يقول نيك كتمور، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة MRead، إن التقنية الجديدة التي تم تطويرها تعتمد على الرنين المغناطيسي لتحديد المركبات المتفجرة داخل الأرض، وليس مجرد المعادن المحيطة بها كما تفعل الأجهزة التقليدية.
وأضاف كتمور: "لا يوجد حتى الآن أي جهاز يمكنه النظر داخل الأرض والتأكيد بأن هناك بالفعل مواد متفجرة، ناهيك عن احتساب جزيئات المتفجرات نفسها... هذا تمامًا ما نفعله نحن".
ويُشبّه كتمور التقنية الجديدة بجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) المستخدم في المستشفيات، حيث تُرسل موجات لاسلكية إلى باطن الأرض، ويُستخدم صداها لتكوين صورة دقيقة تكشف عن وجود المتفجرات.
نهاية لعشرات الآلاف من الإنذارات الكاذبة
تُعتبر عمليات إزالة الألغام تقليديّاً بطيئة وخطرة، حيث تعتمد معظم الأجهزة الحالية على كشف المعادن، مما يؤدي إلى مئات الإنذارات الكاذبة بسبب وجود شظايا وقطع معدنية أخرى في المناطق المستهدفة. كما أن العديد من الألغام الحديثة تُصنع من البلاستيك، ما يجعلها شبه غير قابلة للكشف.
وقد أُجريت تجارب ميدانية للتكنولوجيا الجديدة في أنغولا بالتعاون مع منظمة HALO Trust، في نفس الحقول التي زارتها الأميرة ديانا في تسعينيات القرن الماضي، حيث أظهرت التجارب قدرة الجهاز على كشف مركّب RDX المتفجر بدقة.
أما الإنجاز الأبرز، فقد تحقق الشهر الماضي في المختبرات الأسترالية، عندما نجحت التكنولوجيا في كشف مادة TNT، وهي المادة المتفجرة الأكثر شيوعًا في الألغام حول العالم.
ويؤكد بروس إدواردز، مدير الشراكات في منظمة HALO Trust: "إذا تمكّنا من استخدام كاشف يميز بين الـRDX والـTNT في ألغام معدنية أو بلاستيكية، فإننا نكون قريبين جدًا من تغيير قواعد اللعبة بالكامل".

Princess Diana visited a minefield in Huambo, in Angola. Credit: AP
اختبارات ميدانية في عام 2026
يجري حالياً تطوير نموذج أولي جديد قادر على كشف المادتين المتفجرتين الأكثر شيوعاً عالمياً، وهما الـTNT والـRDX، واللتين توجدان في نحو 90% من الألغام المنتشرة في أنحاء العالم. ومن المقرر أن تبدأ التجارب الميدانية في مناطق ألغام نشطة في عام 2026.
وأعرب إدواردز، السفير الأسترالي السابق لدى أوكرانيا، عن فخره بالمساهمة الأسترالية، مؤكدًا أن هذه التكنولوجيا قد يكون لها تأثير بالغ في دول مثل أوكرانيا، التي تعد اليوم أكثر مناطق العالم تلوثاً بالذخائر غير المنفجرة.
وأشار إلى أن "ما يقارب ربع الأراضي الأوكرانية مهددة بالتلوث بسبب الألغام، وقد تستغرق إزالة هذه التهديدات عقودًا من العمل الشاق"، مشددًا على أن التكنولوجيا الجديدة قد تسرّع من هذه الجهود وتنقذ أرواح الآلاف في مناطق الصراع مثل كمبوديا، أفغانستان، سريلانكا، وأنغولا.
أمل جديد لعالم بلا ألغام
رغم أن الطريق لا يزال طويلاً نحو التخلص النهائي من الألغام الأرضية، فإن التكنولوجيا الأسترالية الجديدة تفتح نافذة أمل على مستقبل أكثر أمناً، وتسهم في تحقيق الحلم العالمي بعالم خالٍ من هذه "الحراس القتلة الصامتين"، كما وصفهم أحد مسؤولي HALO Trust.