الرئيس اللبناني جوزاف عون اعتبر أنّ الجيش "يدفع بالدم ثمن المحافظة على الاستقرار في الجنوب"، مشيراً إلى أنّ هذا هو الحادث الرابع الذي يستهدف العسكريين منذ انتشارهم جنوبي الليطاني بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وجاء الحادث بعد أسابيع من انفجار مستودع أسلحة قرب الحدود، أسفر عن مقتل ستة جنود لبنانيين، رجّحت مصادر عسكرية ارتباطه بحزب الله.
الحكومة اللبنانية بدورها أعربت عن تضامنها مع المؤسسة العسكرية، حيث أكد رئيس الوزراء نواف سلام أنّ الجيش "صمّام الأمان وحصن السيادة". كما تزامن الحادث مع قرار مجلس الأمن تمديد مهمة قوات "اليونيفيل" ودعوة المجتمع الدولي إسرائيل إلى وقف اعتداءاتها والانسحاب من الأراضي التي لا تزال تحتلها.
غزة تحت النار: عشرات القتلى وتصاعد النزوح وسط مخاوف من المجاعة
بالتوازي مع التطورات اللبنانية، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ما وصفه بـ"سلسلة الفظائع التي لا تنتهي" في غزة، معلناً أنّ أربعين شخصاً على الأقل قُتلوا منذ فجر الخميس في ضربات إسرائيلية متفرقة على القطاع. وأكد غوتيريش أنّ غزة "تتراكم فيها الأنقاض وتمتلئ بالجثث"، محذرًا من انتهاكات جسيمة للقانون الدولي بعد مرور أكثر من ستمائة وتسعين يومًا على اندلاع الحرب.
مراسلون ميدانيون رصدوا موجات نزوح جديدة من شمال القطاع باتجاه الجنوب، فيما تقدر الأمم المتحدة أنّ معظم سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة اضطروا للنزوح مرّة واحدة على الأقل منذ اندلاع الحرب.
الجيش الإسرائيلي أعلن مواصلة عملياته في خان يونس وجباليا، بينما أكّد الدفاع المدني الفلسطيني أنّ بين القتلى ستة أشخاص قضوا أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات إنسانية جنوب القطاع. ولم تتمكن أي جهة مستقلة من التحقق من حصيلة الضحايا بسبب منع الصحافيين الأجانب من دخول غزة.
على الأرض، بدت مشاهد الدمار والنزوح جلية، مع تصاعد الدخان الكثيف وهدير الطائرات المسيّرة.
الأمم المتحدة حذّرت من أنّ مدينة غزة ومحيطها، التي يقطنها نحو مليون نسمة، تواجه "نقطة انهيار" مع إعلان برنامج الأغذية العالمي وجود حالة مجاعة في القطاع. وسبق أن فرضت إسرائيل حصارًا كاملًا على غزة في آذار/مارس الماضي، قبل أن تخففه جزئيًا في أيار/مايو.
في الأثناء، أثار اقتراح وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموطريتش بضم مناطق من القطاع في حال رفض حماس نزع سلاحها، إدانات واسعة، إذ اعتبرته الحركة "إقرارًا صريحًا بمشروع التهجير القسري والتطهير العرقي".
وتشير آخر إحصاءات وزارة الصحة في غزة إلى مقتل أكثر من اثنين وستين ألف شخص منذ اندلاع الحرب، غالبيتهم من المدنيين، في حين ما يزال عشرات الرهائن الإسرائيليين محتجزين في القطاع منذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.