في إطار النسخة الثانية من مهرجان الفيلم الإفريقي في أستراليا، الذي يعود إلى سيدني بين 4 و7 سبتمبر ببرنامج جريء ومُلهم، يسلّط الضوء هذا العام على أحد أبرز عروضه: الفيلم الوثائقي "السودان، تذكّرنا" للمخرجة الفرنسية هند مدب. هذا العمل الشعري والمشحون سياسيًا يوثّق ثورة الشباب السوداني عام ٢٠١٩ ضد الحكم العسكري، وقد نال جائزة تيم هيثيرينغتون في مهرجان شيفيلد السينمائي.
هند، التي عملت سابقًا في فرانس 24 وراديو أنفو، بدأت رحلتها نحو فيلمها عن السودان عندما التقت في فرنسا مجموعة من الشباب السودانيين الذين لم تكن لهم أوراق ثبوتية.
استمعت إلى قصصهم المليئة بالشغف والوجع، وكانوا هم من عرّفوني بما يجري في السودان آنذاك
ومن خلال المجموعة التي تعرفت إليها في فرنسا، نسجت هند خيوط المعرفة الأولى بما يحدث هناك، فقررت أن تحمل كاميرتها وتسافر لتوثيق الحراك من الداخل.
تقول هند:
أعتبر أن الثورة لم تبدأ في تونس، بل في السودان .
هذا الفيلم ليس أول تجاربها في توثيق الحراك الشبابي العربي، فقد أخرجت سابقًا أعمالًا وثائقية لامست روح الإبداع والمقاومة، منها:
- كلاش تونسي: عن مغنيي الراب الشباب في تونس ونضالهم من أجل حرية التعبير.
- إلكترو شعبي: يوثّق بروز نوع موسيقي جديد (المهرجانات) في القاهرة.
- باريس – ستالينجراد: عن طالبي اللجوء في فرنسا.
- De Casa au Paradis: عن مجموعة من الانتحاريين المغاربة.
تطرح هند في فيلمها الجديد"سودان يا غالي" أسئلة حول دور الفن، الشعر والراب كأدوات مقاومة، وتفتح نقاشًا حول ذاكرة الثورات العربية وكيف تحفظها السينما. وعلى الرغم من التحديات الأمنية والسياسية التي واجهتها أثناء التصوير، استطاعت أن تقدّم عملًا يلتقط تفاصيل الحلم السوداني، وفي الوقت نفسه ينقل رسائل الأجيال الجديدة إلى العالم.
وتختم هند حديثها قائلة: "آمل أن يكون هذا الفيلم مرآة لصوت الشباب العربي، ولذاكرتهم التي تقاوم النسيان، وأتمنى أن تسهم مشاركتي في المهرجان في رفع وعي الأستراليين بالقضية السودانية وحق شعبها في الحرية والكرامة."
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.