كانت مادي بيرفاز البالغة من العمر 28 عامًا من السويد، تخطط لحفل زفافها الذي تحلم به على الساحل الجنوبي لولاية نيو ساوث ويلز عندما ضربت أزمة الوباء العالم. اليوم وفي الظروف الحالية إذا لم تتمكن عائلتها في أوروبا من الحضور، لن تحقق حلمها.
النقاط الرئيسية
- واحدة من كل خمس نساء أستراليات غيّرت خططها لإنجاب الأطفال بسبب الوباء
- واحدة من كل سبع نساء تقول إن كوفيد-19 أثر على قرارها بالإنجاب
- 62% من المشاركات في دراسة حديثة توقفن عن محاولة الحمل أثناء الوباء بسبب فقدان وظيفتهن
تسمح القيود الحالية المفروضة على الحدود الأسترالية للأزواج والشركاء الفعليين والأطفال المعالين والأوصياء القانونيين للمواطنين الأستراليين والمقيمين الدائمين بدخول أستراليا، ولكن ليس الآباء وأفراد الأسرة الآخرين.
وقالت مادي: "لا أريد أن أتزوج بدون أي فرد من عائلتي، لهذا السبب لا أعرف متى يمكننا البدء في إنجاب الأطفال."
حتى في الأوقات التي لا يوجد فيها فيروس كورونا، قد يكون الحمل والولادة تجربة صعبة للغاية. ولكن أثناء الجائحة، فإن زيارة الطبيب العام أو المستشفى لإجراء فحوصات ما قبل الولادة وبعدها تحمل مخاطر جديدة. في أوقات تفشي المرض، تكون الزيارات إلى أجنحة ما بعد الولادة محدودة للغاية، وكذلك ضيوف المنزل، مما يعني أن الأمهات الجدد يمكن أن تواجهن المزيد من العزل مع القليل من الدعم.
بالنسبة للمهاجرات غير القادرات على رؤية أسرهن في مثل هذا الوقت الحرج، فإن الأمر صعب بشكل خاص.

Madde Pervaz and her husband Tim don't want to get married if Madde's family in Sweden are unable to attend. Source: Supplied
مثل العديد من النساء، لا تحرص مادي على إنجاب الأطفال دون مساعدة الوالدين.
وقالت: "لا أريد أن أحمل دون أن أكون قادرة على أن يكون والديّ هنا أو أن أكون معهم".
تأخير الانجاب
مادي هي واحدة من العديد من النساء في أستراليا اللواتي تأثرت خططهن الأسرية بفيروس كورونا، وفقًا لبحث حديث.
فقد وجد المعهد الأسترالي للدراسات الأسرية أن واحدة من كل خمس نساء أستراليات غيّرت خططها لإنجاب الأطفال بسبب الوباء، وأشارت واحدة من كل سبع نساء إلى أن كوفيد-19 أثر على قرارها بالإنجاب، بينما اختارت 92% من هذه المجموعة تأخير إنجاب الأطفال.
وجدت دراسة Towards COVID Normal، التي تم إصدارها الشهر الماضي وشارك فيها أكثر من 3000 مشاركة، أن أكثر من واحدة من كل 10 نساء شملهن الاستطلاع كانت تحاول إنجاب طفل أول أو طفل إضافي قبل الوباء، ولكن 18% توقفن عن المحاولة جزئيًا بسبب الوباء.
الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة ليكسيا تشو، لم تستغرب نتائج البحث وأن تتأثر مواقف النساء تجاه الحمل والخصوبة بالأزمة.
وقالت: "لقد تسبب جائحة كوفيد-19 بحالة من عدم اليقين، لذا فمن المنطقي أن تعيد بعض النساء تشكيل وجهات نظرهن حول إنجاب الأطفال".
ووجدت الدراسة أن انعدام الأمن المالي لعب دورًا مهمًا في قرارات المرأة المتعلقة بالحمل، حيث عانت 62% من المشاركات اللواتي توقفن عن محاولة الحمل أثناء الوباء من فقدان الوظيفة.
أنيكا سعد، التي تعيش في جنوب غرب سيدني، هي واحدة من هؤلاء. أنيكا وزوجها سام لديهما ابنتان تبلغان من العمر أربع سنوات وسنة واحدة. لقد كانا يخططان دائمًا لإنجاب طفل ثالث حتى فقد سام، وهو طيار دولي، وظيفته.

Madde Pervaz says the pandemic has interrupted her plans to start a family. Source: Supplied
قالت أنيكا، 32 سنة، "لا يزال في إجازة بدون أجر منذ 18 شهرًا دون أن تلوح نهاية في الأفق، وبعد ستة أشهر من استخدام مدخراتنا، انتهى الأمر إلى حد كبير".
"وإذا استمر هذا الأمر لبضعة أشهر أخرى، فسنضطر إلى بيع المنزل."
وبينما تمكن سام من العثور على بعض دوريات العمل المتقطعة، قالت أنيكا إن أصحاب العمل لم يطمئنوا لتوظيفه بسبب سجل عمله، معتقدين أنه سيعود للطيران في أقرب وقت ممكن.
وقالت أنيكا إنها ستبحث عن وظيفة في خدمة العملاء في وقت لاحق من العام لكن تكلفة رعاية الأطفال لطفلين ستستهلك معظم راتبها.
"لا نشعر أنه يمكننا إنجاب طفل ثالث في ظل كل هذا. في حين أنهم لا يكلفون الكثير من المال وهم أطفال، إلا أنهم يكلفون عندما يكبرون ".
"لسنا متأكدين من أننا نستطيع تحمل تكلفة طفل ثالث الآن."
بالإضافة إلى التأثير على مواردهم المالية، أثر الوباء أيضًا على علاقة أنيكا بسام، وعلى صحتها النفسية، على حد قولها.
لم تتمكن عائلتها في ألمانيا من زيارتهم وتقديم المساعدة لهم، وهو ما يمنعها أيضًا من إنجاب طفل آخر.
"منذ بداية الوباء، لم نحصل على أي مساعدة، ولا استراحة. لقد تسبب هذا بحمل كبير على علاقتنا".
“لا يمكننا إيجاد الوقت لبعضنا البعض، لقد كان الأمر محزنًا للغاية."
“لقد كنت أكثر غضبا، وأكثر قلقا وأكثر توترا. شعر زوجي بالذنب لعدم قدرته على إعالتنا. ولإنجاب طفل آخر، يجب أن نتأكد من استقرارنا ماليا ونفسيا ".
تخشى أنيكا أيضا من أنها قد تضطر لتعليم طفلتها الكبرى في المنزل عندما تبدأ المدرسة العام المقبل، وهو عبء تجد أنه من المستحيل فهمه إذا كان لديها أيضا طفلة صغيرة ومولود جديد تعتني به دون دعم الوالدين.

Anika Saad and her husband Sam always wanted to have a third child before the COVID-19 pandemic decimated their savings. Source: Supplied
"نحن نعلم أننا محظوظون لأن لدينا طفلين يتمتعان بصحة جيدة، لكننا أردنا دائما طفلا ثالثا. من المحزن حقا التفكير في الأمر، والاعتقاد بأن هذه النهاية بالنسبة لنا".
"أحب أن أكون حاملا"
قالت جوليا (ليس اسمها الحقيقي) وهي من سكان سيدني، إنها تود أن تكون حاملاً، لكن الوباء حال دون ذلك.
واستقبلت الفتاة البالغة من العمر 32 عاما وزوجها طفلهما الأول في سبتمبر/أيلول 2020 وكانا يخططان في الأصل لإنجاب طفل آخر بسرعة كبيرة حتى يكبر أطفالهما معا.
لكن جوليا فقدت وظيفتها في السفر والسياحة وأغلقت الحدود الدولية في مارس/آذار 2020 عندما كانت حاملا في شهرها السادس.
فجأة، لم تكن قادرة على الذهاب إلى إيطاليا لرؤية عائلتها دون إعفاء ولم يتمكن والداها من القدوم.
بين عشية وضحاها، تحطمت خططها لإشراك والديها في الحمل والولادة والأشهر الأولى من حياة ابنها.
قالت: "لم يكن والداي قادرين على القدوم للمساعدة والدعم ومقابلة حفيدهما الأول".
"يستحق والداي مقابلة حفيدهما الأول، فهو يستحق أن يكون مدللا ومحبوبا باعتباره الأول والصغير. لا أشعر أنه سيكون من العدل أن نقوم بهذا مرة ثانية".
لم تكن جوليا متأكدة مما إذا كان بإمكانها التعامل مع مرحلة أخرى من الحمل والولادة دون مساعدة والديها. خصوصا وأنها ستحتاج إلى الولادة عن طريق عملية قيصرية ولا تشعر أنها تستطيع التعامل مع التعافي مع حصول زوجها على إجازة أبوة لمدة أسبوعين فقط ورعاية طفل صغير دون مساعدة والدتها.
قالت: "سأحتاج جسديا وذهنيا لوالديّ لإنجاب طفل ثان. طفلي الآن عمره 10 أشهر وأنا أحب أن أكون حاملا. لو كان الوضع مختلفا، كان ابني سيحصل على شقيق".

Anika and Sam always planned to have three children, until the COVID-19 pandemic caused Sam to lose his job as a pilot. Source: Supplied
"هذا يجعلني أشعر بالحزن والانزعاج الشديد. غيّر الوباء خطتنا، وغيّر أحلام عائلتي. إنه يجعلني أشك في كل قرار اتخذته وأتخذه، قرار جعل أستراليا بيتي، مما يجعلني أشعر بالحزن والخوف".
قرر كل من مادي وتيم إجراء تغيير كبير على حياتهما إذا لم تفتح الحدود العام المقبل. عندما يتعلق الأمر بتكوين أسرة، فإن الوقت ليس في صالحهما.
وقالت مادي: "سنبدأ التخطيط للانتقال إلى إنجلترا، حيث يوجد عائلة ليتم وهي بلد قريب من عائلتي".
"في قلبي، لو علمت قبل 10 سنوات عندما أتيت إلى أستراليا أنني لن أتمكن من رؤية عائلتي عندما أريد، ربما لم أكن لأترك السويد أبدا."
وقال الزوجان إنهما يفضلان البقاء في أستراليا حيث يستقران ولديهما وظائف، لكن الروابط الأسرية مهمة للغاية.
"إذا لم تتغير الأمور وإذا لم يفتحوا الحدود، فسنغادر أستراليا للزواج وإنجاب طفل."