أعلنت إسرائيل الأحد عن مقتل القائد العسكري في حزب الله هيثم الطباطبائي في غارة جوية أوقعت خمسة قتلى، وفق السلطات اللبنانية، وهي الضربة الخامسة التي تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت منذ بدء العمل باتفاق وقف إطلاق النار قبل سنة.
وهو أعلى مسؤول في الحزب يقتل منذ انتهاء مواجهة دامية بين إسرائيل وحزب الله استمرّت سنة، وخرج منها حزب الله منهكا بعد أن دمّرت إسرائيل جزءا كبيرا من ترسانته وقتلت عددا كبيرا من قياديه.
وأعلن الجيش الإٍسرائيلي تنفيذ "سلاح الجو ضربة في منطقة بيروت أسفرت عن اغتيال الإرهابي هيثم علي الطباطبائي، رئيس أركان حزب الله".
وأكّد حزب الله في بيان مساء مقتله و "زفّ إلى أهل المقاومة وشعبنا اللبناني القائد الجهادي الكبير الشهيد هيثم علي الطبطبائي (السيد أبو علي) الذي ارتقى شهيدا فداء للبنان وشعبه إثر عدوان إسرائيلي غادر على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت".
كما نعى الحزب أربعة من عناصره قتلوا مع الطباطبائي في الضربة ذاتها.
وتحدّث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن عملية "دقيقة وناجحة".

Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu Source: AFP
وكرّر أنه ينتظر من الحكومة اللبنانية "أن تفي بالتزامها بنزع سلاح حزب الله".
في بيروت، دعا الرئيس اللبناني جوزاف عون الذي كان جدّد تعهده السبت، بالعمل على حصر الساح في يد الدولة اللبنانية، المجتمع الدولي الى التدخل لوقف هجمات إسرائيل المتواصلة منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
وقال لبنان "يجدّد دعوته للمجتمع الدولي بأن يتحمّل مسؤوليته ويتدخّل بقوة وبجدية لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه منعا لأي تدهور يعيد التوتر إلى المنطقة".
وتأتي الضربة قبل أيام من زيارة البابا لاوون الرابع عشر الى لبنان اعتبارا من 30 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
صدمة
وأصابت الضربة الطابقين الثالث والرابع من مبنى مكوّن من تسعة طوابق في حارة حريك، وفق ما شاهد مصور لوكالة فرانس برس. وهرعت الى المكان بعد الغارة، سيارات الاسعاف وعملت على نقل مصابين.
وأظهرت لقطات لفرانس برس فجوات ضخمة من جهتين على الأقل في الطابقين المستهدفين، وداخلهما أشخاص ومسعفون. في الشارع الضيق الذي يضمّ مباني مرتفعة ومحالا تجارية، تجمّعت سيارات إطفاء وإسعاف ومئات الأشخاص.
وقال شخص في الأربعين من العمر طالبا عدم ذكر اسمه، وبدت عليه الصدمة، "كنت أقف على الشرفة قُبالة المبنى المستهدف، ولمع شيء ما بوجهي، ثم ارتطمت بالجدار الحديدي للشرفة وتكسّر الزجاج بوجهي".
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل خمسة أشخاص وإصابة ثمانية وعشرين آخرين بجروح نتيجة الغارة.
وهي الضربة الأولى التي تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت منذ الخامس من حزيران/يونيو.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان أن الغارة الاسرائيلية شملت إطلاق ثلاثة صواريخ على المبنى.
ولم توقف إسرائيل قصفها وغاراتها على مناطق لبنانية مختلفة، رغم وقف إطلاق النار. وتقول إنها تستهدف بنى تحتية لحزب الله ومستودعات اسلحة وقياديين يخططون لمهاجمة إسرائيل.
وتندّد السلطات اللبنانية باستمرار بالخروقات الإسرائيلية، ومن بينها احتفاظ إسرائيل بخمسة مواقع استراتيجية في جنوب لبنان، رغم أن اتفاق وقف النار ينصّ على انسحابها من المواقع التي تقدمت اليها خلال الحرب.
وكان حزب الله فتح في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تاريخ اندلاع الحرب في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل، ما أسماها "جبهة إسناد" لقطاع غزة من جنوب لبنان، وما لبثت أن تحولت المواجهة الى حرب دامية.
نزع سلاح حزب الله
وتولى هيثم علي الطباطبائي القيادة العسكرية لحزب الله بعد مقتل أبرز أركانها في الحرب الأخيرة.
ولم يكن الطباطبائي الذي أتم هذا الشهر عامه السابع والخمسين شخصية معروفة لدى عامة اللبنانيين.
وقال حزب الله في نبذة وزعها عنه إنه تولى "القيادة العسكرية في المقاومة الإسلامية" بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
وبحسب واشنطن، تولى الطباطبائي مهمات في سوريا حيث ساند الحزب عسكريا قوات الرئيس بشار الأسد إلى أن أطاحه تحالف فصائل مسلّحة في نهاية العام 2024.
وأفاد مصدر مقرب من حزب الله بأن الطباطبائي الذي أدرجته الولايات المتحدة على قائمة "الإرهاب" ورصدت مكافأة مالية للوصول إليه، كان "مسؤولا عن ملف اليمن" في الحزب الداعم أيضا للمتمردين الحوثيين.
ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل اليه بين حزب الله وإسرائيل بوساطة أميركية، على وقف العمليات العسكرية وانسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني (على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا من الحدود) وتفكيك بنيته العسكرية وأسلحته.
وقرّرت الحكومة اللبنانية في الخامس من آب/أغسطس، نزع سلاح حزب الله، ووضع الجيش اللبناني خطة للقيام بذلك. إلا أن الحزب رفض باستمرار تسليم سلاحه، واصفا قرار الحكومة بانه "خطيئة".
وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، قُتل أكثر من 331 شخصا وأصيب 945 آخرون بجروح في ضربات إسرائيلية منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.
شارك


