وفق بيان الجيش، فإن الانفجار وقع خلال عملية الكشف على المخزن وتفكيك محتوياته، ضمن جهود الجيش بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) للسيطرة على مخازن ومنشآت عسكرية تابعة للحزب بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
الحادثة جاءت بعد أيام من تكليف الحكومة اللبنانية الجيش إعداد خطة لسحب سلاح حزب الله بحلول نهاية العام الجاري، في ظل ضغوط أمريكية ومخاوف من حملة عسكرية إسرائيلية واسعة. وقد أوقع النزاع الأخير بين الحزب وإسرائيل دماراً كبيراً في جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية لبيروت.
الرئيس اللبناني جوزاف عون اطّلع على تفاصيل الحادث من قائد الجيش رودولف هيكل، بينما عبّر رئيس الحكومة نواف سلام عن حزنه لسقوط الجنود أثناء "أداء واجبهم الوطني". كما قدم المبعوث الأمريكي توم براك تعازي واشنطن، مؤكداً أن العسكريين "ضحوا بحياتهم دفاعاً عن لبنان وضماناً لأمنه". بدوره، تقدم نائب حزب الله علي عمار بالتعازي لذوي القتلى، معتبراً أن دماءهم "امتزجت مع دماء المقاومين".
رئيس بعثة يونيفيل ديوداتو أبانيارا أكد استمرار دعم قواته للجيش اللبناني "قدر المستطاع لإعادة الاستقرار".
خلافات داخلية ومواقف خارجية
يأتي الحادث في وقت يشهد لبنان جدلاً حاداً حول قرار الحكومة نزع سلاح حزب الله، إذ أكد الحزب رفضه القاطع للخطة واعتبرها "خطيئة كبرى" ضمن "استراتيجية الاستسلام" التي تسقط مقومات سيادة البلاد.
من جانبها، أعلنت إيران، الداعم الأبرز للحزب، على لسان مستشار المرشد الأعلى علي أكبر ولايتي، معارضتها الشديدة لتجريده من سلاحه، واصفاً الأمر بأنه "مؤامرة ستفشل كما فشلت سابقاً". هذا الموقف قوبل بتنديد وزارة الخارجية اللبنانية التي وصفته بأنه "تدخل سافر وغير مقبول"، مؤكدة رفضها لأي وصاية خارجية على قراراتها السيادية.
أنفاق محصنة ومخازن أسلحة
في سياق موازٍ، أعلنت يونيفيل اكتشاف شبكة واسعة من الأنفاق المحصنة قرب بلدة الناقورة، تضم سبعة أنفاق وثلاثة مخابئ ومدفعية وراجمات صواريخ، إضافة إلى مئات القذائف والألغام وقرابة 250 عبوة ناسفة جاهزة للاستخدام.
ومنذ وقف إطلاق النار، فكك الجيش اللبناني أكثر من 500 موقع ومخزن سلاح جنوب نهر الليطاني، وهي منطقة كانت تعد معقلاً رئيسياً لحزب الله حتى الحدود مع إسرائيل.
اتفاق وقف إطلاق النار والجدل حول سلاح الحزب
ينص اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر على انسحاب حزب الله من جنوب الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية هناك، مقابل انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وهو ما لم يتحقق بالكامل مع استمرار تل أبيب في السيطرة على خمس مرتفعات استراتيجية وشن ضربات داخل الأراضي اللبنانية.
الحكومة اللبنانية تدرج خطتها لنزع سلاح الحزب ضمن تنفيذ الاتفاق، بينما يربط حزب الله أي بحث داخلي في سلاحه بانسحاب إسرائيل ووقف اعتداءاتها، إضافة إلى شروط أخرى ضمن استراتيجية دفاعية وطنية.