في شمال ملبورن، ووسط ضاحية Roxburgh Park، ولد حلم صغير على عشب أخضر قبل تسعة أعوام لم يعد "Roxburgh Park United Soccer Club" مجرد ملعب لكرة القدم، بل تحوّل خلال تلك الأعوام إلى قصة نجاح واندماج وتنوع ، وترويها مئات الأسر التي جعلت من الملعب بيتا ثانيا ومتنفسا للهوية واللقاء.
ومن ساحات التدريب صباحا إلى الأمسيات التي تتحول فيها الملاعب إلى فضاء للمشي واللقاء، شكّل النادي بيئة اجتماعية وثقافية، تعزز الثقة بالنفس والانتماء، خاصة مع الإقبال الكبير من الفتيات اللواتي قدّمن مستويات مبهرة وصلت إلى لاحتكار القاب فيكتوريا طيلة خمس سنوات منذ عام 2018 .

أياد بطرس : البداية لم تكن سهلة والإنجازات ثمرة عمل جماعي وإسهام الأهالي
وأكد أن "البداية لم تكن سهلة، إذ واجه تحديات كبيرة في الحصول على ملاعب وتجهيزات"، لكنه أشار إلى أن "المدارس المحلية فتحت أبوابها ومنحت النادي مقره الأول، ليصبح اليوم مؤسسة رياضية متكاملة.".
وأوضح بطرس أن "النادي يضم حاليا 27 فريقًا موزعة على ثلاث فئات وهي البراعم من عمر خمس إلى عشر سنوات، والشباب والبنات حتى 18 عاما، وفِرق الرجال".
وبيّن أن 24 فريقا يشاركون في الدوري المحلي بولاية فيكتوريا، فيما وصل عدد اللاعبين المسجلين إلى أكثر من 450 لاعبا.

ولفت بطرس إلى الاهتمام بالجانب البدني والصحي، مشيرا إلى إشراف الدكتور فالح فرانسيس، طبيب المنتخب العراقي السابق، على الفحوص الدورية ومتابعة الإصابات، مشيرا الى ان فرنسيس هو الرئيس الفخري للنادي وهو ايضا نائب رئيس النادي.
ومضى إلى القول إن الإنجازات تضمنت احتكار فتيات النادي لبطولة فيكتوريا لخمسة مواسم متتالية منذ عام 2018، إضافة إلى وصول لاعبين ولاعبات إلى منتخبات أستراليا والعراق وسوريا.
وختم مؤكداً أن هذه النجاحات هي ثمرة عمل جماعي ودعوة لكل المدربين والأهالي للاستمرار في دعم النادي.
إيمان كامورا : وجود الأمهات إلى جانب أبنائهن خلق طاقة إيجابية ودافعًا مستمرا للتفوق
من جانبها، وصفت السيدة إيمان كامورا البدايات بالصعبة، وقالت إن "دخول السيدات إلى مجتمع رياضي ذكوري تقليدي واجه بعض التحفظات"، لكنها استدركت مؤكدة أن "النادي أصبح اليوم مساحة طبيعية للأسر العربية".

وأشارت كامورا إلى أن "ممارسة الرياضة ساعدت الأطفال على تكوين صداقات متينة والانضباط"، مضيفة أن "الفتيات قدمن صورة مشرّفة وغير مسبوقة للجالية بعد الفوز ببطولات كبرى، بل إن بعضهن وصلن إلى صفوف المنتخب الأسترالي".
ووصفت مشهد الأمهات وهنّ يمشين حول الملاعب ويتبادلن الحديث أثناء التدريبات بأنه تحوّل اجتماعي لافت، حوّل النادي من مجرد ساحة للرياضة إلى ملتقى عائلي حيّ.
وختمت كامورا مؤكدة أن "الرياضة جزء أساسي من حياة الأطفال، ورسالتنا للأمهات والجالية أن يدعموا أبناءهم ويكونوا إلى جانبهم"، ودعت العائلات إلى جعل النادي محطة أسبوعية للقاء وتبادل التجارب.
وتحول الحلم الصغير على هذه الساحات الخضراء إلى واقعٍ وأصبح عنواناً للاندماج والنجاح، حيث يواصل النادي كتابة فصوله مع لاعبيه ولاعباته، ومع أسرٍ جعلت من الملاعب فضاءً للقاء والتآلف، وجسراً بين الأجيال والجاليات العربية.
وتملك ولاية فيكتوريا وعاصمتها ملبورن 244 ألف لاعب كرة قدم مسجل بحسب إحصائيات اتحاد فيكتوريا لكرة القدم، والذي يشرف على 18 مسابقة دورية مصنفة إلى 9 مستويات، أعلاها الدوري الوطني الممتاز .
يمكنكم الاستماع للتقرير في التدوين الصوتي أعلاه.