاء بين بومبيو ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن "لقد أكد الحاجة إلى العودة الفورية لوقف إطلاق النار".
وبعد أشهر من القصف الكثيف من الطيران الروسي والسوري، بدأت القوات الحكومية في 8 آب/اغسطس هجوما بريا في هذه المحافظة الخاضعة لسيطرة مقاتلي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا).
وحققت القوات الحكومية الخميس مزيداً من التقدم في محافظة إدلب بسيطرتها على عدة قرى وبلدات، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتمكنت قبل عدة أيام من السيطرة على مدينة خان شيخون الواقعة على الطريق، وتحاول منذ ذلك الحين التقدم في محيطها أكثر.
وتسيطر هيئة تحرير الشام ومجموعات متشددة موالية لها على مناطق في إدلب ومحيطها. كما تنتشر فيها فصائل معارضة أقل نفوذاً.
ومحافظة إدلب ومحيطها مشمولة باتفاق روسي تركي تمّ التوصل إليه في سوتشي في أيلول/سبتمبر ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح، من دون أن يُستكمل تنفيذه.
وخلال تقدمها في خان شيخون وريف حماة الشمالي الأسبوع الماضي، طوقت قوات النظام نقطة مراقبة تركية في بلدة مورك، هي الأكبر من بين 12 نقطة مماثلة تنشرها أنقرة في إدلب ومحيطها بموجب الاتفاق مع روسيا.
ودفع التصعيد المستمر منذ نحو أربعة أشهر أكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة، بينما قتل أكثر من 950 مدنياً، وفق المرصد.
باب الهوى
وفي شأن متصل، وقبل إعلان موسكو وقف إطلاق النار، أطلقت القوات التركية على الحدود مع سوريا الغاز المسيل للدموع أمس لتفريق تظاهرة ضمت مئات السوريين على الجانب السوري من الحدود أرادوا التعبير عن استنكارهم لهجوم القوات الحكومية على منطقة إدلب.
وتدعم موسكو نظام بشار الأسد الذي أحرز تقدما مهما في محافظة إدلب منذ الثامن من آب/أغسطس، بعد أشهر من القصف الذي استهدف الاماكن التي يسيطر عليها الجهاديون.
وتطالب تركيا التي تعتبر راعية للجماعات المسلحة بوقف الأعمال القتالية خشية حدوث أزمة إنسانية من شأنها أن تتسبب في تدفق جديد للاجئين إلى حدودها.
وحاول المتظاهرون عبور معبر باب الهوى قبل التراجع عندما أطلق حرس الحدود النار في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع.
