كشفت جامعة سوينبرن في تقرير لنتائج استطلاع أعدته لصالح منظمة عائلات الأمهات العازبات في أستراليا (SMFA) عن صورة مقلقة لأوضاع الأمهات العازبات في مواجهة العنف الأسري.
ودعت منظمة SMFA إلى توفير مكمل أمان مالي بقيمة 23 ألف دولار وإصلاحات في نظام دعم الطفل ومدفوعات الأبوة والأمومة.
منظمة SMFA : الأمهات العازبات يحملن أعباء عاطفية ومالية هائلة
وأظهر الاستطلاع أجرته جامعة سوينبرن لصالح SMFA أن سبع أمهات عازبات من كل عشر مررن بتجربة عنف، وأن واحدة من كل خمس ما زالت تعاني منه حتى اليوم. كما أشار إلى أن أربعاً من كل خمس أمهات يقضين معظم وقتهن في القلق بشأن أموال أسرهن.
وتقول منظمة أسر الأمهات العازبات في أستراليا (SMFA) إن الأمهات العازبات يحملن أعباء عاطفية ومالية "هائلة"، والتي تصبح أكثر شدة إذا فررن من العنف المنزلي.
وبين الاستطلاع وشمل 2600 امرأة أن ما يقرب من سبع من كل عشر نساء تعرضن لعنف الشريك الحميم، وأن واحدة من كل ثلاث نساء تقريبا من إساءة مالية أو سيطرة قسرية.
وتقول منظمة SMFA إن الأمهات لا يديرن تعافيهن فحسب، بل يدعمن أيضا الأطفال الذين كانوا ضحايا ناجين، وهو عبء العمل غير مدفوع الأجر "غير مرئي إلى حد كبير لسياسة الحكومة وخدمات العنف الأسري".
وتدعو SMFA إلى اتخاذ تدابير بما في ذلك مكمل أمان قدره 23 الف دولار يتم دفعه على أقساط من خلال إعانة الضرائب العائلية A للنساء اللاتي تعرضن للعنف المنزلي، وإصلاح كبير لنظام دعم الطفل، والذي يسمح للجناة بمواصلة الإساءة بعد الانفصال، وزيادة في مبلغ ومدة مدفوعات الأبوة والأمومة.
وقالت إحدى الأمهات في الاستطلاع إن "الفرار من العنف الأسري قد يُعيقكِ ماليا، وقد تُفاقم الأنظمة الوضع اذ يستغرق الأمر أكثر من عقد من الزمن لإعادة بناء حياتكِ من الصفر ".
شيرين فرانسيس: الأرقام الصادمة تعكس واقعاً قاسياً في كل المجتمعات
وتعليقاً على هذا الاستطلاع ، تحدثت الباحثة النفسية والاجتماعية شيرين فرانسيس لـ"أس بي أس عربي" ، مبينة ان الأرقام الواردة فيه "صادمة و تعكس واقعاً قاسياً لا يقتصر على مجتمع دون آخر"، مؤكدة أن "العنف المنزلي موجود في كل البيئات، بما فيها الجاليات العربية".
فرانسيس : الوصمة الاجتماعية تمثل شكلا اضافيا من العنف ضد الامهات العازبات
وأشارت فرانسيس إلى أن الوصمة الاجتماعية تمثل شكلاً إضافياً من العنف، موضحة أن "الكثير من المجتمعات ما زالت تلوم المرأة على الانفصال، وتضعها في خانة المسؤولية عن العنف الذي تعرضت له".
وأكدت أن أشكال العنف متعددة، مبينة أنه "قد يكون جسدياً عبر الضرب، أو لفظياً عبر الشتائم والإهانة، أو مالياً عبر منعها من التحكم في مواردها، أو اجتماعياً عبر عزلها عن العالم الخارجي، وحتى روحياً بمنعها من ممارسة شعائرها".
ومضت إلى القول إن "التحكم الكامل من قبل الشريك يحرم المرأة من أبسط حقوقها كإنسانة".
ولفتت فرانسيس إلى أن التعافي النفسي للأمهات شرط أساسي لسلامة الأطفال، مضيفة أن "الأم إذا لم تكن بخير نفسياً فلن تستطيع أداء دورها التربوي بشكل سليم".
وشددت على أن الضغوط الاقتصادية تفاقم الأزمة، مؤكدة أن "الرواتب الحالية ودعم سنترلينك لا يكفيان، والإيجارات والمصاريف في ارتفاع مستمر، ما يضع النساء في ظروف معيشية صعبة للغاية".
ودعت فرانسيس الحكومة إلى الاستجابة السريعة لمطالب منظمة SMFA، وفي مقدمتها صرف مكمل الأمان المالي بقيمة 23 ألف دولار وإصلاح نظام دعم الطفل، مشيرة إلى أن "هذه الإجراءات ليست رفاهية بل ضرورة ملحّة".
كما حثّت الأمهات العازبات على طلب المساعدة وعدم التردد، قائلة: "لا تخجلن من طلب الدعم، فالمؤسسات والمجتمع موجودان لمساندتكن".
وخلصت فرانسيس إلى أن مسؤولية مواجهة هذه الأزمة لا تقع على الأمهات وحدهن، بل هي "واجب جماعي يتطلب مشاركة الحكومة والمجتمع الأوسع، بما في ذلك الجاليات المهاجرة، في توفير بيئة آمنة وعادلة للنساء وأطفالهن".
يمكنكم الاستماع للتقرير في التدوين الصوتي أعلاه.