أكدت القافلة أنّ سفينتين من أسطولها تعرضتا لهجمات بطائرات مسيّرة خلال ليلتي الإثنين والثلاثاء، إذ استهدف القارب الرئيسي "فاميلي" أولاً، ثم قارب آخر في اليوم التالي، مشددة على أنّ الركاب وأفراد الطاقم بخير. ويشارك في الأسطول ناشطون وسياسيون بارزون، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، وعمدة برشلونة السابقة آدا كولاو، والممثلة الأمريكية سوزان ساراندون، إضافة إلى أربعة برلمانيين إيطاليين.
تحذيرات أممية وقلق دولي
حثّ خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إسرائيل على وقف تهديداتها ضد الأسطول، مؤكدين أنّ أي محاولة لعرقلة رحلته الإنسانية ستُشكّل "انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي والمبادئ الإنسانية". وأشاروا إلى أنّ المجتمع المدني لم يكن ليخاطر بحياته في البحر لو تحرّكت الجمعية العامة للأمم المتحدة أو مجلس الأمن لإنهاء الحصار الإسرائيلي الذي وصفوه بـ"غير القانوني والكـارثي".
من جانبه، اقترح وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير احتجاز المشاركين في الأسطول داخل سجون مشددة الحراسة ومصادرة سفنهم، مقدماً خطة إلى مجلس الوزراء لوقف ما وصفه بـ"أكبر محاولة بحرية لكسر الحصار"، إذ يضم الأسطول 50 سفينة تقلّ نشطاء من 44 دولة.
رنا حميدة: "واجب إنساني لا يمكن التخلي عنه"
من بين المشاركين تبرز رنا حميدة، نيوزيلندية من أصول فلسطينية وُلدت في سوريا، اختارت أن تكون في عمق البحر رغم المخاطر. وفي رسالة صوتية من تونس قبيل الإبحار، قالت:
أنا فلسطينية، وأهلي هُجّروا عام1948. وُلدت في مخيم حندرات بحلب، وأعيش اليوم في نيوزيلندا، لكنني هنا الآن في تونس أستعد للإبحار مع أسطول الصمود. لم أستطع أن أبقى بعيدة وأعيش حياة آمنة مبنية على معاناة شعبي. واجبي كإنسانة أن أكون هنا، مع أهلي وإخوتي وأخواتي في غزة.رنا حميدة
وعن سبب مشاركتها رغم التهديدات، قالت:
قد تكون الرحلة خطرة، وربما نُحتجز أو نتعرض للقصف، لكن الخوف الحقيقي هو أن نصمت أمام الظلم. نحن لا نذهب ضد أحد، بل مع الحرية والعدالة والإنسانية. كل حركة وكل صوت يحدث فرقًا، وأنا مستعدة لتحمل مسؤولية إنسانيتي مهما كانت النتيجة.رنا حميدة
وأضافت موجهة نداءً إلى العالم:
إذا كنتم تسمعون صوتي الآن، فتحركوا. لا تتركوا دماء الفلسطينيين تسقط دون أن تفتح قلوبكم. كل صوت حماية، وكل كلمة وعد، وكل حركة أمل. هذه مسؤوليتنا جميعاً، أن نحمي بعضنا البعض وألا نترك غزة وحدها.
أزمة إنسانية غير مسبوقة
يأتي تحرك الأسطول بينما يواجه القطاع كارثة إنسانية غير مسبوقة. فقد أعلن مركز التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) أنّ نحو نصف مليون شخص في غزة يعيشون "جوعًا كارثيًا"، فيما تشير وزارة الصحة في القطاع إلى مقتل أكثر من ثلاثةٍ وستين ألفًا وخمسمئة فلسطيني منذ بدء الحرب قبل عامين، وإصابة أكثر من مئةٍ وستين ألفًا. كما توفي تسعة أشخاص جوعًا خلال الأسابيع الأخيرة، بينهم ثلاثة أطفال.
ورغم ذلك، تواصل إسرائيل التأكيد أنّها تستهدف مقاتلي "حماس"، ملقية باللوم على الحركة في سقوط الضحايا المدنيين لعملها في مناطق مكتظة بالسكان.
أمل يتجاوز الحصار
يُنظر إلى أسطول الصمود العالمي باعتباره أكبر محاولة بحرية حتى الآن لكسر الحصار عن غزة، ورسالة قوية من المجتمع المدني العالمي للضغط من أجل إنهاء معاناة الفلسطينيين. وكما قالت رنا حميدة:
هذا وقت العمل، لا وقت الصمت. كل حركة وكل صوت يحدث فرقاً.
