تصعيد اسرائيلي خطير ضرب بعرض الحائط أمن وسيادة العاصمة القطرية الدوحة ردًّا على الهجوم المسلح في القدس يتخطى كل الضوابط الحمر في عملية استهدفت قاعدة حماس، وسط استنكار عربي ودولي وضوء اخضر أمريكي ما نفاه البيت الأبيض فيما وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في زيارة حارة إلى تل أبيب في زيارة ليحدد أولوية ترامب في غزة ويجدد دعم بلاده لإسرائيل.
وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه بأنه في "مهمة تاريخية" لبناء "إسرائيل الكبرى"، اعتبر ان الولايات المتحدة الامريكية قامت بالفعل ذاته في حربها على الارهاب حين استهدفت بن لادن في افغانستان بعد عملية 11 أيلول/سبتمبر ليؤكد مرة جديدة ان لا ضوابط حمر في حربها على الارهاب اذ قال نتنياهو قال:
"أقول لقطر وكل الدول التي تؤوي إرهابيين: إما أن تطردوهم أو تقدموهم للعدالة. لأنه إذا لم تفعلوا ذلك سنفعله نحن".
وصف رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وصف الضربات بأنها "متهورة وغير مسؤولة".
وأكدت الدوحة أن وجود مكتب لحماس على أراضيها يتم ضمن إطار وساطة طلبتها كل من واشنطن وتل أبيب.
توقّف الكاتب والمحلل السياسي ورئيس تحرير جريدة النهار الأسترالية الأستاذ أنور حرب عند استهداف إسرائيل للمفاوض بحذ ذاته في عمليتها الأخيرة على قادة حاس في العاصمة القطرية الدوحة ما يطرح علامة استفهام حول انتهاء مرحلة المفاوضات اذ يقول:
" اسرائيل استهدفت اولًا سيادة قطر قبل حماس ولأهم هو استهداف المفاوضات وليس للمفاوضين وهذا التطور يرسم قواعد اشتباك شديدة تعكس تغيرات جيوسياسية في المنطقة برمتها ما يترك الشرق الأوسط على صفيح ساخن".
حرب الذي ذكّر أن قطر تعرضت إلى اعتداءين هذا العام مع شن إيران لهجومٍ على قاعدة العديد الأمريكية المتواجدة على أراضي قطر والثانية على يد إسرائيل الأسبوع الماضي بالرغم من الارتباط الدفاعي بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية يقول:
"هذا التطور الخطير يشكل انقلابًا على نمط السلوك الإسرائيلي العسكري بعد هجوم السابع من أكتوبر، اذ لم يعد هناك أي تمييز بين عدو لإسرائيل وحليف لها في الحرب الوجودية التي ترسم جغرافية ما يعرف بإسرائيل الكبرى في الشرق الأوسط الجديد".
يشكك حرب بعدم رضى ترامب على العملية غير المسبوقة على الدوحة وبركة البيت الأبيض رغم قول ترامب أن هذه الضربة كانت بقرار اتخذه نتنياهو. وأمام أحادية المنظومة الأمريكية، الدولة العظمى، يعتبر حرب ان نتنياهو عاجز على اتخاذ خطوة بحجم الضربة على قطر دون مباركة أمريكية اذ يقول:
" ما يحدث اليوم مضحك مبكٍ لأن أمريكا تدّعي عدم علمها المسبق بهذه الضربة"،
" كل التطورات تؤكد أن ما من أحد يمكنه أن يردع اسرائيل التي لا تكترث بالأمم المتحدة، ولا بمجلس الأمن، ولا بالدول العربية ولا بأي صوت رادع".
يترقّب مقررات القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت ردًّا استهداف أمن وسيادة قطر آملًا الّا تكتفي بالتنديد والاستنكار:
"أمريكا دولة عظمى وهي ترعى كل التطورات، على الدول العربية أن تفتح أبوابها أن تتشاور أن تتفاعل أن تتخذ إجراءات عقابية "بأنياب" وأتمنى أن يصدر البيان الختامي عن القمة بعيدًا عن الاستنكار والإنشاء".
ورغم تبنّي الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة "إعلان نيويورك" الذي يحدد خطوات ملموسة وزمنية للمضي قدمًا في مسار حل الدولتين، صوّت الكنيست بـ71 صوتًا لصالح قرار ضم الضفة الغربية لإسرائيل.
في هذا السياق يقول حرب:
لا سلام في الشرق الأوسط إلا بحل الدولتين فيما إسرائيل تقول السلام يأتي بالقوة، لا القوة التي تأتي بالسلام
يتابع أنور حرب موضحًا:
"ها هي اسرائيل تستخدم القوة في إبادة جماعية نشهد عليها بالعين المجرّدة في غزة"، "وإسرائيل تضرب بعرض الحائط كل المواثيق الدولية وكل قرارات وكل والأمم المتحدة وصوت الضمير العالمي".
هذا وتنفي إسرائيل اسرائيل اتهامها بارتكاب إبادة جماعية وباتباع سياسة التجويع في قطاع غزة.
ويؤكد حرب على صوابيّة الموقف الأسترالي الجريء والتاريخي الداعم للاعتراف بفلسطين رغم اعتراض الائتلاف الحاكم ورئيس الوزراء الأسترالي الأسبق، جون هاورد، الذي اعتبر ان استراليا اخطأت بتأييدها لهذا الاعتراف. يقول حرب:
" إن الموقف الاسترالي هو موقف مبدئي وينطلق من المبادرة العربية التي أعلنتها المملكة العربية السعودية في قمة بيروت في بداية الألفية الثانية والتي تقوم على حل الدولتين وفي النهاية من حق الشعب الفلسطيني أن يحصل على كامل حقوقه الجغرافية والتاريخية".
امام العجز العربي، ما الرسالة التي ارادتها اسرائيل من هذه الضربة بالتحديد لقادة العالم العربي، من المملكة العربية السعودية الى تركيا في لعبة التجاذبات الكبرى؟
الإجابة رئيس تحرير جريدة النهار الأسترالية الأستاذ أنور حرب في الملف الصوتيّ أعلاه.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.وعلى القناة 304 التلفزيونية.