رز بحليب وحنين لا يُنسى... هكذا بدأت قصة "أم علي" في سيدني

Image.jpg

يحكي عمر قدور، الشاب اللبناني القادم من بلدة مرياطة، قصة وفاء وحب عميقة من خلال مشروعه "أم علي" في أستراليا. استلهم عمر فكرة المشروع من والدته التي تربّت تسعة أطفال بكل صبر وتضحيات، وحملت معه إلى الغربة نكهة البيت وأكلات لبنان الأصيلة، خاصة طبق رز الحليب الذي كان يستغرق تحضيره ساعات طويلة. "أم علي" ليست مجرد مشروع تجاري، بل رسالة حب ووفاء للأم والوطن، وجسر يربط بين الماضي والحاضر، ويجمع الجالية اللبنانية والعربية في الغربة حول دفء الذكريات والطعام التقليدي.




لاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.


في زمن الغربة والمسافات الطويلة، تبقى بعض القصص شاهدة على أن جذور الإنسان لا تُنتزع بسهولة، بل تثمر أينما حلّت. من بلدة مرياطة اللبنانية إلى مدينة سيدني الأسترالية، نسج الشاب عمر قدور حكاية وفاء وامتنان، جسّدها في مشروعه "أم علي" – اسم يحمل في طياته أكثر من مجرد عنوان تجاري، بل حبًا خالصًا لامرأة صنعت من حياتها قصة صبر وكرامة.

"مرياطة" لم تكن مجرد مسقط رأس لعمر، بل كانت حياته بكل تفاصيلها. في هذه البلدة العريقة، نشأ وسط عائلة تملك مزارع وتعتمد على الإنتاج الزراعي المحلي.

"كبرتُ في كنف عائلة بتعيش من تعب الأرض. كل شي كنا نعمله بإيدينا. تعلّمت كيف الحياة بتطلب جهد، وشو يعني تكون مسؤول، حتى لو كنت ولد صغير."الحياة هناك، بحسب عمر، كانت مليئة بالدروس. تعلّم من البيئة البسيطة روح الاجتهاد، ومن والدته الكثير، دون أن يعرف حينها كم هي عظيمة.
Image.jpg

في حديثه، لا ينفك عمر عن ذكر والدته التي كانت "تقوم بكل شيء" في البيت، رغم مسؤولية تربية تسعة أطفال.

"كنت أغير تيابي مرتين باليوم، وهي تغسل وتنشر وتنظف، بدون ولا كلمة تعب. اليوم لما بتذكر هالتفاصيل، بعرف قديش نحنا كنا محظوظين، وقديش أمي كانت قوية."
عمر الذي درس الفندقة، قرر الانتقال إلى أستراليا بحثًا عن مستقبل أفضل. لم تكن البداية سهلة، لكنه حمل معه في الغربة شيئًا واحدًا لا يفارقه: حب والدته، وذاكرة الطفولة.

"كل ما كنت آكل أكلة من إيد أمي هون بأستراليا، كانت ترجعلي ريحة البيت. كنت أستوعب أكتر وأكتر شو عملت كرمالنا."

تقول القصة إن والدته، التي لحقت به إلى أستراليا، كانت تعد له الأكلات اللبنانية التقليدية، ومنها رز بحليب استغرق تحضيره 6 ساعات – مختلف تمامًا عن أي طبق مشابه هناك.

"الأكل من إيد أمي كان غير... في حب، في حنين، في دعاء."الجيران والأصدقاء أحبوا الطعام الذي تعدّه والدته، وبدأوا يطلبونه. ومن هنا، انطلقت فكرة مشروع "أم علي"، الذي أسّسه عمر وفاءً لوالدته، وتكريمًا لاسمها.

"ما كان مشروع تجاري عادي، كان رسالة. رسالة حب ووفاء لأمي، ولكل أم تعبت وسهرت وربّت."

بدأ "أم علي" بتقديم أكلات لبنانية تقليدية، خاصة الحلويات، مستوحاة مما تعلمه عمر من والدته. حظي المشروع بردود فعل إيجابية من الجالية اللبنانية والعربية، وحتى من المجتمع الأسترالي.

في حديثه، يشكر عمر كل من دعمه في رحلته – والده، إخوته، والدته "أم علي"، ومن بين الأسماء التي خصّها بالشكر أيضًا، شيماء، زوجته المستقبلية، التي كانت داعمة ومشجعة له في مشواره.

"كل حدا وقف حدّي كان سبب إنو 'أم علي' تصير واقع، مش بس حلم.

هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد  وعلى SBS On Demand.


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand