قالت مؤسسة سرطان الدم الأسترالية (Leukaemia Foundation) إن أستراليا تواجه نقصاً حاداً في عدد المتبرعين المسجلين بالخلايا الجذعية، مؤكدة أن الحل يكمن لدى الشباب الأسترالي.
وذكرت المؤسسة أن نحو ألف شخص في البلاد ينتظرون بشكل عاجل متبرعاً مناسباً لإنقاذ حياتهم من أمراض خطيرة مثل سرطان الدم.
وأوضح رئيس قسم الأبحاث في المؤسسة بيل ستافريسكي أن الخلايا الجذعية تمثل العلاج الوحيد الممكن بالنسبة للكثير من المرضى، وقال "إنهم يعانون أمراضاً حرجة وعاجلة، سواء كانت لوكيميا أو ليمفوما، وبالنسبة للعديد منهم هذا هو العلاج الوحيد الممكن".
الاعتماد على المتبرعين من الخارج
وأشار ستافريسكي إلى أن بقاء المرضى لفترات طويلة على قوائم الانتظار يعرّض حياتهم لمضاعفات خطيرة، موضحاً أن الغالبية العظمى من المتبرعين غير المرتبطين بالأستراليين يتم استقدامهم من الخارج.
وقال إن "هذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة للكثير من المرضى الذين ينتظرون عملية زرع أو على وشك الخضوع لها .. فالعدد الحالي من المسجلين، وهو نحو 65 ألفاً فقط، غير كافٍ على الإطلاق."
وأضاف أن دولاً أخرى لديها برامج لتشجيع التبرع بالخلايا الجذعية في المدارس والمستشفيات وأماكن العمل، بينما يفتقر النظام الأسترالي لمثل هذه البرامج.
وذكر أن أكثر من ألفي عملية زرع خلايا جذعية تُجرى سنوياً في أستراليا، لكن الاعتماد المفرط على المتبرعين الأجانب يجعل بعض المرضى بلا علاج لعدم العثور على تطابق.
الشباب هم المفتاح
وأكد ستافريسكي أن الفئة العمرية بين 18 و35 عاماً تمثل العنصر الأكثر أهمية في هذا الملف، مشدداً على أن الخلايا الجذعية لديهم هي الأكثر صحة وحيوية.
وقالإن "الشباب الأستراليين هم المفتاح، فهم الأقدر على إنقاذ حياة المرضى من خلال خلاياهم التي تكون أكثر نشاطاً وقوة".
التبرع أبسط مما يُعتقد
وأشار ستافريسكي إلى وجود مفاهيم خاطئة حول عملية التبرع بالخلايا الجذعية، قائلاً إن الكثير من الناس يعتقدون أنها مؤلمة أو جراحية كما في الماضي.
وأوضح أنه "في السابق، كانت الخلايا تؤخذ من عظم الورك، لكن الأمر لم يعد كذلك الآن. العملية اليوم بسيطة للغاية ولا تتسبب في الألم."
وأكد أن التبرع يشبه التبرع بالدم، ماضيا الى القول "يتم سحب الدم من ذراع واحدة، وتمرره آلة خاصة تفصل الخلايا المطلوبة، ثم يعود الدم إلى الذراع الأخرى. تستغرق العملية بين 30 و60 دقيقة فقط، ولا تحتاج إلى إبر إضافية أو تخدير."
الحاجة إلى متبرعين متنوعين
وشدد ستافريسكي على أن الخلفية العرقية تلعب دوراً محورياً في نجاح عمليات الزرع، لافتاً إلى أن معظم المتبرعين الحاليين في أستراليا من أصول أوروبية غربية.
وقال إن "هذا يعني أن المرضى من خلفيات مختلفة، بما في ذلك من السكان الأصليين، قد لا يجدون متبرعاً مناسباً."
وأضاف أن ما تحتاجه أستراليا هو قاعدة متبرعين تعكس التنوع السكاني الحقيقي في البلاد، مؤكداً بالقول "إذا لم يكن هناك تطابق مثالي بين الخلايا الجذعية، فلن يكون بمقدور الأطباء إجراء عملية الزرع ببساطة".